فاجأت الامارات، اليمن والدول العربية وشعوبها، بإعلان جريء ومستفز، صرحت فيه ولأول مرة على المكشوف، عن تبنيها اسقاط الجمهوريات والغاء النظم الجمهورية في المنطقة، وتوكلها لمخطط تقسيم دول المنطقة إلى امارات ومشيخات وسلطنات، بدءا من اليمن، مؤكدة أن بقاءه موحدا امر مستحيل، وحتمية تقسيمه.
جاء هذا في اعلان لأحد ابرز المقربين من حكام الامارات، ومنبر التعبير عن توجهاتهم غير المعلنة، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، نشره في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي بمنصة "تويتر"، تضمن تصريحا بتبني الامارات مخطط "الشرق الاوسط الجديد".
وقال المسؤول الاماراتي المعروف بطروحاته المستفزة والمثيرة للجدل، ضاحي خلفان: "الذين يستكثرون على الجنوبي حب وطنه...لماذا يحبون اوطانهم.؟؟؟". وأردف: "الاستقلالية كانت في مختلف العهود هي الأصلح في اليمن..وحدها صالح وخلق لها الفشل غير المسبوق في نهاية مطافه".
مضيفا: "اعطوا القائد اليمني حرية الاختيار وشوفوا روح الإبداع، على مسؤوليتي. المتشدقون بالوحدة خربطيون الى يوم القيامة. العرب يصلح لهم أمير وشعب وكان الله غفورا رحيما. حتى الحوثي اعطوه إمارة في صعدة، سيكون ناجحا. أما يحكم اليمن مستحيل. بيلعنون اللي عينه".
وتابع معلنا عن اهداف الامارات في اليمن: "تقسيم اليمن الذي كان على زمن الأجداد يفترض أن يعاد..هذه نصيحة ناصح...اللي مش مقتنع ينتظر". لكنه هذه المرة تجاوز اثارة النعرات المناطقية والمذهبية والعرقية لتبرير دعم الامارات تقسيم اليمن، إلى مهاجمة النظم الجمهورية.
أعطى المسؤول الاماراتي ضحاي خلفان، اعلانه هذه المرة، بعدا اكبر يتجاوز هدف الامارات في اليمن وتقسيمه، الى التصريح بتبني ابوظبي مخطط تقسيم دول المنطقة وبخاصة ذات النظام الجمهوري، إلى امارات ومشيخات وسلطنات، بوصفها النظام السياسي الامثل للمنطقة.
وقال: "العرب عندهم شيوخ وعندهم ولاء لشيوخهم، هذا نظامنا. نظام الكرفتات ما يصلح لنا. يطلع برا بالبدلة، وفي الحارة والبيت بوزارة. العرب أنظمة حكم عندهم في التاريخ..مش بحاجة ندخل عليهم نظام الجمهوريات التي أتت بالاهات". وتعمد تجاهل دور الامارات في آهاتها.
مضيفا: "اعطني نظام جمهورية عربي صالح وانا اقبلك على رأسك. خلوا أوطانا تقوم على الشورى وعلى وشاورهم في الأمر، نعم بتنظيم مجالس الشورى ولا للخربطات الأخرى. التجربة افضل برهان". وأردف: "على سبيل المثال اروع عصور مصر عصور ملوك مصر... ".
وتابع المسؤول الاماراتي كشف مهمة بلاده لصالح الكيان الاسرائيلي: "اي رئيس مصري يعين ملك لمصر. يتشاور اولي الأمر.. الملوك دائما من الناحية النفسية تكون عندهم رغبة تخليد أسمائهم. متأكد ان الطرح اللي اطرحه بعض العقليات يتعارض مع ثقافتهم. لكن لنا في الماضي عبرة".
معظما جدوى نظم الحكم الاميرية والملكية الوراثية وملصقا استبدادها بالسلطة والثروة والقرار وقمعها الرأي والنقد بالجمهوريات: "انا ما اريد حاكم انتخبه وفي النهاية مواعيد ماشي منها تتم. اريد حاكم عادل. عدالة اجتماعية، عدالة اقتصادية، عدالة سياسية، ما قول رأيي ويرميني بسجن. وهكذا".
وتابع المسؤول الاماراتي في تمجيد نظم الحكم الاسرية الوراثية ووصفها بالمثالية والعدالة، قائلا: "يعني كما تراني مؤيدا للحكم الملكي الشيوخي السلطاني الأميري، كلها معقولة الا الجمهوري مش مقتنع فيه حتى الآن. الانظمة السابقة أنظمة الوطن العربي. نظام الجمهوريات مستورد، قلدناه".
ساخرا في ختام سلسلة تغريداته، من الدول العربية ذات النظم الجمهورية وشعوبها التواقة للحرية والعدالة والديمقراطية، بقوله عنها: "اللي قلدوه صاروا مثل الغراب الذي كانت مشيته في السابق مشيه جميلة وشاف مشية الحمامة أراد تقليدها ما عرف..ثم قرر العودة على مشيته نساها.فصار ينط".
يشار إلى أن الامارات تعمل منذ العام 2011م وفي سياق خدماتها للكيان الصهيوني، على اشعال الفتن وتغذية الصراعات في دول المنطقة باتجاه دعم تقسيمها إلى اقاليم ثم دويلات، وتكعف في اليمن منذ بداية الحرب على تمويل تمزيق النسيج الوطني للمجتمع اليمني بتبني خطاب بث الكراهية والتفرقة المناطقية والمذهبية والعنصرية