قالت مجلة ”ناشيونال انترست“ الأمريكية، الثلاثاء، ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يزال يتكتم على انتشار فيروس كورونا في بلاده لأسباب شخصية، أهمها انه يضع نفسه واسرته قبل مصلحة تركيا، وان الافصاح عن تفشي الوباء سيفاقم الوضع الاقتصادي.
ورأت المجلة بان على الاتراك ان يقلقوا ازاء تفشي كورونا في بلادهم رغم نفي المسؤولين وجود اصابات، لافتة الى استمرار التبادل التجاري بين تركيا وإيران إضافة إلى التقارير التي تحدثت عن اصابات عديدة في كردستان العراقية المحاذية للحدود التركية.
واشارت الى انه على الرغم من قرار انقرة وقف الرحلات الجوية للصين منذ بداية الازمة، الا ان الخطوط الجوية التركية لا تزال تتباهى بانها من اكبر الناقلين الجويين في العالم وان شبكتها تضم عشرات الوجهات الى افريقيا واسيا تخدم عددا كبير من رجال الاعمال ليس في تركيا فحسب بل في الصين وروسيا.
وسخرت المجلة من تأكيد المسؤولين الاتراك عدم وجود اصابات كورونا في تركيا مشبهة تلك التأكيدات بانها مثل ادعاءات اردوغان ان ”جميع الصحافيين الذين زج بهم في السجون التركية هم ارهابيون، وتماثل ايضا تاكيدات الرئيس الايراني السابق احمد نجاد بانه لا وجود للمثلية في ايران“.
ولفتت المجلة في تقريرها الى ان مدينة اسطنبول تعاني من الفوضى نتيجة الزيادة السريعة في سكانها الى اكثر من 15 مليون نسمة، وانتشار الفساد والاحياء العشوائية التي يمكن ان تشكٌل ارضية خصبة لتفشي كورونا.
وأشارت المجلة:“المشكلة ان اردوغان لا يهتم بجهود احتواء الامراض المعدية في السجون التركية المزدحمة بالسجناء السياسيين، فيما تشير بيانات تركية الى ان نحو 88% من سكان تركيا يعيشون في المدن التي يمكن ان يكون غزاها فيروس كورونا.“
واضافت:“الواقع ان اردوغان وضع نفسه واسرته وثروته دائما قبل شعبه، ولذلك فانه باعترافه بوجود اصابات كورونا يعني عودة الاقتصاد التركي للركود وتدهور الليرة من جديد، لكن الحقيقة ان فيروس كورونا سيضرب تركيا بالنهاية وعندما يحدث ذلك فان ادعاءات اردوغان بعدم وجود اصابات سيكون لها تأثيرات سلبية كبيرة، ولن يلوم الاتراك سوى اردوغان تماما مثلما يلومونه على معاناتهم بسبب فشله في ادلب وتنازله لروسيا وتراجع حكم القانون بشكل كبير“.