تشتعل العاصمة المؤقتة عدن، في هذه الاثناء، باحتجاجات شعبية واسعة وغاضبة، احرقت اطارات السيارات التالفة في مختلف الشوارع متسببة في قطعها، احتجاجا على انقطاع الكهرباء 20 ساعة في اليوم، وتدهور الاوضاع وتردي الخدمات وانهيار العملة وغلاء المعيشة، جراء ما سموه "الفساد وسياسة التجويع والافقار والتعذيب".
وتصاعد السخط الشعبي في العاصمة عدن ومحافظات ابين ولحج والمهرة، جراء تدهور الخدمات العامة وفي مقدمها الكهرباء في ظل ارتفاع الحرارة وقيض الصيف اللاهب هذا العام، وتسببه في المئات من حالات الاغماء والطفح الجلدي وبخاصة بين اوساط الاطفال، وعشرات الوفيات من كبار السن، حسب تأكيد عدد من المستشفيات.
يأتي هذا بعدما كانت المؤسسة العامة للكهرباء اعلنت السبت خروج 80% من منظومة الكهرباء جراء "تجاهل الحكومة مناشدات المؤسسة توفير وقود تشغيل محطات توليد الكهرباء، وانحصار التوليد على محطة المسيلة التي تنتج 90 ميغاوات فقط من اصل الحاجة الاستهلاكية للعاصمة المؤقتة عدن والبالغة قرابة 500 ميغاوات".
وتشهد عدن ومدن جنوب البلاد، منذ الشهر الفائت، احتجاجات شعبية متصاعدة، تطالب لأول مرة علنا، برحيل "المجلس الانتقالي" والتحالف، بعدما تسبب استمرار تدهور قيمة العملة الوطنية الى 1400 ريالا مقابل الدولار، في ارتفاع اسعار السلع الغذائية ومواد التموين والمشتقات النفطية بنسبة 35%، تضاف إلى ارتفاعها الفاحش والمتجاوز 400% منذ بدء الحرب.
في السياق، تتوالى فضائح فساد مالي بمئات المليارات كاشفة عن قائمة لصوص العملة واللقمة والخدمة، من مختلف اطراف السلطة، لترفع سقف المطالب من اقالة الحكومة ورئيسها، إلى #طرد_منظومة_الفساد كاملة. بما فيها قيادات "المجلس الانتقالي" ومليشياته والتشكيلات المسلحة الموالية للامارات، في عدن وجنوبي البلاد.
وتسبب انقلاب "المجلس الانتقالي" في اغسطس 2019م، واستمرار تمرده على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة، واستحواذه على قدر كبير من الايرادات العامة للدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات العامة والمشتقات النفطية.
يشار إلى أن الامارات تبنت إنشاء "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.