تواجه مليشيا الحوثي واقعا متغيرا لم تضعه في الحسبان، فمطالبات الموظفين بصرف الرواتب بدأت ترتفع، حيث تحرم المليشيا الموظفين من مرتباتهم منذ 7 سنوات.
اسطوانة مشروخة:
يعمل الحوثيون على وضع الموظفين امام خيار واحد؛ وهو أن رواتبهم لن تسلم إلا من خلال الثروات النفطية ،وان الحكومة الشرعية والتحالف المساند لها تسبب بقطع مرتباتهم غير ذلك لن يحصلوا على مرتباتهم . القيادات الحوثية بدأت منزعجة من زيادة المطالبات لها ،بتسليم المرتبات وحاولوا اعادة نفس واقع المبررات أنهم ليسوا السبب في قطاع مرتبات مايقارب من 800 ألف موظف، في مناطق سيطرتهم تمر عليهم سنوات دون أن يحصلوا على مرتباتهم وعذه المبررات اصبحت حاليا مجرد اسطوانة مشروخة . وتظرك القيادات الحوثية ان خيار القبضة الحديدية لم بعد مجديا، وان محاولة ابعاد نفسها من الاتهام بقطع المرتبات بات لا ينطلي على أحد، إذ تحاول تبرير كل ما تقوم به لفرض واقع جديد مارسته طوال السنوات السابقة ،وهي تدعي أنها لا تملك الاموال الكافية لتسليم المرتبات، وتقديم الخدمات ،ورص الشوارع المتأكلة . التصاعد الكبير في مطالبات الموظفين اقلق الحوثيين، فالقلق الذي تشعر بها المليشيات هو أن الناس يقفون أمامها، ويدركون اكاذيبها ولذلك ليست قادرة بعد الآن، أن تصدر أزمات الرواتب إلى الحكومة والتحالف . يحصل الحوثيون على المليارات التي يستطيعون بها صرف المرتبات والمستحقات والفوارق ،لكن الحوثيين لايريدون غير الابقاء على إدارة المناطق التي تقع تحت سيطرتهم بسياسة الاستغلال والاستعباد والتجويع . لدى الحوثيون المليارات التي يستطيعون بها صرف المرتبات والمستحقات والفوارق، لكن الحوثيين لايريدون غير الابقاء على إدارة المناطق التي تقع تحت سيطرتهم بطريقة النهب والسطو.
سياسة التجويع:
يمارس الحوثيون سياسة التجويع مع أنهم يدعون أنهم يمثلون السلطة، لكن هذه السلطة تقوم مبادئها على اخضاع المواطنين وفرض أموال هائلة كبيرة على المحلات التجارية والمصانع، وهم يديرون الاتصالات ويتحكمون بميناء الحديدة ويمارسون جمركة البضائع. ووضع اموال اضافية عليها عند دخولها إلى مناطق سيطرتهم، من المناطق اليمنية التي لا تخضع لهم . يصف وجدي أحمد ابراهيم وهو خبير اقتصادي الوضع في مناطق الحوثيين، أنه صار مقلق للحوثيين ويسبب لهم الخوف، فهم طالما كذبوا وتملكوا كل الاموال وقاموا بتكوين طبقة من الموظفين التابعين لهم، ليحصلوا على المرتبات لمجرد أن الموظفين ينفذون نهج المليشيات أتى بهم الحوثيون، وهم يمارسون نهج المليشيات ذاتها . ويقول وجدي لـ”يمن الغد”: الحوثيون يصرون على نهب كل شيئ، وتسليم المرتبات للفئات الأكثر قرب من مشروعهم ،ولذلك هم شكلوا موظفين جدد ،يعملون بناء على نهج المليشيات، أما الموظفين الحقيقيين الذين لديهم المؤهلات فهم يعملون من دون مرتب ،هذا نظام استعبادي يقوم على الفقر والاستعباد.
عرقلة صرف الرواتب :
يصر الحوثيون على أن عدم صرف المرتبات لم يكونوا سببا فيه ،لكن الكثير الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين يرفضون هذا الإدعاء ،ويؤكدون أن الحوثيين لديهم الاموال التي يستطيعون من خلالها صرف المرتبات كل شهر . يعد أحمد سيف حاشد عضو مجلس النواب والدكتور هاشم الكبسي، من أكثر من يقفون أمام ادعاءات الحوثيين ويرون أنها ادعاءات ضعيفة ،ويطالبون بتسليم المرتبات ويرفض الدكتور هاشم الكبسي ما يدعيه الحوثيين من ضعف مواردهم، فهو يتحدث عن مرتبات ومخصصات تحصل عليها القيادات الحوثية . فهمي عبد الواسع وهو خبير اقتصادي يرى أن المليشيات لديها خيار واحد ،هو ابقاء باب المرتبات مقفولا إلى مالا نهاية ،ومع أن المليشيات لديها موارد هائلة تذهب كمخصصات للقيادات الحوثية ،فإن المحاولات التي تمارس الآن هي الكذب الذي اتضح أن الحوثي اعتمدوا عليه طويلا ،لتنفيذ خيار الجوع. يقول فهمي عبد الواسع لـ”يمن الغد”: اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين صاروا يدركون أن وراء قطع المرتبات المليشيات الحوثية ،التي تحصل على المليارات وتأخذ هذه الاموال لصالح فساد القيادات الحوثية، واليمنيين يعرفون أن أكثر عدو لهم هم الحوثيين، الذين يفرضون الجوع والحصار عليهم “ ويضيف أن الناس لم تعد قادرة علي الصمت، والموظفين في مناطق سيطرة المليشيات لن يطول صبرهم ،ومع الاضراب الذين يقوم به المدرسين فهذا سيكون البداية، لرفض الموظفين للسياسات الحوثية . ويرى فهمي أن هناك رفض لكل خيارات الحوثيين الحالية من اليمنيين ، فبينما يحصل الموظفين الحوثيين على مرتباتهم ،تمنع المليشيات الرواتب على المدرسين والإكاديميين،ويفرض عليهم العمل بدون راتب .