نشرت قناة ”أخبار الآن“ الإماراتية، تقريرا صحفيا، هاجمت فيه قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين (جنوبي اليمن)، عبداللطيف السيد، الذي اغتيل، الخميس 10 أغسطس/آب، و3 من مرافقيه بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه بمديرية “مودية”.
وتحدثت القناة في تقريرها، عما قالت إنها علاقة لـ”السيد“ بتنظيم القاعدة، والمعارك التي خاضها في صفوف التنظيم، وأسباب خروجه من صفوفه، متهمة إياه بالمساهمة في إسقاط “جعار” مركز مديرية خنفر، في أواخر مارس من العام 2011م، التي أُعلنت حينها “إمارة إسلامية”.
وقالت إن ”السيد“ كان قائد لإحدى فصائل التنظيم، عندما أسقط ”جعار“، منوهة إلى أن السبب الرئيس لخروج “السيد” من معسكر “القاعدة” كان “الصراع على الأموال والمنهوبات التي كان من ضمنها سيارات عسكرية ومدنية وأسلحة، ولم يكن الأمر صحوة من الرجل إزاء سياسة الإرهاب التي ينتهجها التنظيم أو خلافاً على مبدأ“.
وأثار تقرير قناة ”أخبار الآن“ الإماراتية، عن تاريخ ومسيرة ”السيد“، غضب أنصار ونشطاء المجلس الإنتقالي الجنوبي، واعتبروه “استهدافت وإساءة واضحة وممنهجة لتاريخ الرجل ومسيرته في مكافحة الإرهاب“.
وطالب أنصار “الإنتقالي الجنوبي”، بـ”اعتذار رسمي“ من القناة لما ورد مما وصفوه بـ”الإساءات“ لـ”عبد اللطيف السيد“، مؤكدين أن ما دون ذلك “غير مقبول”، مشيرين إلى أنه ”ما كان ليصدر هكذا إساءة إلا لمعرفة القناة المسبقة بأنه لن يكون هناك ردة فعل أمام هذه القناة“ التي وصفوها بـ”سيئة السمعة“.
سونيا زغلول في القفص
واتهم نشطاء ”الإنتقالي“، مذيعة القناة ”سونيا زغلول“ التي زارت محافظات جنوبية خلال السنوات الماضية والتقت عبداللطيف السيد ، بـ”تسريب المعلومات“، الأمر الذي دفع ”زغلول“ لنشر توضيح عبر حسابها على ”فيسبوك“، رصده ”يمن ديلي نيوز“، نفت فيه علاقتها بما نشرته القناة.
وقالت ”سونيا زغلول“، في توضيحها إن ”ما نشر على أخبار الآن لا علاقة لي به“، معبرة عن رفضها ”القاطع“، للمنشورات التي وصفتها بـ”المسيئة“، واتهامها بتحرير هذه الأخبار، في إشارة إلى منشورات نشطاء ”الانتقالي“ اللذين هاجموها واتهموها بـ”تسريب المعلومات”.
وأضافت “لا علاقة لي بما ينشر ولست مسؤولة عن غرفة التحرير، وأي خبر خاص بي ستجدوه في صفحتي، ولست مسؤولة عن أخبار غيري مهما كان مضمونها“، متوعدة برصد أسماء كل من أساء لها ومقاضاتهم عبر ”القانون“.
تعديل المحتوى
وعقب موجة غضب أنصار المجلس الإنتقابي، قامت القناة بحذف إسم معد التقرير، وتعديل محتواه، واستبدلت سبب انشقاق ”السيد“ عن ”تنظيم القاعدة“، من ”الصراع على الأموال والمنهوبات التي كان من ضمنها سيارات عسكرية ومدنية وأسلحة“، إلى ”صحوة الرجل إزاء سياسة الإرهاب التي ينتهجها التنظيم أو خلافاً على مبدأ“.
وصباح أمس الخميس، قُتل “عبداللطيف السيد” مع عدد من مرافقيه، وهم (عبدالله علي لعمس، محمد كريد، وحسين دمبع)، إثر تعرض موكبه لانفجار عبوة ناسفة في “وادي عومران” شرقي مديرية “مودية”، ليعلن تنظيم القاعدة في اليمن، لاحقا تبنيه عملية الاغتيال.
وجاء اغتيال “السيد” (وهو قيادي سابق في تنظيم القاعدة)، بعد أيام من قرار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، بتعيينه قائدًا لقوات الحزام الأمني بأبين، وإطلاق عملية “سيوف حوس”، عقب فشل حملة “سهام الشرق” التي كان يقودها مختار النوبي.
وعقب اغتياله بساعات، شيع العشرات من الأهالي جثمان ”السيد“ بشكل مفاجئ، الى مسقط رأسه بمنطقة ”باتيس“ بمحافظة أبين، في ظل غياب كلي للمراسيم الرسمية، وقيادات المجلس الانتقالي والحزام الأمني بإستثناء القائد العام لقوات الحزام الأمني.