تعز

من هو المتهم الرئيسي باغتيال الموظف الأممي في تعز وماعلاقته بعدن ومن القائد العسكري الذي يحميه وأين هو الآن؟

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

كشفت وثيقة متداولة صادرة عن وزارة الداخلية هوية قاتل مدير مكتب الغذاء العالمي في تعز مؤيد عبيد خلال تواجده في مطعم بمدينة التربة جنوبي تعز.

الوثيقة الموجهة إلى المنافذ أوضحت أن القاتل يدعى أحمد يوسف الصرة، وشددت على سرعة البحث والتحري والضبط كونه مطلوبا لأمن تعز في هذه القضية.

مصادر خاصة كشفت عن مكان تواجد الصرة الذي يعد أحد أبرز العناصر الإرهابية المطلوبة في عدن واحتضنته السلطات في تعز بعد فراره من العاصمة عدن.

وأكدت المصادر أن العنصر الإرهابي يوسف أحمد الصرة، مطلوب أمنيا لشرطة عدن بتهمة الإرهاب إلا أنه فر إلى تعز وتحديدا إلى أحد المعسكرات التابعة للإصلاح قبل أن يسجن ويفرج عنه قبل عام وينتقل إلى معسكر آخر للقيادي الإخواني أمجد الزبير، أحد قيادات التنظيم.

ويتنقل العنصر الإرهابي بين معسكرات أبو بكر الجبولي وأمجد الزبير، وبحسب المصادر فإن القاتل اختفى في السجن لأيام قليلة قبل عام في تعز، قبل أن تفرج عنه السلطات الأمنية التابعة للإخوان. واحتضنت القيادات الإخوانية في تعز عددا من العناصر المطلوبة أمنيا في عدن، وزرعتهم في مناطق الحجرية، لضرب المناوئين السياسيين وإرهابهم وتحويل المناطق التي تضم عددا أكبر من اليساريين إلى مرتع للإرهاب.

واحتفت مليشيات الحوثي بمقتل الموظف الأممي في تعز، وهو ما يؤكد أن الجريمة حدثت بتنسيق متكامل بين القيادي الإخواني أمجد الزبير وجماعة الإرهاب الحوثي.

يأتي هذا بعد سلسلة لقاءات عقدتها قيادات الإخوان في تعز مع القيادي الحوثي سلطان السامعي، الذي وصل سامع مؤخرا، كحلقة وصل بين الإخوان والحوثيين لتدعيم جهود ضرب المشروع الوطني. وشكلت حادثة اغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي في تعز، مؤيد حميدي -أردني الجنسية- صدمة في الأوساط السياسية والمجتمعية بالمحافظة وحالة من الاستنكار والغضب الشديدين ضدها.

واغتال مسلحون ملثمون ظهر يوم الجمعة، الموظف الأممي أثناء خروجه من أحد مطاعم مدينة التربة جنوبي تعز، في ثاني حادثة من نوعها بالمحافظة، حيث اغتال مسلحون يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة، موظف الصليب الأحمر، حنا لحود في أبريل عام 2018م.

المحافظ نبيل شمسان وفي اتصال هاتفي مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي، اطلع الأخير على المعلومات الأولية التي تشير إلى تحديد هوية منفذ الاعتداء الإجرامي، والإجراءات القانونية المتخذة لملاحقة الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة، بحسب ما نشرته وكالة “سبأ”.

مصادر خاصة كشفت عن هوية ومعلومات حول المتهم بالحادثة والذي يدعى “أحمد يوسف صرة” وهو أحد العناصر الإرهابية المتهمة بتنفيذ عمليات اغتيال وقتل في محافظة تعز خلال السنوات الماضية.

وأوضحت المصادر أن المدعو “صرة”، كان قد ألقي القبض عليه من قبل إدارة أمن الشمايتين في يوليو 2018م متلبساً بمحاولة اغتيال مدير أمن المديرية السابق العقيد عبدالكريم السامعي، وكذلك محاولة اغتيال قائد الأمن الخاص العميد جميل عقلان بزراعة عبوات ناسفة.

مضيفة إن صرة الذي تم نقله لاحقاً إلى سجن الأمن السياسي بمدينة تعز، أقر خلال التحقيقات معه باغتيال 15 جندياً داخل المدينة، إلا أنه تم الإفراج عنه من قبل السلطات الأمنية في أغسطس 2020م بصفقة تبادل مشبوهة.

حيث تم الإفراج عنه بصفقة تبادل مع مسلحين من الصبيحة اختطفوا الشاب “أواب” نجل القيادي الإخواني نبيل جامل، بعد عام من فشل عملية اختطاف قائد الشرطة العسكرية السابق العميد جمال الشميري للضغط على أمن تعز للإفراج عن الصرة.

وقالت المصادر: إن المدعو “الصرة” عاد للتواجد في مدينة التربة عقب الإفراج عنه، وذلك ضمن مئات العناصر الإرهابية والمطلوبة أمنيا التابعة للمدعو أمجد خالد، المتهم من قبل السلطات الأمنية في عدن /لحج بتدبير عمليات اغتيال خلال السنوات الثلاث الماضية.

المصادر رجحت وقوف جماعة الحوثي وراء حادثة الاغتيال، بالنظر إلى العلاقة التي تربط بين الجماعة وبعض القيادات التابعة للمدعو أمجد خالد، والتي كشفتها التحقيقات والاعترافات المصورة التي بثتها السلطات الأمنية في عدن للمتهمين بحوادث اغتيالات وتفجيرات شهدتها المدينة.

اعترافات كشفت حينها عن وقوف أمجد خالد وراء هذه الحوادث، وكشفت أيضاً عن اسم لأحد أبرز مساعديه ويدعى “محمد الميسري” والذي أكد المتهمون في اعترافاتهم بأنه يتواجد في صنعاء وكان يتواصل معهم للتخطيط لهذه الجرائم من هناك.

ولفتت المصادر إلى الاحتفاء الواضح من قبل إعلام جماعة الحوثي بحادثة الاغتيال، وكذا التصريحات من قبل قيادات بارزة في الجماعة تدين الحادثة، والتركيز على إثبات حالة الانفلات الأمني في المناطق المحررة بتعز وأنها أصبحت غير آمنة لعمل المنظمات الدولية على عكس الحال بمناطق سيطرة الجماعة، حد زعمهم.

ولفتت المصادر إلى أن ما يعزز وقوف الحوثي وراء الحادثة، أنها تأتي بعد أيام فقط من إحياء ذكرى مرور 3000 يوم على الحصار المفروض على المناطق المحررة في تعز من قبل جماعة الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، بحملة رسمية وشعبية لاقت صدى محليا ودوليا.

هذا الصدى للحملة الذي ذكّر العالم بجريمة الحصار المفروض على تعز، أزعج جماعة الحوثي التي ردت بالهجوم عليها، مبررة هذا الحصار أن تعز تحولت إلى “قنبلة مؤقوتة” حسب وصف القيادي بالجماعة علي القحوم، ما يعزز الشكوك بوقوف الجماعة وراء حادثة الاغتيال باعتبارها دليلاً على ما قاله الأخير.

وكان لافتاً ما عبرت عنه فروع الأحزاب والمكونات السياسية بتعز في بيان إدانتها للحادثة، حيث اعتبرت أن “الرصاصات التي استهدفت الراحل إنما استهدفت قلب تعز المحاصرة ومظلوميتها الكبيرة جراء الحرب والحصار”، مضيفة: إنها تمثل أيضا استهدفا لـ”الموقف الإيجابي للمنظمات تجاه تعز”.