كاتب

رسائل المتحدث الحوثي السابق قبل العودة إلى صنعاء

قبل 11 شهر | الأخبار | اخبار الوطن

أحمد هريدي

عَوْدٌ على بَدْء إلى رسائل واعترافات علي البخيتي، المتحدث الرسمي السابق باسم "جماعة الحوثي" اليمنية، ونبدأ باعترافه الصريح والواضح الذي يكشف اعتزامه العودة إلى أحضان الحوثيين في صنعاء دون خوف من "قطع رقبته أو الزج به في غياهب السجون" متهمًا بالخيانة العظمى والتخابر "مع العدو".. نعم "البخيتي" يعتزم زيارة صنعاء وقد أرسل طلبًا رسميًا عاجلًا إلى الحوثيين وتلقى منهم موافقة مشروطة، وهذا يتناقض مع ادعاءاته المتكررة التي توحي لمن يتابعها بأنه المطلوب الأول لرصاصات جماعة الحوثي ويفتح الباب أمام الكثير من التساؤلات الحائرة.

في الثامن والعشرين من يونيو 2023، اعترف علي البخيتي في حسابه الرسمي الموثق على "تويتر" أن قنوات التواصل بينه وبين الحوثيين مستمرة، ولا يوجد أي عائق يحول بينه وبين مراسلاتهم، وأكد أنه طلب منهم زيارة صنعاء، وقال: "جدتي فاطمة أم والدي ماتت فجر اليوم، وطلبت من حسين العزي وبعض قادة جماعة الحوثي السماح لي بزيارة اليمن لرؤيتها، آخر طلب قبل شهر تقريبًا، اشترطوا عليَّ تغيير خطابي تجاههم والتوقف عن نقد سيدهم".. وأعاد البخيتي نشر الرسالة عبر "الفيس بوك"، ليؤكد عن غير قصد أنه ليس عدوًا للحوثيين، والمشكلة فقط في "تغيير الخطاب والتوقف عن نقد الحوثي الأكبر"، وهذا يعني أن "الحكاية بسيطة" ولا تختلف كثيرا عن كلمات النقد التي كانت تتفلت من لسان "البخيتي" بين الحين واﻵخر وهو في أحضان الحوثيين ناطقًا باسمهم ومشاركًا في جرائمهم.

وعندما نقرأ كلمات البخيتي التي يعترف فيها بأن أزمته مع الحوثيين هي فقط في "تغيير الخطاب والتوقف عن نقد الحوثيين، نتذكر كلماته التي نقلها عبد العزيز القدمي في منشور عبر "الفيس بوك" بتاريخ السادس والعشرين من يناير 2015، وجاء فيها نصًا وبالحرف الواحد: "والله ثم والله ثم والله أني أحرص على حركة أنصار الله (جماعة الحوثي) أكثر من المئات من المطبلين والمنافقين، والوصوليين والمسوقين والمسوغين والمبررين والطامعين في جاه أو منصب أو سلطة أو قرار تعيين الذين يورطون الحركة أكثر فأكثر ويساعدونها على استمراء منطق القوة والغلبة."

ويعلن البخيتي في حساباته عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه مستمر في ترويج ضلالاته المُسيئة للأنبياء والرسل والكتب السماوية، وفي أحدث جرائمه عبر "الفيس بوك"، نشر تحية مصورة ويوجه فيها التحية وهو ممسك بزجاجة الخمر، وكتب قائلًا: "برنامجي يوم الجمعة، أقوم الثامنة، وأقرأ آخر الأخبار واكتب بعض المشاركات، وأذهب لتأدية صلاة الجمعة، واقوم بشواء اللحم في الحديقة، مع احتساء زجاجة من النبيذ، وأقرأ أحيانًا بعض القرآن للتأمل في كيف كانت حياة من كتبوه والاستفادة من لغته، وأتابع بعض الأفلام على نت فليكس" ويعلن البخيتي أنه يصلي الجمعة أحيانًا لأنه من العادات والثقافات المستحبة.

