كشفت جماعة الحوثي الانقلابية، رسميا، عن نتائج "مصيرية" لمشاورات وفد البلاط السلطاني العُماني معها خلال زيارته السادسة على التوالي للعاصمة صنعاء، منذ بدء الوساطة العمانية بين الجماعة والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية.
وأفادت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة لسلطات جماعة الحوثي، بأن رئيس الوفد التفاوضي للجماعة وناطقها الرسمي، محمد عبدالسلام، قبل مغادرته مع الوفد العماني مساء اليوم الى مسقط "قدم إحاطة مفصلة عن المفاوضات خلال المرحلة الماضية وآخر المستجدات".
موضحة أن القيادي عبدالسلام احاط مهدي المشاط وصادق امين ابو راس، رئيس ونائب ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي جناح الرئيس الاسبق علي عفاش، ورئيس حكومة الانقلاب وقيادات عسكرية وامنية، بنتائج المشاورات.
وذكرت أنه "تم الاتفاق على وضع الخطوات الأساسية لأي مفاوضات قادمة بما يضمن كافة حقوق الشعب اليمني، وتنفيذ مطالبهِ كأولوية إنسانية ومحقة، والمتمثلة بصرف مرتبات كافة موظفي الدولة وفتح مطار صنعاء وإزالة كافة القيود على موانئ الحديدة، ورفع الحصار وإنهاء العدوان (الحرب)".
منوهة بأن القيادي البارز في جماعة الحوثي الانقلابية، مهدي المشاط خلال اللقاء المنعقد صباح اليوم "زود الوفد المفاوض بالتوجيهات والتعليمات المطلوبة لتحقيق مطالب أبناء الشعب اليمني بما يضمن إنجاح العملية التفاوضية وتحقيق السلام العادل والشامل". حسب تعبيرها.
ولفتت إلى أن المشاط "أكد خلال لقائه بوفد الوساطة العماني، أن الوقت ليس مفتوحا أمام العدو للتهرب من الاستحقاقات الإنسانية العادلة للشعب اليمني، محذراً بأن استمرار العدو في المراوغة سيعود عليه بنتائج لا يرغبها". في تأكيد لتحذيرات اطلقها مؤخرا زعيم الجماعة للتحالف.
من جانبه، أكد هذا، عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي ووفدها المفاوض المقيم بالعاصمة العمانية مسقط، عبدالملك العجري في تصريح مقتضب ووحيد حتى الان عن وفد الجماعة، بشأن نتائج مشاورات الوفد العماني مع قيادة الجماعة في صنعاء خلال اربعة ايام.
وقال العجري في تصريحه المنشور على حسابه بمنصة التدوين المصغر إكس (تويتر سابقا): "وصلنا بحمد الله إلى العاصمة العمانية مسقط بعد إنهاء زيارة تشاورية إلى صنعاء الهدف منها التشاور مع القيادة حول الخطوات القادمة و الترتيب لجولة مفاوضات قادمة".
مضيفا في كشف طبيعة جولة المفاوضات القادمة وأنها تتجاوز المشاورات الى توقيع اتفاق، بقوله: "نسعى أن تكون حاسمة في وضع حد لمعاناة الشعب اليمني سيما لجهة الاستحقاقات الإنسانية لأن استمرارها هو إستمرار للحرب بشكل آخر اكثر فتكا وأشد وطئا". حسب تعبيره.
وطرأت السبت، تطورات مثيرة في سير المشاورات بين قيادة جماعة الحوثي الانقلابية ووفد الوساطة العُمانية بين الجماعة والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها؛ أرجأت مغادرة الوفد العماني التي كانت مقررة السبت، إلى الاحد.
يأتي هذا عقب استئناف مشاورات مسقط والوساطة العُمانية بين جماعة الحوثي الانقلابية والتحالف بقيادة السعودية والمجلس الرئاسي والحكومة اليمنية، إثر تصعيد الاخيرة خطابها السياسي والعسكري واعلانها "منح الوساطة الوقت الكافي" والتلويح بـ "استئناف الحرب لرفع الحصار وصرف الرواتب".
وكشفت مصادر سياسية متطابقة، السبت، عن توصل وفد البلاط السلطاني العُماني الذي بدأ الخميس زيارة للعاصمة صنعاء هي السادسة على التوالي، إلى اتفاق مع قيادة جماعة الحوثي، سيحمله إلى الجانب السعودي تمهيدا لاعلان اتفاق تمديد الهدنة وتوسيع بنودها لتشمل بنود الملف الانساني والاقتصادي.
تتزامن زيارة الوفد العماني لصنعاء، مع تحركات دبلوماسية اقليمية ودولية ولقاءات مكثفة لكل من المبعوث الاممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ والمبعوث الامريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، للدفع بإتجاه التوصل إلى إتفاق ينهي الحرب في اليمن ويطلق عملية سياسية شاملة.
كما جاءت الزيارة عقب أقل من 24 ساعة على عقد مجلس الأمن الدولي، جلسة بشأن اليمن، قدم خلالها المبعوث الأممي غروندبيرغ إحاطته بشأن جهود استئناف السلام ولقاءاته مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسعودية وابوظبي وروسيا، محذرا من انهيار وقف اطلاق النار.
وأطلق مندوبو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، الاربعاء، دعوات لجميع اطراف الحرب في اليمن إلى إنجاز اتفاق شامل، ينهي الحرب ويطلق عملية سياسية شاملة لاحلال السلام ومعالجة التداعيات الكارثية للحرب، على مختلف المستويات وتخفيف الازمة الانسانية.
من جانبه، كشف المبعوث الامريكي الى اليمن، تيموثي ليندركينغ، عن قرار لانهاء الحرب في اليمن واطلاق عملية سلام شاملة، بالتزامن مع عقده مساء الخميس، ثالث لقاءاته مع مسؤولي وزارة الخارجية العُمانية، عقب لقائه في الرياض مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الثلاثاء.
تزامنت لقاءات المبعوث الامريكي الخاص إلى اليمن في العاصمة العمانية مسقط، الخميس، مع اتصال هاتفي اجراه وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان "بحثا فيه ملف اليمن والسودان والتزما بمضاعفة الجهود لتأمين سلام دائم في اليمن".
وحملت بواكير صباح الخميس، انباء سارة لجميع اليمنيين بلا استثناء، تبشرهم بإحراز مشاورات مسقط "تقدما كبيرا" بشأن الملفات العالقة وفي مقدمها استئناف صرف رواتب جميع الموظفين واستئناف تصدير النفط والغاز، وفتح المطارات والموانئ والطرق ومنافذ المدن واطلاق سراح الاسرى.
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين من ايرادات النفط والغاز، وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.