قرر نجل احد ضباط الحماية الخاصة، للرئيس الاسبق علي صالح عفاش، مغادرة الصمت والخوف، وفجر قنبلة مدوية بكشف المستور من خفايا حادثة "تفجير مسجد النهدين" داخل دار رئاسة الجمهورية في العاصمة صنعاء، في مثل هذا اليوم قبل 13 عاما.
وقال (م. م. خ) نزولا عند تحفظه على كشف الاسم حفاظا على سلامة حياته: إن غير المعلن من تفاصيل هذه الحادثة "ظل عبئا جاثما على صدورنا وكثير من اهالي ضحايا التفجير المدبر، لأغراض سياسية بحتة، وصار لازما أن نبوح به".
مضيفا: "لم اعد استطيع الصمت امام استمرار هذا الكذب واستثمار دماء وأرواح 14 من اخلص الحراسة الخاصة للرئيس الاسبق، في اغراض سياسية بحته". في اشارة إلى تصريح طارق محمد عفاش وشقيقه بمناسبة الذكرى الثانية عشرة للحادثة.
وتابع نجل ضابط حراسة عفاش: "هناك معلومات خطيرة كان يمكن ان تغير مسار القضية كليا، لم تكن اعمارنا حينها تسمح ولم نجرؤ على البوح بها طوال هذه السنوات خوفا من انتقام اطراف ظلت نافذة ولها يد طولى، ومازالت حتى بعد مغادرتها صنعاء".
مردفا: "والدي احد الضباط بالحماية الخاصة للرئيس (الاسبق) علي عبدالله صالح. وأخبر بعض رفاقه الناجين اقاربي أنه لم يمت بشظايا الانفجار مباشرة، وأكد هذا اقارب لنا شاركوا بالدفن تحدثوا عن اثار اعيرة نارية بجسده، هذا يعني انه تمت تصفيته".
وأشار إلى أن السنوات الماضية أكدت أن "الجريمة مدبرة مسبقا ومن داخل دار الرئاسة مع الاسف". وقال: "بعدما عرفت بهذا، بقيت طوال سنوات اسأل واتقصى وأبحث عن معلومات تدلني على هوية القاتل الحقيقي والمدبر الفعلي لهذه الجريمة الشنيعة".
مضيفا: "اشتهر الرئيس (الاسبق) بذكائه وحذره الشديد وتأمين نفسه وحياته من اي محاولة اغتيال، وقد اعلن هذا بنفسه في مقابلة تلفزيونية مع قناة العربية، وكشف عن تعرضه لمحاولات اغتيال كثيرة طوال سنوات رئاسته، بالسم، وبالرصاص، وبالتفجير، .. الخ".
وتابع: "كان لدى الرئيس (الاسبق) اجهزة حديثة لكشف المتفجرات وسيارة تحمل أجهزة متطورة تستطيع فصل كل شبكات الهاتف النقال لمسافة تصل إلى مئات الأمتار, وكان يتم تشغيلها في كل لقاءاته الخاصة والعامة وأثناء تنقله, حتى داخل دار الرئاسة ومسجدها".
مؤكدا أن "هذه المعلومات يعرفها جميع من عملوا مع الرئيس (الاسبق) من موظفين وأمنيين وعسكريين وحتى طباخين". وقال: "لم تكن تُطفأ هذه الاجهزة وتقينات السيارة التي تقوم بتشويش على اي اجهزة تسجيل أو رصد وتعطل ذبذبات الاتصالات وموجات الراديو أيضا".
وتابع قائلا: "أكد لي اكثر من ضابط امن وحراسة خاصة، أن المسؤول الاول عن هذه أجهزة تأمين مكان تواجد الرئيس، هو قائد حرسه الخاص، وكان حينها العميد طارق محمد عبدالله، وحسب ما تأكد لي فإنه لم يصل يومها في المسجد، رغم مواظبته على الصلاة".
مستطردا: "تم يومها إيقاف عمل هذه الاجهزة والسيارة الخاصة بتعطيل الذبذبات، كما علمت، وإيقاف عمل كاميرات المراقبة الظاهرة والمخفية، داخل الرئاسة وخارجها قبل ليلة على يوم الحادثة، بدليل ان التحقيقات قالت أن التفجير تم عن بعد بواسطة شرائح هاتف".
وفقا لتأكيد (م. م. خ) نجل احد ضباط الحماية الخاصة، للرئيس الاسبق علي صالح عفاش، فإن "هذه الاجراءات غير المعتادة وغير المبررة من جانب قائد الحرس الخاص للرئيس (الاسبق)، تؤكد ضلوعه في الجريمة، ومازاد تأكيد هذا انه لم يمثل لأي تحقيق حتى الان".
مضيفا: "أكد هذا قرابة 13 مابين موظفين وأمنيين وعسكريين في دار الرئاسة. جميعهم اكدوا أن الرئيس (الاسبق) رفض أن يخضع طارق محمد لأي تحقيق، رغم أنه اول من يفترض ان يخضع للتحقيق باعتباره المسؤول الاول عن الحماية الخاصة للرئيس في كل مكان".
وتابع: "كل نتائج تحقيقاتي الخاصة، تؤكد ان الرئيس (الاسبق) إما أنه كان يعلم مسبقا بما سيحدث أو أن قائد حراسته الخاصة كان يعلم ويشرف على ما سيحدث". وأردف: "صرت متيقنا أن طارق هو من اطلق الرصاص على والدي، وهذا تحديدا أكثر ما يغصني بالقهر".
مختتما حديثه بتنهيدة حرى وغضب: "احاول تخيل والدي بعد أن بادر ورفاقه بتلقائية لافتداء الرئيس الاسبق بأجسادهم، يغمرني القهر وانا اتخيلهم وهم يتلقون رصاص الغدر من قائدهم". وأردف: "كيف يستهينون بأرواح اخلص من عملوا معهم، اللهم انتصف، اللهم انتصف".
يتزامن هذا مع تسريب مصادر سياسية وعسكرية معلومات جديدة ومذهلة، لأول مرة، عن ملابسات حادثة "تفجير مسجد النهدين" أظهرت أن الحادث لم يكن جنائيا أو يهدف لاغتيال علي عفاش ورجالات نظامه، بقدر ما كان "مسرحية مدبرة من نظام عفاش وأجهزته والسعودية".
وبدا لافتا صمت وتجاهل سفراء الدول العشر الراعية لمبادرة عفاش (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة) ومجلس الأمن الدولي عن قضية التفجير ومحاكمة المنفذين، وطي صفحتها كما لو لم تكن رغم ضجيج اعلام عفاش بشأنها طوال الفترة الانتقالية وحتى اليوم في ذكراها.
يشار إلى أن عفاش، استطاع عبر حادثة "تفجير مسجد النهدين"، فرض شروطه وما سمي "المبادرة الخليجية" لترتيبات نقل السلطة شكليا إلى نائبه هادي، واحتفاظ حزبه المؤتمر الشعبي بنصف السلطة، ومنحه حصانة أمنته من المساءلة وأمواله من المصادرة، ومكنته من الانقلاب على الثورة.