حسمت العاصمة المؤقتة عدن، امرها بعدما عقدت عزمها على انهاء ما تشهده من اضطراب متنام وتدهور عام للأوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية والامنية، وبدأت تحركات واسعة وحثيثة، لإنشاء مجلس عدن الوطني، على شاكلة مجلس حضرموت الوطني، بدعم من التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، ومباركة مجلس القيادة الرئاسي.
أكد هذا السياسي الجنوبي البارز، والمستشار الرئاسي، رئيس مكون الحراك الجنوبي السلمي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ياسين عُمر مكاوي، في اعلان اصدره ليل السبت، إلى جميع ابناء العاصمة المؤقتة عدن، وغادر به صمته على ما تشهده عدن، منذ بدء الحرب في مارس 2015م رغم استكمال تحريرها في الاشهر الاربعة الاولى.
وقال مكاوي في اعلانه المنشور على حسابه بمنصة "تويتر": "برغم مناشداتنا وتحذيراتنا ووضع اصابعنا على مكامن الخلل منذُ الوهلة الأولى للتحرير إلا أننا اضطررنا التزام الصمت لفترة ليست بالقليلة لعلى الأمر يستقيم والرُشد يستوطن العقول والنفوس فتنطفئ جذوة نشوة القوة المصطنعة، فقط درئً لمخاطر الفتنة إلا ان التمادي بحق عدن ومدنيتها وأهلها استفحل".
مضيفا: "لذلك على العدنيين المدنيين مواجهة الإختلالات الأمنية والخدمية التي يبررها البلاطجة لتمرير جرائمهم". وأردف معبرا عن الموقف العام في محافظة عدن: "كفى صمتا وتعاميا عن الجرائم والفوضى ومرتكبيها والصمت يُعد بحد ذاته شراكة في الجرم". مضيفا : "ندعو ابناء عدن كافة في الداخل والخارج كسر حاجز الخوف والبدء بتشكيل كيان سياسي عدني".
وتابع السياسي الجنوبي البارز، واحد ابرز اهالي مدينة عدن، ياسين عُمر مكاوي، قائلا: إن الكيان السياسي العدني الذي تفرضه ظروف المرحلة والجاري التحضير لتأسيسه وإشهاره، سيكون "معني بالدفاع عن حق عدن وأبنائها واهلها في الأمن والاستقرار والإستحقاق الخدمي والبنيوي والتمكين في كل مفاصلها المحلية والشراكة في القرار السيادي إستحقاقاً وليس مِنة".
موضحا أن أولى مهام وواجبات هذا الكيان السياسي العدني (مجلس عدن الوطني) ستصب في هدف رئيس وعاجل، لخصه بقوله: "لتنتهي كافة المظاهر المسلحة من عدن، وخروج المعسكرات إلى الثغور، ونزع السلاح من الجماعات المسلحة العشوائية المجهولة، وإعادة النظر في التشكيلات المناطقية المسماه امنية وتشكيلها كمؤسسة من أبناء عدن ونسيجها المدني".
وأضاف ياسين عُمر مكاوي: "فالجرائم والعقوبات التي فرضت ومضت وتم السكوت عنها منذ اغتيال الشهيد جعفر رحمة الله عليه أنتجت هذه الفوضى لتصل إلى قتل براءة الطفولة". وأردف مختتما اعلانه السياسي بتساؤل لابناء عدن: "فهل يستمر الصمت أيها المدنيون أصحاب النموذج الأول للدولة المدنية وسيادة القانون في المنطقة عدن الدولة والعاصمة مهد المدنية".
قوبل اعلان مكاوي بتفاعل واسع من ابناء عدن، عبر في معظمه عن تأييد ما تضمنه، في مقابل هجوم حاد من جانب سياسيي وناشطي "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، اتسم بخطاب مناطقي عنصري، ولم يخلو من التخوين، كما هي عادة "المجلس الانتقالي" وسياسييه مع كل من يختلف معهم وينتقد ممارسات "الانتقالي" ومليشياته، المناطقية والاقصائية للاخرين.
وتصدر الناشط راشد الاودحي (@awadih_al) بين المئات من اهالي عدن، للرد على سياسيي وناشطي "الانتقالي" بقوله: "عندما يتحدث سياسي من ابنا عدن ..عدني اب وجد يتحدث عن مدينته ويدافع عنها لايروق للمناطقيين وخاصة ربحان المثلث العنصريين الذي ينظرون إلى أبناء عدن مواطنين درجة ثانية ويتم توصيفهم توصيف عنصري بغيض".
يأتي هذا بعدما كان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي استهل زيارته حضرموت، الاسبوع الفائت، باعلانه عن قرار وُصف بالمصيري والتاريخي، على طريق تلبية مطالب المحافظة وتطلعات ابنائها، وقطع الطريق على مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية، وتحركاته لضم حضرموت الى سيطرته بقوة السلاح وهيمنة مليشياته.
وحمَّل الرئيس العليمي "بشائر كبرى" لمحافظة حضرموت وابنائها، لدى زيارته الاولى منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الى المحافظة، التي بدأها مساء السبت الماضي برفقة مسؤولي الحكومة، تضمنت وضع احجار اساس مشاريع خدمية بكلفة 1.2 مليار دولار تمويل سعودي، بينها بناء مقر جديد لقوات الجيش الوطني بالمنطقة الاولى في المكلا.
جاءت الزيارة بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارت في السيطرة على محافظة حضرموت، وتمكنها من محاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.
كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة وفرض سيطرة مليشياته، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب اليمن.
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى لاستكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.