وسط الأزمة السياسية التي تعصف بأفغانستان مع إعلان كل من أشرف غني وخصمه اللدود عبد الله عبدالله نفسه رئيسا للبلاد، استهدفت صواريخ العاصمة الأفغانية كابول الإثنين خلال إقامة حفلي التنصيب رغم الإجراءات الأمنية المشددة. ويأتي هذا الصراع على السلطة بين "الرئيسين" ليعزز المخاوف حيال الديمقراطية الهشة في أفغانستان، مع اقتراب الانسحاب الأمريكي من البلاد عقب اتفاق مع طالبان.
استهدفت صواريخ العاصمة الأفغانية كابول الإثنين أثناء حفل تنصيب أشرف غني رئيسا للبلاد لولاية ثانية في مراسم تزامنت مع تنصيب خصمه عبدالله عبدالله نفسه رئيسا.
والإثنين، وصل غني الذي ارتدى الزي الأفغاني التقليدي وعمامة بيضاء إلى القصر الرئاسي ليؤدي اليمين محاطا بأنصاره وبحضور شخصيات سياسية بارزة ودبلوماسيين وكبار المسؤولين الأجانب بمن فيهم المبعوث الأمريكي للبلاد زلماي خليل زاد وقائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر.
وبعد دقائق وفي جزء آخر من مجمّع القصر الرئاسي الواسع، نصّب عبدالله الذي حضر ببزة رسمية نفسه رئيسا متعهّدا "حماية الاستقلال والسيادة الوطنية وسلامة الأراضي" في أفغانستان
ودوى صوت انفجارين على الأقل بينما كان المئات يحضرون حفل تنصيب غني، ما دفع عددا منهم للفرار.
ولاحقا أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أن الانفجارات سببها سقوط أربعة صواريخ في وسط كابول أصابت فندق سيرينا الفخم الواقع قرب القصر الرئاسي.
ولم يفد عن سقوط ضحايا، في حين أعلن المتحدث باسم الوزارة نصرت رحيمي "إصابة شرطي بجروح طفيفة".
وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" الإثنين الهجوم، وهو مماثل لاعتداء استهدف غني خلال إلقائه خطابا في أغسطس/آب 2018، أوقع حينها ستة جرحى مدنيين.
وفي حين دوّت صفارات الإنذار قال غني لمن لم يهربوا "لا أرتدي سترة واقية من الرصاص، بل قميصي فقط. سأبقى ولو كان علي التضحية بنفسي".
وشاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية العديد ممن فروا وهم يعودون إلى مقاعدهم بعد رفض غني مغادرة المنصة حيث كان يلقي خطابا وسط تصفيق حار.
وفاقم الصراع على السلطة بين غني وعبدالله رئيس السلطة التنفيذية المنتهية ولايته المخاوف من ضرب الديمقراطية الهشة في أفغانستان في وقت تستعد الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد عقب اتفاق أبرمته الشهر الماضي مع طالبان التي تبدو في وضع قوي وصفوفها موحّدة.
وجرت الانتخابات في سبتمبر/أيلول لكن لم يتم الإعلان عن فوز غني بولاية ثانية إلا الشهر الماضي بعدما تأجّل إعلان النتيجة مرارا وسط اتهامات بتزوير الانتخابات. وأثار الإعلان غضب عبدالله الذي تعهّد بتشكيل حكومته الموازية.
وبدأ صبر المجتمع الدولي والشعب الأفغاني ينفد جرّاء الصراع على السلطة بين السياسيين في أفغانستان، بينما حذّرت واشنطن في وقت سابق من أن هذه السجالات تشكّل تهديدا للاتفاق بشأن سحب القوات الأميركية، والذي ينص على وجوب عقد طالبان محادثات مع كابول.
ومن شأن الانقسامات التي تزداد حدّتها بين السياسيين الأفغان أن تقوّي شوكة الحركة المتشددة في المفاوضات المنصوص عليها.