"التاريخ يُصنع من جديد" نكف البيضاء.. اللغة التي أربكت المليشيات وعطلت حيل الحوثي

قبل 3 سنة | الأخبار | اخبار الوطن

نكف البيضاء.. اللغة التي أربكت المليشيات وعطلت حيل الحوثي في ظل غياب تام للشرعية "التاريخ يُصنع من جديد"

منذ دعوة الشيخ القبلي ياسر العواضي قبائل محافظة البيضاء للنكف القبلي بمطالب تسليم قتلة جهاد الأصبحي والذراع الايرانية تفشل في إلهاء رجال القبائل إلى البيضاء عن “داعي النكف” رغم كل جهودها لنسف الأسباب التي استدعت هذه "الفزعة" القبلية، وحتى الثلاثاء 12 مايو، لا تزال القبائل تتجاوب مع “النكف” وتصل آل عواض، في مشهد لم تعرفه البيضاء من قبل.

وفي توافدها المستمر، الذي يصنع تاريخا جديدا في تاريخها فإن قبائل البيضاء تؤكد إدراكها للخطر الذي أوصل اليه الحوثي محافظتهم، وفيما تواصل هذه القبائل جهدها لترتيب اوضاعها، يحاول الحوثي كسب المزيد من الوقت للبحث عن طريق لتفريق هذه الوحدة القبلية البيضانية.

الحوثي، وتحت إدراكه تعقيد النكف القبلي والاستجابة له لمشهد تعامله المستخف بالقضية، بدأ مسارا جديدا بعضها بارسال وفود جديدة للوساطة بالتوازي مع إرسال قوات لفرض واقع ميداني يحاول عبره قطع كل الطرق التي تربط “ردمان” بالمناطق المحررة في البيضاء ومارب، وفي المقابل فإن القبائل تدرك المخاطر، وتواصل النقاش مع الوساطات بالتوازي مع تمتين وجودها في منافذ الخطر العسكري في خطوط الامداد خاصة في ظل اختفاء الحماس الذي كانت الشرعية تبديه قبل النكف القبلي لتحرير البيضاء.

وعسكريا واعلاميا فإن الزخم الذي تبنته الشرعية مع تحريرها “يسبل” اختفى مع اول بشائر النكف، حتى ان الحوثي استعاد يسبل والحمة، ويحاول قطع الطريق الممتد الى ردمان غير أن القبائل تتصدى له لليوم الثالث على التوالي.

 

النكف.. لغة بيضانية أربكت الحوثي

تعتمد مليشيا الحوثي في الدفاع عن جريمة قتل الأصبحية جهاد على التشكيك في الفزعة القبلية وأساسها الأخلاقي لمجرد أنها تطالب بمحاسبة قياداتها في البيضاء غير مدركة ماذا يعني أن يتناسى رجال القبائل ثاراتهم وصراعاتهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم ليلتفوا حول دعوة وجدوا فيها قيمة أخلاقية مشرفة.

وأمام ركاكة حججها التي ساقتها وبطلان روايتها عن ملابسات الجريمة واستمرارها في الدفاع عن القتلة وعجزها عن تقديم وجهة نظر واضحة عن القضية (ولو بالزيف والتضليل) فضلت بدلا من ذلك شيطنة صاحب الدعوة بالحديث عن النوايا كطريق أخرى أسهل (بنظرها) من النخوة واحترام المرأة ونصرة المظلوم.

وفي سياق شيطنة المغازي من وراء هذا النكف، كثيراً ما تساءل الحوثيون عن السبب الذي دعا الشيخ ياسر العواضي لإعلان النكف القبلي في هذه الجريمة ولم يعلنها من قبل رغم وقوع جرائم قتل نساء في المحافظة (معظمها ارتكبتها مليشياتهم)!!

تساؤلهم هذا يكشف عن مدى جهلهم بالعادات والتقاليد القبلية الراسخة جذورها في القبيلة اليمنية، ومن ضمن تلك التقاليد وجود ما يسمى بالرباعة والربيع عند قبائل المحافظات الشرقية لا سيما قبائل مذحج.

فالربيع هو الذي يستجير بقبيلي قوي حال وقع عليه ظلم لإنصافه أو حمايته، وإذا اكتفى بالربع فله من مربعه إعانته على مظلوميته حتى تحل قضيته بالإنصاف له وعليه، وأحيانا أخرى قد يضيف أنه جاء ربيع ومخاوي، والمخاوي يصبح من القبيلة "غرام رجام" أي له ما لأفراد القبيلة وعليه ما عليهم في كل ما يلزم الصاحب تجاه صاحبه.

والأصبحي ربيع ومخاوي للعواضي ولجأ إليه عقب جريمة هتك عرض مركبة وغير مسبوقة في البيضاء ارتكبها مسلحو المليشيا الحوثية بدأت باقتحام المنزل وقتل امرأة ولم تنتهِ بنهب المنزل، وعلى وقع هذه الجريمة ولجوء الأصبحي إليه أعلن الشيخ القبلي ياسر العواضي النكف.

فإعلان النكف نابع من كون العواضي زعيما قبليا يتوجب عليه الالتزام بالأعراف القبلية وإنصاف الربيع ممن ظلمه (ولو أدى الأمر إلى قطع رأسه ما تراجع عنه) كما قال في أحد تصريحاته.

سنوات الصراع الخمس أظهرت أن القبيلة لا تزال المؤثر الأول في ما يجري في اليمن سلبا وإيجابا، ولذلك كل الأطراف تحاول استمالة هذا المكون المهم للاستفادة منه في تنفيذ أجنداته، لذلك من المهم الالتفات إلى هذا المكون دون إهمال لأي مكونات أخرى- في تهيئة الأجواء والمشاركة في صناعة السلام:

1) وجهة نظر شخصية: أبناء المحافظات التي كانت في خطوط تماس بين الشمال والجنوب قبل الوحدة هم أفضل من يمكن الاعتماد عليهم في صناعة السلام في اليمن (تعز لحج - مأرب شبوة – البيضاء أبين – الجوف حضرموت )

لا سيما أبناء المديريات الموجودة على خطوط التماس المباشرة بين هذه المحافظات.

السبب: هم رمانة الميزان للبلد، لهم علاقات متشابكة جهويا وحزبيا وحتى مذهبيا ويرتبطون كذلك بعلاقات مع مختلف أطراف الصراع المسلح.

معيار الاختيار: يتم اختيار الشخصيات التي لها ثقل قبلي أو عسكري أو اجتماعي -أو جميع ما ذكر- بشرط عدم ظهورها على السطح، كخلال العقد الماضي.

 

الاطلاع على محتوى:

أ‌) ندوة عن السلام في اليمن أقامها مركز الحريري للدراسات وشارك فيها دبلوماسيون ومفكرون عرب وأجانب في فبراير 2017 وتحدث فيها الدبلوماسي الأمريكي نبيل خوري (نائب السفير الأمريكي السابق لدى بلادنا)

ومن أبرز ما قاله السيد خوري: اليمن لديها واحدة من أقدم الوساطات القبلية في العالم وما تزال فعالة، ولَم يقم أي طرف باستغلال هذه الأداة في حل الأزمة.

 

 

 

عاجل | بعد إكتشاف أول إصابه كورونا.....إجراءات إحترازية صارمة في مأرب