منتدى اليمن الدولي

لأول مرة .. أمين حزب بالشرعية يوجه للسعودية هذا الاتهام

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

أطلق امين عام أحد الاحزاب السياسية المكونة للشرعية اليمنية، تصريحا ناريا، تضمن ولأول مرة، مواجهة المجتمع الدولي بحقيقة ما حدث ويحدث في اليمن، وتوجيه اتهام صريح ومباشر للمملكة العربية السعودية، اعتبره مراقبون "يضع النقاط على الحروف".

واتهم أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبدالله نعمان، السعودية بخذلان الشرعية اليمنية ودعم مليشيات انقلابية، ثم خذل مجلس القيادة الرئاسي، الذي شكلته مطلع ابريل 2022م بدلا عن الرئيس هادي، بعدما سلبتها ممارسة حقوق السيادة.

جاء هذا خلال مداخلة لأمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبدالله نعمان، في منتدى اليمن الدولي، الثاني، الذي ينظمه مركز صنعاء للدراسات في مدينة لاهاي، قال فيها: إن "السعودية خذلت مجلس القيادة الرئاسي الذي شكلته وتركته بدون دعم".

مضيفا: إن "السعودية قدمت الكثير من التنازلات لمليشيا الحوثي من أجل جلبها للحوار، فيما ضغطت على الشرعية، وسلبتها ممارسة حقوق السيادة". وأردف نعمان قائلا: إن "السعودية ضربت البنية التحتية ورفضت دعم وتمويل إنشاء جيش وطني في اليمن".

وكشف أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبدالله نعمان، في مداخلته ضمن اعمال منتدى اليمن الدولي المنعقد في مدينة لاهاي، عن "صراع النفوذ في اليمن بين السعودية والامارات" وانعكاساته الخطيرة على سيادة اليمن ووحدته، وأمنه واستقراره.

مؤكدا "وجود صراع نفوذ بين السعودية والإمارات في اليمن عبر التشكيلات العسكرية في حضرموت، التي تشهد تحشيدا بين قوات العمالقة التابعة لأبو ظبي، وقوات درع الوطن المدعومة من الرياض، مما ينذر بحدوث صدام بينها". ينعكس على وحدة اليمن.

واستدعت السعودية محافظ حضرموت وقيادات المكونات الحضرمية المستقلة والنيابية والشوروية والقبلية والنخب الاكاديمية والدينية والاعلامية والشخصيات والأعيان، إثر تصعيد "المجلس الانتقالي" تحركاته ونشر مليشياته في المكلا لضم حضرموت لسيطرته.

جاءت الدعوة السعودية لوفد المكونات الحضرمية، على إثر اعلانها في بيان صادر عن لقاء موسع عقد في مدينة سيئون، موقفها من تصعيد "الانتقالي" مساعيه لضم حضرموت إلى سيطرته بالقوة ونشر مليشياته واستعراض مدرعاتها الاماراتية في شوارع المكلا.

واتخذت مخرجات المشاورات الجارية للمكونات الحضرمية في الرياض، قرارا حاسما، إثر تصعيد "المجلس الانتقالي" تحركاته لضم المحافظة واخضاعها لسيطرته ووصايته، بقوة السلاح ومليشياته. حسب ما جاء في اعلان لأمين عام أكبر المكونات السياسية والقبلية الحضرمية.  

سبق قرار المكونات الحضرمية اعلان سعودي مفاجئ، على لسان قائد الدعم والإسناد في التحالف اللواء سلطان البقمي، بعث فيه رسالة مباشرة للامارات، استهلها بقوله: "إن حضرموت منا وفينا"، وأثار حفيظة وريبة المراقبين للشأن اليمني، لتصريحه بأن حضرموت منطقة نفوذ سعودية.  

وجاء الاعلان السعودي، بعدما احتدم صراع النفوذ بين السعودية والامارات في جنوب البلاد، وبخاصة في حضرموت والمهرة، إثر اصرار الامارات على اخراج قوات الجيش الوطني منها واخضاعها لسيطرة مليشياتها المحلية، ودفع السعودية بألوية قوات "درع الوطن" الممولة منها، محل مليشيا "الانتقالي" بدءا من منفذ الوديعة.  

تبنت السعودية منذ بداية العام 2022م تمويل تشكيل وتسليح الوية من السلفيين في جنوب اليمن، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، قبل ان تستقر تسميتها بقوات "درع الوطن" حسب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإنشائها نهاية يناير الماضي، لتكون بموازاة مليشيات الامارات وكابحا لتمردها وزعزته الاستقرار.  

بالمقابل، تحدث سياسيون وعسكريون دوليون عن "مخاوف جدية" من اندلاع حرب اقليمية تجر الامارات اليها السعودية وسلطنة عمان وقد تقود إلى حرب دولية، بفعل دفع أبوظبي "المجلس الانتقالي " لفرض نفسه ومليشياته على المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية في حضرموت، وتلويح الاخيرة باللجوء للمواجهة المسلحة مع "الانتقالي".

وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "الانتقالي" ونشر مليشياته بحضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لوضع احجار اساس وتدشين مشاريع خدمية تقدمه منقذا.

يُعد تصعيد "الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبله كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.