استعادت قوات الجيش التابعة لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، السيطرة في محافظة شبوة، بعد قرابة العامين على تمكين التحالف وبصورة اكبر الامارات، من السيطرة على المحافظة بعملية ما سمي "اعصار الجنوب" عقب الضغط على الرئيس هادي لإقالة محافظها السابق، محمد صالح بن عديو.
وأكدت مصادر عسكرية ومحلية متطابقة، بأن "قوات درع الوطن" التابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، د. رشاد محمد العليمي، سيطرت اليوم الاحد، على مديرية الصعيد، عقب تمكن مسلحين بلباس مدني من السيطرة على واحد من اهم المعسكرات في المديرية، غربي المحافظة.
موضحة أن هجوما واسعا نفذه مسلحون قبليون على معسكر المخطط في مديرية الصعيد، اضطرت معه مليشيا ما يسمى "دفاع شبوة" والتي كانت تعرف باسم "النخبة الشبوانية" وتتبع "المجلس الانتقالي" الموالي والممول من الامارات، إلى الانسحاب مخلفة وراءها المعسكر بجميع عتاده ومخازن ذخائره واسلحته.
وحسب المصادر العسكرية والمحلية المتطابقة، فإن مديرية الصعيد تعد ثاني مديرية من مديريات شبوة، تنسحب منها مليشيا “دفاع شبوة” خلال اقل من 24 ساعة، عقب انسحابها فجر الاحد، من مديرية المصينعة، إثر هجوم مماثل استهدف نقاطا لمليشيا "دفاع شبوة" أعلنت انه أوقع قتيلين و3 جرحى بصفوفها.
مشيرة إلى أن انتشار قوات "درع الوطن" في شبوة، قابله انتشارها وبسط سيطرتها على موقع الغسل والنسيج في عدن بقيادات اركان قوات درع الوطن بسام محضار، جاء بتوجيهات مباشرة من القائد العام لقوات "درع الوطن"، العميد بشير المضربي، والمعين بقرار جمهوري قضى بانشاء قوات "درع الوطن" مطلع يناير الفائت.
ونوهت المصادر العسكرية والمحلية المتطابقة إلى أن "هذا أول معسكر لقوات درع الوطن في العاصمة المؤقتة عدن يتم طرد مليشيا الانتقالي منه". موضحة بأن "المعسكر سيكون مقر لقيادة عمليات قوات درع الوطن في العاصمة المؤقتة عدن، بقيادة القائد العام لقوات درع الوطن بشير المضربي وأركان القوات بسام المحضار".
يأتي هذا الانتشار لقوات درع الوطن مع احتدم صراع النفوذ بين السعودية والامارات في جنوب البلاد، وبخاصة في حضرموت والمهرة، إثر اصرار الامارات على اخراج قوات الجيش الوطني منها واخضاعها لسيطرة مليشياتها المحلية، ودفع السعودية بألوية قوات "درع الوطن" الممولة منها، محل مليشيا "الانتقالي" بدءا من منفذ الوديعة.
وتبنت السعودية منذ بداية العام 2022م تمويل تشكيل وتسليح الوية من السلفيين في جنوب اليمن، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، قبل ان تستقر تسميتها بقوات "درع الوطن" حسب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإنشائها نهاية يناير الماضي، لتكون بموازاة مليشيات الامارات وكابحا لتمردها وزعزته الاستقرار.
وتتزامن هذه التطوارت العسكرية المتسارعة في محافظة شبوة، مع تلقي "المجلس الانتقالي" صدمة كبيرة بنتائج استفتاء شعبي جنوبي علني، غير مسبوق، لا تقبل التزوير، جاءت صادمة وفاجعة، لم تكن تتوقعها، هزت اركانه وتسببت في ارباكه كليا، واجباره على مراجعة حساباته، بما فيها رهان السيطرة بقوة السلاح على محافظات جنوب البلاد، وأنها لا تعني استباب الحكم للمجلس.
يشار إلى أن التحالف دعم عقب اقصاء محافظ شبوة السابق محمد بن عديو، على خلفية مطالباته المستمرة باخلاء القوات الاماراتية منشآة وميناء بلحاف لتصدير الغاز اليمني؛ تمكين مليشيا "العمالقة الجنوبية" و"النخبة الشبوانية" من السيطرة على محافظة شبوة، لتعمم حال الانفلات الامني الذي فرضته في العاصمة المؤقتة عدن، على مديرياتها وتمارس انتهاكات وجرائم بشعة، ليس اخرها اغتيال الشيخ الدكتور عبدالله الباني عقب ادائه خطبة وصلاة عيد الفطر، مع سبق الاصرار والتعمد.