ردت المملكة العربية السعودية، على تهديدات "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من العاصمة السعودية الرياض، بختام مشاورات المكونات السياسية والقبلية لمحافظة حضرموت.
وعبَّرت المملكة عن ردها، على لسان عدد من كبار السياسيين والاعلاميين السعوديين، بينهم مساعد رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" عبدالله ال هتيلة، ثاني منابر الديوان الملكي، بعد صحيفة "الرياض"، بتصريح عن تهديدات "الانتقالي" لمجلس حضرموت.
المسؤول الاعلامي السعودي، هتيلة، قال في تصريحه على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر": "جميع المكونات والقوى السياسية #اليمنية مطالبة بالتصدي لجميع التهديدات والتحديات التي تستهدف تماسك الجبهة الداخلية في محافظة #حضرموت".
مضيفا في اعلان الرد السعودي على تهديدات "المجلس الانتقالي" لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني: "من يحاول خلاف ذلك يتحمل مسؤولية أي #مخاطر قد تطال جميع المناطق اليمنية #المحررة ودول #الجوار الإقليمي والأمن والسلم الدوليين".
جاء رد المملكة العربية السعودية، معززا لاستضافة المملكة لممثلي المكونات الحضرمية المناهضة لـ "المجلس الانتقالي" ورعايتها طوال قرابة شهر مشاوراتها ومباركتها اعلان تشكيل الهيئة التأسيسية لمجلس حضرموت الوطني برئاسة م. بدر باسلمة.
وسجل مجلس حضرموت، أول رد على تهديدات "الانتقالي" له ولقيادته، منذ اعلان المكونات السياسية والقبلية لمحافظة حضرموت المشاركة في مشاورات حضرموت بالعاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، عن تأسيس المجلس واشهار وثيقته السياسية والحقوقية.
يأتي هذا، بعدما توعد "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، مجلس حضرموت، المُعلن تأسيسه الثلاثاء بختام مشاورات المكونات السياسية والقبلية لمحافظة حضرموت في العاصمة السعودية الرياض، بالفشل والمواجهة الحاسمة، بوصفه عميلا وخائنا للجنوبيين.
وأعلنت المكونات السياسية والقبلية والمجتمعية في محافظة حضرموت، عن تشكيل مجلس وطني خاص بها، لتمثيلها وإدارة شؤونها وثرواتها والتصدي لمحاولات "المجلس الانتقالي" ضمها الى وصايته واخضاعها لسيطرته بقوة السلاح ومليشياته الممولة من الامارات.
بدأت مشاورات المكونات الحضرمية في الرياض عقب اعلانها في بيان صادر عن لقاء موسع عقد في مدينة سيئون، رفضها سعي "المجلس الانتقالي" لضم حضرموت لسيطرته ونشر مليشياته واستعراض مدرعاتها الاماراتية بشوارع المكلا.
جاء قرار وفد المكونات الحضرمية في العاصمة السعودية الرياض، بالتزامن مع تصعيد خطير وتحركات كثيفة تسعى إلى تفجير الوضع عسكريا في المحافظة، التي ظلت طوال السنوات الثمان للحرب بمنأى عن تداعياتها العسكرية.
بالمقابل، كشف سياسيون وعسكريون دوليون عن "مخاوف جدية" من اندلاع حرب اقليمية تجر الامارات اليها السعودية وسلطنة عمان وقد تقود إلى حرب دولية، بفعل دفع أبوظبي "المجلس الانتقالي " لفرض نفسه ومليشياته على المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية في حضرموت، وتلويح الاخيرة باللجوء لخيار المواجهة المسلحة مع "الانتقالي".
وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "الانتقالي" ونشر مليشياته بحضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لوضع احجار اساس وتدشين مشاريع خدمية تقدمه منقذا.
يُعد تصعيد "الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبله كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.