بعث اغتيال قائد مليشيا حزام "المجلس الانتقالي" التابع للامارات في محافظة ابين عبداللطيف محمد حسين بافقيه (السيد)، بتفجير استهدف موكبه وعدد من مرافقيه اليوم الخميس، إلى الواجهة، مسيرة مروعة للرجل خلال 15 عاما عنوانها التفجير والقتل والدماء.
وضجت منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، بتدوينات وتغريدات، عن عبداللطيف بافقيه (السيد)، وتاريخه القيادي في صفوف تنظيم "القاعدة" الارهابي، قبل ان تستقطبه الامارات مع بداية مشاركتها في التحالف، لجمع عناصر التنظيم بقيادته، ضد مليشيا الحوثي.
تبدأ مسيرة القتل والتفجير لعبداللطيف بافقيه السيد، المولود في محافظة ابين عام 1984م، عقب فشله في اكمال تعليمه بكلية التربية في مديرية زنجبار، ليلتحق بتنظيم "القاعدة في اليمن وجزيرة العرب" ويقود عملية اعلان سيطرة التنظيم على "امارة جعار" في 2011م.
تولى عبداللطيف السيد، نهاية مارس 2011م قيادة "انصار الشريعة" احد فصائل تنظيم "القاعدة"، واستغل تداعيات ثورة الشباب في 11 فبراير، ليسقط مدينة جعار، مركز مديرية "خنفر" في ابين، قبل أن يعلن تخليه عن التنظيم "لأنه خرج عن الروح الإسلامية السمحاء".
وشارك في اقامة مركز لإمارة تنظيم القاعدة في "جعار"، عرف باسم "إمارة وقار"، وتنفيذ محاكمات لمدنيين اتهمهم التنظيم بالسرقة، وقطعت أيدي بعضهم، لكن سرعان ما دب الخلاف بينه وبين قادة التنظيم على خلفية مصادرتهم اموالا ومنهوبات اقتحام مدينة جعار.
وأمام حرب الجيش على التنظيم عقب تسلم الرئيس عبدربه منصور هادي الرئاسة عام 2012م، انضم إلى "اللجان الشعبية الجنوبية لمساندة الجيش في الحرب على الارهاب"، قبل ان تستقطبه الامارات وعناصره عقب اندلاع الحرب في 2015م ضد الانقلاب الحوثي.
برز عبداللطيف السيد، قياديا بارزا في المليشيات التي مولت الامارات تأسيسها عقب معركة تحرير عدن يوليو 2015م، وغدت لاحقا تعرف باسم "قوات الحزام الامني في محافظة ابين" التابعة إلى "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي اسأسسته ابوظبي في مايو 2017م.
وبالتوازي مع انقلاب مليشيا "الانتقالي" على الشرعية وسيطرته على عدن في اغسطس 2019م بدعم واسناد من طيران الامارات، أمرت الاخيرة عبد اللطيف السيد، بقيادة حملة عسكرية لإسقاط قوات الأمن الخاص والشرطة العسكرية المواليتان للحكومة المعترف بها دولياً.
استطاع عبداللطيف السيد، بدعم اماراتي مالي وعسكري، حشد عناصر تنظيم القاعدة وتجنيد ابناء القبائل، وخوض معارك ضد قوات الامن والجيش الحكومية، واسقاط مدينة زنجبار، مركز المحافظة، والتحكم بمنافذ محافظة ابين وفصلها عن عدن، لصالح "الانتقالي".
ومنذ نهاية العام 2017م، تولى عبداللطيف السيد، مهام قائد مليشيا "الحزام الامني" التابعة الى "الانتقالي" في دلتا ابين (زنجبار وجعار)، قبل ان يعينه "الانتقالي" الاسبوع الفائت، قائدا عاما لمليشيا "الحزام الامني" في محافظة ابين، ويبدأ تنفيذ حملة سماها "سيوف حوس".
جاءت الحملة الجديدة لمليشيا "المجلس الانتقالي" في ابين "سيوف حوس" عقب فشل حملة "سهام الشرق" التي كان يقودها مختار النوبي، منذ اغسطس 2022م، وسقوط العشرات من قيادات المليشيا بهجمات وكمائن متلاحقة تنفذها عناصر "القاعدة"، اخرها كمين اليوم الخميس.
وطوال عام، عانت مديريات ابين حملات مداهمة للمنازل واختطاف واعتقال خارج القانون، وسقط العشرات من المدنيين ضحايا الاعدام المباشر برصاص مليشيا "الانتقالي" بقيادة عبداللطيف السيد، وبذريعة "دعم عناصر الارهاب" التي ينال بها كل من يعارضون "الانتقالي".
لكن عبداللطيف بافقيه (السيد) شرب من الكأس نفسها، ولقي حتفه ورئيس عمليات مليشياته صلاح اليافعي وشيخ قبلي موالي له محمد كريد الجعدني، وعدد من مرافقيهم، بتفجير عبوات ناسفة استهدفت موكبهم صباح الخميس في منطقة الجنن بالقرب من وادي عومران بمديرية مودية شرقي محافظة أبين.