العليمي

اخيراً .. الرئيس العليمي يسجل اول رد مباشر رسمي وعلني على اعلان "المجلس الانتقالي"

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

سجل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، اخيرا، اول رد مباشر رسمي وعلني على اعلان "المجلس الانتقالي" باسم ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم مقاطعة معظم هذه المكونات للقاء، "الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني"، وانفصال جنوب اليمن بما سماه "الدولة الجنوبية الفيدرالية".

جاء هذا في سياق تصريح مصور (فيديو) أدلى به الرئيس رشاد العليمي لدى تدشينه مشاريع تنموية في العاصمة المؤقتة عدن، ممولة من "البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن"، بحضور رئيس الحكومة معين عبدالملك وسفير السعودية لدى اليمن المشرف العام على البرنامج محمد آل جابر، بينها مرحلتان لتطوير مطار عدن الدولي.

وقال الرئيس رشاد محمد العليمي، لدى تدشينه المرحلتين الأولى والثانية من مشروع إعادة تأهيل مطار عدن الدولي، إنه: سيتم وضع حجر الأساس للمرحلة الثالثة من مشروع إعادة تأهيل مطار عدن الدولي، بهدف رفع مستوى المطار وجودة الخدمات المقدمة للمسافرين وشركات الطيران العاملة، ليكون من اكبر مطارات المنطقة.

مضيفا: "عدن تستحق أن يكون لديها مثل هذا المطار، عدن اليوم هي العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية، وعدن هي أصلًا عاصمة اقتصادية، بالتالي ستكون عدن هي حلقة الوصل السياسية والاقتصادية في نفس الوقت في هذه المرحلة". ما مثل أول رد رسمي وعلني لرئيس مجلس القيادة الرئاسي على اعلان "الانتقالي" الانفصالي.

يأتي هذا الرد بعدما كان الاحباط وشعور الخذلان سادا اوساط اليمنيين، جراء التزام الرئيس العليمي الصمت على اجراءات "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واعلانه الاثنين انفصال جنوب اليمن وإقرار وثيقة "اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية"، على نحو خيب آمالا كبيرة واثار مخاوف اكبر، من تعرض الشرعية لضغوط الرضوخ لتقسيم اليمن.

وأصدر "المجلس الانتقالي"، الخميس، بيانا ختاميا لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" في عدن، رغم إعلان معظم هذه المكونات مقاطعة الحوار، تضمن اعلان انفصال جنوب البلاد، ودعوة "الدول العربية الشقيقة والمجتمعين الإقليمي والدولي الى احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته الجنوبية المستقلة". حسب تعبيره.

سعى "المجلس الانتقالي" من تنظيم "لقائه التشاوري" إلى فرض "ميثاق جنوبي" و"رؤية جنوبية" كان صاغها فريقه "للحوار الجنوبي"، واضفاء طابع شرعي شكلي على الميثاق والرؤية بإقرارها من اللقاء، لتثبيت تقديم نفسه منذ انشائه بتمويل اماراتي في العام 2017م، الممثل والحاكم الوحيد لجنوب البلاد، وهو ما حدث باعلانه ادماج مكوني الحراك الثوري والحراك الجنوبي.

وأكدت مخرجات حوار "الانتقالي" مع نفسه، ما ذهب اليه مراقبون للشأن اليمني في أنه تفوق على نظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في إعمال نهجه وكلوساته لإنشاء المؤتمر الشعبي". وأن "الانتقالي في مساعيه لتنصيب نفسه ممثلا وحاكما وحيدا لجنوب اليمن، يطبق حرفيا نهج عفاش في الاستحواذ على القرار والسلطة واحتواء ثم اقصاء منافسيه ومعارضيه، وشق صفوفهم.

وبدأت المليشيا الانقلابية والمتمردة، التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" والممولة من الامارات، تنفيذ ما سبق لها اعلانه قبيل اختتام لقاء "الانتقالي" التشاوري، وشرعت في أول اجراءات تنفيذ اعلان انفصال جنوب اليمن الصادر في البيان الختامي للقاء، وما تضمنه من إقرار مضامين ما سماه "الميثاق الجنوبي" و"وثيقة "اسس الدولة الجنوبية الفيدرالية".

وسجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول تعليق لها، على "اللقاء التشاوري" الذي اطلقه الخميس "المجلس الانتقالي" رغم اعلان معظم وأكبر المكونات الجنوبية، الفاعلة، مقاطعته رفضا "لهيمنة الانتقالي ووصايته"؛ وكشفت اهداف "اللقاء" وتكلفة تنظيمه، وكذا جهة تمويله. مؤكدة أن اللقاء يسعى إلى اصباغ صفة شرعية مزيفة على مساعي "الانتقالي" لفرض انفصال جنوب البلاد.

وأعلن 25 مكونا جنوبيا، سياسيا ومدنيا وقبليا، رسميا، مقاطعة حوار "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واتفقت في رفض "ادعاء الانتقالي تمثيل الجنوب" وفي اعتبار حواره "حوارا مع اعضاء المجلس الانتقالي لتنصيب نفسه وصيا على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا". حسب ما رصده "العربي نيوز" وأكده المتحدث الرسمي باسم "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي".

ووضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى زعم "تفويضه الشعبي"، مرجعة مقاطعتها إلى "رفض وصاية الانتقالي على الجنوب".

وكشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة تضاؤل حجم "الانتقالي" والقبول الشعبي له في جنوب البلاد، ورفض الجنوب له وهيمنته لولا ترسانة مليشياته المسلحة، الممولة من التحالف وبخاصة الامارات. 

في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب الرافضة المشاركة في حواره، وأكد في وقت سابق لبدء انعقاد حواره الخميس، مضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.