كشفت مصادر حكومية ودبلوماسية يمنية، اليوم الأربعاء، عن تجاوز الكثير من العراقيل التي وضعتها ميليشيا الحوثي، أمام إبرام هدنة دائمة، تمهيداً لانطلاق عملية سياسية شاملة، بعد ثلاثة أشهر من اتصالات ولقاءات عقدها وسطاء دوليون وإقليميون مع الأطراف اليمنية. ونقلت صحيفة «البيان» الإماراتية، عن مصادر حكومية يمنية قولها "إن الوساطات حققت تقدماً مهماً في تجاوز جزء من العقبات التي وضعتها ميليشيا الحوثي، خاصة ما يتصل بالبند الخاص بصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها (المقطوعة منذ سبع سنوات)". وحذرت المصادر ـ التي لم تسمها ـ من قيام ميليشيا الحوثي باختلاق عقبات جديدة بهدف إفشال المساعي والجهود التي تبذل حالياً، للتوصل إلى اتفاق شامل يوقف الحرب، يدخل الأطراف اليمنية المعنية في محادثات سياسية شاملة. من جهتها أكدت مصادر دبلوماسية يمنية، أن الوسطاء أحرزوا تقدماً مهماً في مساعي إبرام اتفاق يمدد الهدنة في البلاد ويدخلها في محادثات سلام شامل، وسط إجراءات اقتصادية، وإنسانية مهمة، مثل: صرف رواتب الموظفين، وفتح الطرق بين المحافظات، وزيادة الرحلات التجارية من مطار صنعاء. ووفقا للصحيفة فإن المصادر توقعت أن تشهد الأسابيع القادمة مزيداً من التقدم في هذا الصدد. وتأتي هذه التسريبات بالتزامن مع التحركات المكثفة للمبعوثين الأممي والأمريكي والسويدي خلال الأيام الماضية، ولقاءاتهم مع أطراف الصراع في اليمن والفاعلين الدوليين للدفع بالعملية السياسية والتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار والدخول في عملية سلام شاملة. وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، مبعوث الولايات المتحدة الاميركية تيموثي ليندركينج، الذي بدأ زيارة إلى المنطقة الاثنين، استهلها من الإمارات وتهدف "لدفع الجهود الحالية التي تقودها الأمم المتحدة لتمديد الهدنة وإطلاق عملية سلام شاملة".
ووفقا لبيان الخارجية الأمريكية فإن ليندركينغ "سيلتقي بشركاء يمنيين وسعوديين وإماراتيين وعمانيين ودوليين لمناقشة الخطوات اللازمة لتأمين هدنة دائمة وإطلاق عملية سياسية شاملة بوساطة الأمم المتحدة مع ضمان استمرار الجهود لتخفيف الأزمة الاقتصادية ومعاناة اليمنيين". وتطرق لقاء العليمي مع المبعوث الأمريكي، لمستجدات الوضع اليمني، والجهود الرامية لإحياء مسار السلام في ظل تعنت المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، حسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ). وجدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي تأكيد التزام المجلس والحكومة بنهج السلام العادل وفقا للمرجعيات المتفق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا، واهمية تكامل كافة الجهود على هذا الصعيد مع مساعي الاشقاء في المملكة العربية السعودية لتجديد الهدنة، وإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الامم المتحدة.
وقال العليمي "إن هذا هو الوقت المناسب لممارسة الضغوط الدولية القصوى لإنهاء عبث المليشيات الحوثية، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان، بما في ذلك اعاقة كافة المبادرات لدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها، والذهاب الى استهداف المنشآت النفطية بهدف اغراق البلاد في ازمة انسانية شاملة". في غضون ذلك أعلن مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إن غروندبرغ التقى وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون الدبلوماسية، خليفة الحارثي، ومسؤولين عمانيين آخرين. وأوضح في بيان، أن المناقشات ركزت على سبل تقديم دعم متضافر للأطراف في اليمن لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة. كما التقى غروندبرغ في سلطنة عمان القيادي الحوثي محمد عبد السلام، لبحث الخطوات التالية من أجل الاتفاق على تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، وتنفيذ وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، والتوصل إلى تسوية سياسية جامعة من خلال عملية سياسية يقودها اليمنيون وتيسرها الأمم المتحدة. وفي هذا السياق، شدد غروندبرغ على ضرورة أن تقدم الأطراف التسويات اللازمة لمعالجة الأولويات الفورية وطويلة الأجل ولتحقيق انتقال سياسي يلبي تطلعات اليمنيين واليمنيات، وفق البيان. ومن المرتقب أن يعقد مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الأربعاء، جلسته الشهرية لمناقشة الأوضاع في اليمن وسيقدم خلالها المبعوث الاممي إحاطته أمام أعضاء مجلس الأمن عن نتائج تحركاته الأخيرة. وتشهد اليمن حراكا دولياً وإقليمياً واسعاً بهدف التوصل لاتفاق هدنة جديدة كمقدمة لسلام دائم يُنهي الصراع في البلاد الممتد منذ تسع سنوات. والعام الماضي، شهدت اليمن هدنة من ستة أشهر بدأت في الثاني من أبريل 2022م وانتهت في 2 أكتوبر، بعد وضع مليشيا الحوثي العراقيل أمام تجديدها وفقا للأمم المتحدة.