وبالتزامن مع رسالة "البخيتي" إلى الحوثيين التي يطلب فيها العودة إلى صنعاء، كشف رئيس منظمة يمنية مغمورة أن أحد المقربين من أصحاب القرار في جماعة الحوثي طلب منه شخصيًا في حوار عبر "تويتر" العودة إلى صنعاء، فأجابه قائلًا: "أنا (و.. .. .. ….. ) مستعدين نرجع بشرط نتكلم بحرية.. هل لديك ضمانات؟"، وجاء الرد السريع العاجل: "لا مشكلة ستجد الضمانات.. الأهم أن تكونوا صادقين فيما تطرحون".

ويجتمع "البخيتي" مع "رئيس المنظمة المغمورة في حملة واحدة تستهدف الإساءة إلى دولة عربية شقيقة داعمة للشرعية في اليمن، وذلك تحت غطاء المطالبة بالكشف عن مصير "مندوبة المبيعات" التي انقطع الاتصال بها منذ السابع عشر من أبريل 2023، وكان البخيتي والمتعاونون معه يواصلون الليل بالنهار لتحويل "مندوبة المبيعات" إلى "ناشطة حقوقية"، في ظل الكثير من علامات الاستفهام حولها وحول الداعمين لها منذ خروجها من صنعاء وحتى تاريخ انقطاع الاتصال بها.

وعندما نعود إلى الموقع الرسمي للمنظمة المغمورة التي يزعم صاحبها أنها تتصدى لجرائم الحوثيين نجد أن عنوان المراسلات الواردة إليها ما يزال في العاصمة اليمنية صنعاء، وتتلقى المنظمة التبرعات الداعمة لنشاطها على حسابين في أحد البنوك الخاضعة لسيطرة تامة من الحوثيين منذ أواخر العام 2017، وأصدر مكتب زعيم مليشيا الحوثي قرارًا بتعيين أحد أقاربه رئيسًا لمجلس إدارة البنك في التاسع عشر من يوليو 2020.. فهل يستقبل الحوثي التبرعات الواردة إلى المنظمة المغمورة ثم يرسلها إلى رئيس المنظمة الذي يتنقل من دولة إلى أخرى ويزعم أنه أهم وأخطر مناضل مجاهد يكشف جرائم الحوثيين؟!!

وإذا حاول رئيس المنظمة المغمورة، التبرير والادعاء بأن بيانات الحساب المصرفي منشورة على الموقع الإلكتروني منذ الخامس من نوفمبر 2012، ولم يتم تحديثها، فلماذا يقوم بتحديث الصفحات الأخرى في موقع المنظمة وينشر فيها البيانات والأخبار الجديدة أولًا بأول ولا يقترب بأي تحديث أو تغيير من بيانات الحسابات المصرفية وعنوان المراسلات في صنعاء؟!

وما تزال تلك البيانات منشورة في صفحة المنظمة عبر "الفيس بوك" دون أي تغيير، مع العلم أن صفحة المنظمة ترتبط بحسابات "الفيس بوك" الخاصة برئيس المنظمة.

ويعترف رئيس المنظمة في فيديوهات بث مباشر ومنشورات وتغريدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنه كان يرسل الأموال إلى "مندوبة المبيعات" بهدف "نبيل" مقابل معلومات كانت ترسلها له من صنعاء ثم اكتشف أنها مُضللة، وذلك قبل الادعاء بأنه تم اعتقالها في سجون الحوثيين، وهذا الاعتراف يدفعنا للتساؤل عن مصدر الأموال المُرسلة من رئيس المنظمة إلى مندوبة المبيعات.. وما هي الجهة التي كانت تطلب تلك المعلومات من رئيس المنظمة المغمورة؟!.. ولماذا يشارك مع "البخيتي" في حملة الإساءة إلى دولة عربية صديقة داعمة للشرعية في اليمن؟!.. ولماذا يحاول تخليق "نسخة ثانية وثالثة" من "مندوبة المبيعات" التي لم يتمكن من السيطرة عليها؟!.. وما هي المهام الخاصة المطلوبة من النسخة الثانية؟!.. ولماذا اختارها "بالاسم" لتكون رفيقته في رحلة العودة إلى أحضان الحوثيين في صنعاء؟!

وأخيرًا وليس آخرًا، لماذا لا يتحدث "البخيتي" عن أحدث المراسلات بينه وبين صديقه الناطق العربي باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية؟!

صحيفة "الأسبوع" المصرية