في واحدة من أكثر القضايا فداحة وظلما شهدتها العاصمة صنعاء خصوصا واليمن عموما في زمن يكريم فيه الظالم ويمنح الفاسد وسام الإنجاز على حساب ظلم البسطاء والمستضعفين.
المكان والزمان: منطقة شملان بصنعاء خلال زيارته الميدانية التفقدية للاطلاع على عدد من المشاريع ومتابعة مستوى تنفيذ المخططات وبعد سؤالها عن المسؤول الذي يقف مع مرافقيه على أحد المشاريع تبين لتلك المرأة المسنه الطاعنة في العمر ان ذلك المسؤول هو الاستاذ غالب مطلق وزير الاشغال العامة والطرق، فطلبت تلك المرأة المسنه من أحد الحاضرين الأخذ بيدها لمقابلة معالي وزير الاشغال وعندما شاهدها معالي الوزير توقف تواضعا منه بروح المسؤولية والإنسانية ليستمع إليها وهنا كانت الصدمة….؛ ؟! (نص الحواربإختصار):
المرأة العجوز: السلام عليكم.. انت وزير الاشغال.؟ الوزير: وعليكم السلام نعم تفضلي. المرأة العجوز: اقتربت وأمسكت بيد معالي الوزير وقالت له اريد منك ان توصل وصيتي وهذه أمانة عندك.
معالي الوزير: خير ان شاء الله تكلمي. المرأة المسنة: اريد منك ان توصل وصيتي ورسالتي إلى الدكتور هاشم الشامي وأن تقول له ” اسال من الله ان يأخذه أخذ عزيز مقتدر وأن يهلك حرثه ونسله وان موعدنا سيكون امام الله هو ومن ولاه على هذا المنصب ” وهذه امانه عندك توصلها له.
الصدمة المؤلمة… ان تلك المرأة العجوز الطاعنة في السن والتي لم تكن تقوى على الحركة فارقت الحياة بعد أسبوعا واحدا وهي تحمل شكواها ومظلوميتها إلى حيث تجتمع الخصوم بين يديه وعدالته.
تفاصيل القضية: منذو اكثر من ثلاثون عاما ورثت هذه المرأة مع أخواتها منزلا عن ابيها في حي شملان حيث لا يوجد لهن شقيق ودونما سابق إنذار وبكل فداحة وظلم قرر هاشم الشامي مصادرة منزلهن بذريعة أن المنزل ملكا للدولة وضمن املاك الأوقاف وتم بالفعل مصادرة المنزل والاستيلاء عليه بقوة النفوذ والسلاح بأوامر من الشامي الذي يشغل منصب رئيس الهيئة العامة للأراضي رافضا وغير معترفا بما يمتلكن من بصائر تثبت ملكيتهن شرعا وقانونا ضاربا بكل التوجيهات القضائية عرض الحائط بكل ظلم وجبروت ليقوم باخذ الارض بدون حكم حيث نصب نفسه الخصم والحكم واخذ مالا يملك بدون الرجوع للقضاء فقط لان خصومه ضعفاء…
وهذا ما أستمع إليه معالي وزير الاشغال العامة من تلك المرأة المسنة وكلها حرقة وألم وملامح وجهها المكلوم تعبر عن جور ظلمها وعجزها وقلة حيلتها ودموعها تسابق الكلمات علها تجد من يوصل مظلوميتها لتنهار جاثية على ركبتيها وهي بعمر الثمانين عاما امام معالي الوزير.
بدوره معالي الوزير … أخذ على عاتقه إيصال الوصية والأمانة لينقلها بالحرف الواحد إلى هاشم الشامي بالقول:
الوزير: هل انت تخاف الله وتخشي من دعوة المظلومين والمستضعفين؟ الشامي: نعم ولما هذا السؤال؟ الوزير: اوصل وصية المرأة المسنه وحدث الشامي عن تفاصيل القضية.
الشامي: يا معالي الوزير بالنسبة للبيت والأرض حق تلك المرأة المسنة هو في الاساس ملكا للدولة ويقع في أراضي الأوقاف وهذه مسؤوليتنا استعادة املاك الدولة.
الوزير: لكن ما تفعله ليس من المنطق والعدالة ومن ثم صمت وأنهى الحديث.
هذه القصة المؤلمة هي واحدة من قصص الظلم الذي تعرض لها المئات من البسطاء والمستضعفين على يد هاشم الشامي ومن معه والذي عجز عن ردعه وإيقاف ظلمه وجبروته واستكباره كبار قيادات الدولة في صورة تجسد حقيقة الواقع المؤلم حيث تتشابه فيه الأحداث بين ما هو حاصل في القضية الفلسطينية من معاناة احتلال للأرض وبين ما يحدث من ظلم ونهب واحتلال للأرض وانتزاع لأملاك الضعفاء في بلد الإيمان والحكمة… ولا فرق بين هذا وذاك رسالة لمعالي الوزير: كما تحملت امانه إيصال الوصية فإنك أيضا مسؤولا عن إيصال هذه القضية والمظلومية إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى وهذه امانه في عنقك.
رسالة المستضعفين إلى الرئيس: سيدي الرئيس: هذا مالا تعلمه عما يحدث لرعاياك وعليك ان تتذكر ما قلته على لسانك امام شاشات التلفزيون بتأريخ 11 /01/2021 خلال اجتماعك بهيئة رفع المظالم “خدمة الناس والمسؤولية تحتم علينا أن ننصف المظلوم من الظالم، ومن يمارس الظلم على عباد الله بوجودنا فلا خير فينا ونحن نستطيع إنصافهم” لذلك نثق فيما قلته وأصبح حجة عليك اليوم وغدا ” وقفوهم إنكم مسؤولون” وكشاهدا على حقيقة ذلك فإن معالي الأستاذ غالب مطلق وزير الاشغال العامة والطرق لا يزال حيا يرزق …وعند الله تجتمع الخصوم