تعز

رسمياً ولا مرة .. مجلس عدن يوجه خطابا عاجلا للتحالف (وثيقة)

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

وجه مجلس عدن الوطني، الجارية ترتيبات تشكيله واشهاره رسميا، ولأول مرة خطابا عاجلا للتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، على ضوء التطورات المتسارعة ميدانيا، طالبها فيه بالتدخل سريعا لمنع مجازر وحمامات دماء، وإنقاذ العاصمة المؤقتة عدن، قبل ان تجتاحها "عاصفة لا تبقي ولا تذر" حسب تعبير، احد ابرز الداعين إلى تشكيل مجلس عدن الوطني، لإنهاء معاناة سكانها.

جاء هذا في تصريح مقتضب للمستشار الرئاسي ورئيس مكون الحراك الجنوبي السلمي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني، المهندس ياسين عمر مكاوي، صاحب الدعوة إلى تشكيل كيان سياسي يمثل عدن سياسيا ويقوم على شؤونها إداريا وماليا وأمنيا، وينهي الانفلات الامني والتدهور العام اللذين تعاني منهما.

وقال مكاوي في تصريحه المنشور على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر" ليل الخميس: "ان الرفض الشعبي للعبث الممنهج في ام المدائن عدن والمؤسسة الخدمية الكهرباء والمياه وتدهور العملة يعتبر نتيجة طبيعية لتغول الفساد وبروز عصابات الإتجار بقوت الشعب وتبييض الأموال والاكشاك النقدية الطارئة".

مضيفا: إن ما تعانيه عدن منذ استكمال تحريرها في رابع اشهر الحرب مطلع العام 2015م، ناتج ايضا عن "وغياب المؤسسة والحكومة والمجلس الرئاسي". وأردف معلقا على تنامي حالة الاحتقان والسخط بين اوساط المواطنين في عدن: "إن كل ذلك التراكم ينتج المزيد من المعاناة التي يتعرض لها المواطن في عدن".

في المقابل، وجه مكاوي رسالة مباشرة للتحالف بقيادة السعودية، قائلا: "نناشد الجميع وعلى رأسهم الاشقاء والاصدقاء، وخاصة مملكة الحزم والامل التدخل لإنقاذ شعبنا من هول الكارثة وان لا يتركوا عدن وابناءها يصارعون العوز والموت". وأردف: "عدن هي الجنوب وهي الثغر الباسم وهي جوهرة الزمان والمكان".

مضيفا: "إفزعوا اشقاءنا لإنقاذها وزرع الأمل في أهلها، حققوا لهم الحياة الكريمة ولو بحدودها الدنيا، نناشد وندعو ونعول عليكم وبكم مد ايديكم اشقاءً واصدقاءً لتجاوز المأساة قبل أن تأخذنا العاصفة فلا تُبقي ولا تذر". في اشارة إلى خروج عدن عن السيطرة حال انفجار سخط سكان وقوى عدن، المكبوت منذ سنوات.

وبدأ "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، الاربعاء، اول استهداف لمجلس عدن الوطني، المعلن قبل ايام عن بدء ترتيبات تشكيله رسميا، عبر اجراء "ظل متوقعا" حسب مراقبين للشأن اليمني، اكدوا في وقت سابق "استحالة سماح المجلس الانتقالي بقيام مجلس ينازعه تمثيل عدن حتى لو تطلب الامر اغتيال قياداته".

جاء هذا الاستهداف، عقب ايام على البدء رسميا وبدعم مباشر من التحالف بقيادة السعودية، في ترتيبات تشكيل مجلس وطني لمحافظة عدن، رفضا لسيطرة "المجلس الانتقالي" ومليشياته وتسببها في انفلات امني واسع وتدهور الاوضاع المتنامي وتردي الخدمات المتصاعد، منذ انقلابها في اغسطس 2019م.

أكد هذا السياسي الجنوبي البارز، والمستشار الرئاسي، رئيس مكون الحراك الجنوبي السلمي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ياسين عُمر مكاوي، في اعلان اصدره السبت الماضي، إلى جميع ابناء العاصمة المؤقتة عدن، وغادر به صمته على ما تشهده عدن، منذ تحريرها رابع اشهر الحرب (مايو 2015م).

ويتزامن هذا الخطاب لمكاوي، مع تمكن مشايخ وأعيان محافظة شبوة، الثلاثاء، ورغم تحذيرات "المجلس الانتقالي" ومنع مليشياته؛ من الاشهار رسميا عن تشكيل حلف ابناء وقبائل شبوة، كمكون جنوبي جديد، يكون ممثلا سياسيا لمحافظة شبوة، بعد بدء كل من حضرموت وعدن، خطوات تشكيل مجلسها الوطني بدعم من السعودية.

يأتي هذا بعدما كان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي استهل زيارته حضرموت، نهاية يونيو الفائت، باعلانه عن قرار وُصف بالمصيري والتاريخي، على طريق تلبية مطالب المحافظة وتطلعات ابنائها، وقطع الطريق على مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية، وتحركاته لضم حضرموت الى سيطرة مليشياته.

وحمَّل الرئيس العليمي "بشائر كبرى" لمحافظة حضرموت وابنائها، لدى زيارته الاولى للمحافظة منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، برفقة مسؤولي الحكومة؛ تضمنت وضع احجار اساس مشاريع خدمية بكلفة 1.2 مليار دولار تمويل سعودي، بينها بناء مقر جديد لقوات الجيش الوطني بالمنطقة الاولى في المكلا.

ويواصل "المجلس الانتقالي" تصعيده منذ استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارت في السيطرة على محافظة حضرموت، وتمكنها من محاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.

كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة وفرض سيطرة مليشياته، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب اليمن.

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى لاستكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.