حضرموت

اول مشاهد التصعيد الخطير في حضرموت

قبل 10 شهر | الأخبار | اخبار الوطن

تشهد محافظة حضرموت، تصعيدا خطيرا وتحركات كثيفة تسعى إلى تفجير الوضع عسكريا في المحافظة، التي ظلت طوال السنوات الثمان للحرب بمنأى عن تداعياتها العسكرية، بدأ تنفيذه "المجلس الانتقالي" ومليشياته ضمن تصعيده خطاب وتحركات فرض انفصال جنوب البلاد، وإدراكه مسبقا فشل مساعيه دون ضم وإلحاق حضرموت، بقوة السلاح.

وأكدت مصادر محلية وعسكرية في محافظة حضرموت، تكثيف "المجلس الانتقالي" التابع للامارات نشر مليشياته وألياتها العسكرية ومدرعاتها في مدن حضرموت الساحل، بعد انتشارها واستعراضها المستفز للمواطنين في مدينة المكلا وشوارعها، بزعم "تأمين عقد الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي دورتها السادسة"، في مدينة المكلا.   

موضحة "استمرار زحف ارتال كثيفة من مدرعات وآليات مليشيات المجلس الانتقالي الممولة من الامارات، عبر محافظة شبوة إلى كل من مدن ساحل حضرموت ومدن حضرموت الوادي والصحراء باتجاه مدينة سيئون، والذي بدأته قبل نحو اسبوعين تحت غطاء "تأمين دورة اجتماعات الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي، السادسة".

بالتوازي بدأت وسائل اعلام "المجلس الانتقالي" المرئية والمقروءة والمسموعة حملة تحريض واسعة، ضد قوات الجيش الوطني في المنطقتين العسكريتين الاولى والثانية بمحافظة حضرموت، ونشر شائعات ومزاعم "إرسال قوات الجيش الوطني بالمنطقة العسكرية الثالثة في مارب تعزيزات عسكرية إلى حضرموت واستحداث نقاط تفتيش فيها".

ويتزامن هذا الانتشار من مليشيا "المجلس الانتقالي" وحملته التحريضية ضد قوات الجيش الوطني في حضرموت، مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة لقوات "درع الوطن" التي تبنت السعودية انشاءها منذ مطلع 2022م من السلفيين الجنوبيين لتطون بموازة مليشيات "الانتقالي" الممولة من الامارات وسعيها للسيطرة على المحافظات الشرقية.

أكد هذا سياسيو وناشطو "الانتقالي" ومنهم سالم ابوزيد الخليفي، بإعلانه عن أن "عشرين طقم أو مائة دخلوا وادي حضرموت لايزيدوا ولاينقصوا مصيرهم الزوائل مثلما حصل اللذين من قبلهم في شبوة والشيخ سالم والطرية سيحصل لهم أن شاء الله لاتوجد لهم حاضنة الأرض تقاتل مع اهلها سيقاتهم الشجر والحجر في دولة حضرموت العربية المتحدة".

وصرح الخليفي بهدف احتلال محافظة حضرموت، عبر سلسلة تغريدات على حسابه بمنصة "تويتر" المتابع من 117 الفا، وقال في تهديد قوات الجيش الوطني: "والله وبالله وتالله لدينا جيش جنوبي بكل التشكيلات العسكرية مستعدين أن نحرر كل تراب الجنوب العربي ونوخذ بعدها تعز والبيضاء ومارب ندامة اطمئنوا حفظنا الدرس جنوب اليوم ليس جنوب الامس".

مضيفا في الترويج والتسويق لخطاب "المجلس الانتقالي" التحريضي والاستفزازي لقوات الجيش الوطني بالمنطقتين العسكريتين الاولى والثانية في حضرموت: "اللي انهزموا في صنعاء وعدن لن ينتصروا في حضرموت ولن تكون حضرموت الوطن البديل لتجار الحروب سماسرة الشركات النفطية ومليشياتهم الارهابية مهما كلفنا الثمن والنصر حليفنا". حسب زعمه.  

وتابع القيادي بمليشيا "المجلس الانتقالي" سالم ابوزيد الخليفي، استفزاز قوات الجيش الوطني، بقوله: "نعود للخلف للتذكار كنا نحرق تايرات بالشوارع ومعنا عشرين تيار سياسي ولا نمتلك طقم عسكري جنوبي، كانوا على مشارف عدن بجيش جرار أوله بمدخل عدن وآخره بوادي حضرموت مثلما كسرناهم بالشيخ سالم والطرية وشبوة سنكسرهم بوادي حضرموت".

تأتي حملة تحريض "المجلس الانتقالي" ضد قوات الجيش الوطني في حضرموت، واستفزازاته لها، عقب ايام على اعلان نائب رئيس المجلس، اللواء احمد بن بريك عن ما سماه "منح فرصة لحين استكمال تأهيل قوات درع الوطن العسكرية من الجنود والضباط الحضارم لاحلالها محل قوات المنطقة العسكرية الاولى وتمكينها من احتلال جميع مواقعها في حضرموت".

