قرأتُ بيان الفشل والاستجداء والتبرير الطويل الذي اصدره مجلس الوزراء اليوم، وحز في نفسي كيف تقهقرت اليمن ككيان دولي ذات سيادة، من دولة مستقلة بمؤسسات سيادية وعلاقات ندية مع الملوك السابقين وكبار رجال الأسرة الحاكمة السعودية؛ إلى مجرد ملف بيد السفير السعودي..!!

  كنا دولة هشة، فاسدة، دكتاتورية زمباوية وكل مايمكن ان يقوله المعارض للنظام السابق، لكننا كنا دولة في حدها الادنى، وبمقوماتها المتوفرة وامكانياتها المتاحة..

 بعد قراءتي للبيان شاهدت وبمحض الصدفة تقرير اقتصادي على إحدىٰ القنوات الإخبارية السعودية حول بدء تنفيذ الربط الكهربائي بين هيئة الربط الخليجي مع العراق، حيث سيتم ربط شبكة الكهرباء العراقية مع شبكة الكهرباء الخليجية وستتوفر الخدمة للعراقيين وبأسعار زهيدة..!!

 بالمقابل، القيادة اليمنية (حليفة السعودية) من مجلس القيادة إلى الوزراء والبرلمان؛ تستجدي التحالف مجرد تموين شركة الكهرباء بالمحروقات فقط وخصمها من الوديعة التي اعلنوها عند تشكيل مجلس القيادة ولم تصل ولم يتم الوفاء بها حتى اليوم..!

بل ان قياداتنا الخانعة لم ولن تجرؤ او تفكر مجرد تفكير بأن تطالب بالربط الكهربائي مع الشبكة الخليجية..!!

 السر ان الخليجيين وعلى رأسهم السعودية لم يستطيعوا استمالة مسئولين عراقيين لصفهم، وغالبية القيادة العراقية إن لم يكن كلها حليفة لإيران، وتعتنق مذهبه وتعمل بأجندته، بعكس القيادات اليمنية التي تقدم نفسها على انها حامي حمىٰ العرب من الفرس، ولازالت تدير نفس الاسطوانة السابقة بمصطلحاتها العدائية؛ التي تجاوزتها دول الخليج وعقدت الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع إيران..!!

 هل ستستطيع القيادة اليمنية التفكير المستقل بمصلحة اليمن واليمنيين بعيدا عن إرضاء الآخرين، وفق المقولة المعروفة للسياسي البريطاني الشهير تشرشل "في السياسة، لا عداء دائم، ولا صداقة دائمة، بل مصالح دائمة"..

لا اعتقد انهم سيصلون إلى هذه المرحلة طالما وهم ينتظرون التحويل المالي آخر الشهر من اللجنة الخاصة السعودية والدائرة الاميرية في ابوظبي، وبينهما مصاريف نثرية وهبات وإكراميات طوال الشهر حسب الفهلوة..!!

كتبه/ محمد الخامري

رئيس تحرير صحيفة إيلاف

تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية العربية والدولية عبر Google news