مُطلقا الضوء الاخضر لبدء مهاجمة قوات الجيش الوطني، في مقابلة اجرتها معه قناة "الغد المشرق" الاماراتية، الاحد، هدد فيها بأن ما سماه "القوات الجنوبية المسلحة" في اشارة إلى مليشيات "المجلس الانتقالي" الممولة من الامارات، "لن تفرط بأي شبر من الجنوب" وستخوض حربا عسكرية واسعة "لتحرير وادي حضرموت بأي ثمن إن لم يتم تنفيذ الاتفاق". حسب زعمه. 

وسبقه بايام، اعلان عضو هيئة رئاسة "المجلس الانتقالي" وممثل رئيسه للشؤون الخارجية، عمرو علي سالم البيض، عبر القناة نفسها الممولة من الامارات أن : "قوات المنطقة العسكرية الأولى هي بقايا القوات التي احتلت الجنوب في 1994م" محرضا ضدها بقوله: "توجهاتنا معروفة وفي مقدمها استكمال تحرير الجنوب من مكونات الاحتلال ويجب اخراج هذه القوات من حضرموت".

والجمعة، وقع انقلاب جديد وخطير على مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بانهاء وجود المجلس وصفته الرسمي المعلنة والتي يتحرك بها داخليا وخارجيا، إثر اعلان جديد صادر عن احد نواب رئيس المجلس، تضمن تأييد انفصال اكبر يتخطى مساعي "الانتقالي" لفرض انفصال جنوب البلاد، تمثل بإعلان دولة حضرموت.

وأقر "المجلس الانتقالي" في ختام اجتماع الدورة السادسة لجمعيته العمومية، الثلاثاء في مدينة المكلا بحضرموت، قرارات تصعيدية على طريق فرض انفصال جنوب البلاد، بقوة السلاح ومليشياته الممولة من الامارات، بينها قرارات تخص حضرموت والبدء في طرد المواطنين والعسكريين القادمين لجنوب البلاد، من المحافظات الشمالية.

صدرت قرارات "الانتقالي" رغم إعلان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، عن قرارات واجراءات حاسمة، لإبطال ذرائع المطالبة بانفصال جنوب اليمن، وانهاء ملف "آثار ومظالم حرب 1994م"، مؤكدا الالتزام بالقسم الدستوري وحق الاحتفال بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية، ورفض المزايدة على "القضية الجنوبية" أو المتجارة بها.

وجاء هذا الاعلان والالتزام الرئاسي، ردا على تصعيد "المجلس الانتقالي" لمساعي فرض انفصال جنوب اليمن، واعلانه في البيان الختامي لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها اللقاء، "الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني"، و"إقرار وثيقة اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية".

بالمقابل، كشف سياسيون وعسكريون دوليون عن "مخاوف جدية" من اندلاع حرب اقليمية تجر الامارات اليها السعودية وسلطنة عمان وقد تقود إلى حرب دولية، بفعل دفع أبوظبي "المجلس الانتقالي " لفرض نفسه ومليشياته على المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية في حضرموت، وتلويح الاخيرة باللجوء لخيار المواجهة المسلحة مع "الانتقالي".

يتزامن هذا، مع اتخاذ السعودية، قرارا عاجلا وحازما، حيال التصعيد الاخير من "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في محافظة حضرموت، ونشره مليشياته ومدرعاته الاماراتية في المكلا وتحريك ارتال منها صوب سيئون، وبدأت فعاليا اول تحرك لمواجهته حماية لأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في حضرموت المحاذية لحدود المملكة.

وأزاح مسؤولون سياسيون ومحليون، الستار عن تفاصيل مخطط اماراتي خطير يستهدف حضرموت، والمملكة العربية السعودية وامنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، بدأت تنفيذه باشراف ضابط المخابرات الاماراتية في اليمن، مليشيات "الانتقالي" التي انتشرت بكثافة في حضرموت تحديا لتأكيدات السعودية اعتبارها منطقة نفوذ لها.

سبق هذه التحركات الاماراتية، اطلاق السعودية، اعلانا رسميا بشأن حضرموت، على لسان قائد الدعم والإسناد في التحالف اللواء سلطان البقمي، بعث فيه رسالة مباشرة للامارات استهلها بقوله: "إن حضرموت منا وفينا"، وأثار حفيظة وريبة المراقبين للشأن اليمني، لتصريحه بنظرة المملكة لحضرموت، وتطلعاتها التوسعية فيها.

وجاء الاعلان السعودي، بعدما احتدم صراع النفوذ بين السعودية والامارات في جنوب البلاد، وبخاصة في حضرموت والمهرة، إثر اصرار الامارات على اخراج قوات الجيش الوطني منها واخضاعها لسيطرة مليشياتها المحلية، ودفع السعودية بألوية قوات "درع الوطن" الممولة منها، محل مليشيا "الانتقالي" بدءا من منفذ الوديعة.

تبنت السعودية منذ بداية العام 2022م تمويل تشكيل وتسليح الوية من السلفيين في جنوب اليمن، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، قبل ان تستقر تسميتها بقوات "درع الوطن" حسب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإنشائها نهاية يناير الماضي، لتكون بموازاة مليشيات الامارات وكابحا لتمردها وزعزته الاستقرار.

وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "الانتقالي" ونشر مليشياته بحضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لوضع احجار اساس وتدشين مشاريع خدمية تقدمه منقذا.

يُعد تصعيد "الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبله كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.

 

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.