أجبر استنفار غير مسبوق لمشايخ وقبائل تهامة وقيادات الوية مقاومتها، طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، على الاعتذار وطلب العفو علنا عن محاولة اغتيال قائد عسكري تهامي اخر، مع أفراد أسرته، ليل الجمعة، في المخا.
أكد الحراك التهامي السلمي رسميا، على حائطه بموقع "فيس بوك" بإعلانه تقديم قيادة المقاومة الوطنية (قوات طارق عفاش) اعتذارٍ رسمي لقبائل تهامة والمقاومة التهامية عما تعرض له اركان حرب اللواء الرابع مقاومة تهامية مساء الجمعة. في اشارة لمحاولة اغتياله بوابل من الرصاص.
وجاء بصفحة "صحفي الحراك التهامي السلمي" على "فيس بوك": إن "وفدا من المقاومة الوطنية يتقدمهم قائد القطاع الأمني العقيد / مجاهد حزورة يصلون إلى #مدينة_الخوخة معتذرين ومحكّمين لقيادة المقاومة التهامية عما بدر منهم من تصرّف أرعن مع القائد التهامي العقيد / #أحمد_بن_غانم ".
من جانبها، أعلنت وسائل اعلام، تابعة لطارق عفاش، أن "قيادة قطاع أمن الساحل الغربي قدمت اعتذارا رسميا للعقيد أحمد غانم أركان حرب اللواء الرابع مقاومة تهامية عما تعرض له في أحد النقاط الأمنية في مدينة المخا". في اشارة لمحاولة اغتياله وأسرته بوابل من الرصاص بنقطة امنية بالمخا.
موضحة أن الاعتذار "جاء أثناء استقبال قادة وافراد المقاومة التهامية والشخصيات الاعتبارية يتقدمهم محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر، لقائد القطاع الأمني العقيد مجاهد حزورة وممثلين عن المقاومة الوطنية ومكتبها السياسي (قوات ومكتب طارق عفاش) في مدينة الخوخة يوم أمس الاحد".
وقالت: "قدم قائد امن الساحل العقيد مجاهد حزورة في اللقاء اعتذارا رسميا لقادة الألوية التهامية والوجاهات والمشايخ وللقائد احمد غانم، لما تعرض له من تصرف همجي لا اخلاقي في احدى النقاط الأمنية التابعة لأمن الساحل في مدينة المخا، أثناء مروره وأسرته مساء الجمعة في طريقه إلى عدن".
مضيفة: "هذا وقد تم قبول الاعتذار من قبل المعتدى عليه العقيد احمد غانم وقادة الألوية التهامية بعد ضبط الجناة واحالتهم للشئون القانونية مع الالتزام بعدم تكرار تلك التصرفات اللامسئوله والاستفزازية ضد اي مواطن أو مقاوم من ابناء تهامة". حسب تعبيرها.
وانفرد الناشط في الحراك التهامي السلمي، عبدالله الاعجم أبوأسيد، بنشر مقطع فيديو يوثق "لحظة تحكيم قيادة المقاومة الوطنية عما حصل منهم" من محاولة اغتيال القائد التهامي العقيد احمد غانم وأسرته "وكيف كان عفو المقاومة التهامية وحسن إستقبالهم وترحيبهم".
والجمعة، نجا قائد عسكري بارز في الساحل الغربي بأعجوبة من محاولة اغتيال، استهدفته بكمين غادر اثناء توجهه مع افراد عائلته الى العاصمة المؤقتة عدن، وسط اتهامات مباشرة من مصادر عسكرية وأمنية متطابقة، لطارق عفاش وشقيقه عمار بالوقوف وراء محاولة اغتياله.
من جانبها، أعلنت قيادات الوية المقاومة التهامية، نفيرها وتداعات لاجتماع غير مسبوق للوقوف على محاولة اغتيال اركان حرب اللواء الرابع مقاومة تهامية احمد غانم في نقطة بمدينة المخا، وتدارس الموقف المناسب للرد على هذا الاعتداء الاجرامي الغادر، حسب منصة "كلنا تهامة".
وتزامنت ردود الفعل التهامية غير المسبوقة، عسكريا وقبليا، مع بدء المملكة العربية السعودية، في دعم انشاء مجلس وطني لتهامة، يتولى تمثيلها سياسيا والقيام على شؤونها اداريا وماليا وامنيا، ضمن توجه المملكة لتعميم تجربة "مجلس حضرموت الوطني" بوجه اطماع الامارات بسط نفوذها على المناطق المحررة.
جاءت محاولة اغتيال العقيد غانم، عقب اقل من شهرين على اغتيال القائد البارز بالمقاومة الشعبية في المخا، الشيخ علي الحيسي، وامتدادا لاغتيالات مماثلة استهدفت العشرات من قيادات المقاومة التهامية والعمالقة الجنوبية والشخصيات القبلية والمجتمعية، في مديريات الساحل الغربي، ضمن مساعي اخضاعه لطارق وقواته.
وفي يونيو الماضي، نجا العميد محمد عبده سالم الصبيحي المكنى "أبو ذياب"، قائد لواء الدعم والاسناد بقوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" عقب اقالته، من محاولة اغتيال هي الثانية في المخا، خلال اقل من عامين، نفذتها وحدات عسكرية تابعة لقوات طارق عفاش، إثر نشوب خلافات بشأن الانتشار في لحج.
وشهد الساحل الغربي منذ وصول طارق عفاش اليه مطلع 2018م عقب انشقاقه عن جماعة الحوثي وفراره من صنعاء، عمليات اغتيال استهدفت قيادات الوية "المقاومة التهامية" و"العمالقة الجنوبية"، ضمن سعي طارق عفاش إلى تفكيك هذه الالوية وضمها بالقوة إلى قواته، ليغدو الحاكم العسكري للساحل، المفوض من الامارات.
في المقابل، يوجه عسكريون وأمنيون في المخا والخوخة، اصابع الاتهام إلى عمار عفاش، وكيل جهاز الامني القومي سابقا، ومسؤول شعبة المخابرات بقوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش، في الساحل الغربي بتمويل اماراتي؛ بالتخطيط والاشراف على الاغتيالات المتلاحقة بمديريات الساحل.
يشار إلى أن منظمات حقوقية دولية ومحلية، وتقارير فريق خبراء لجنة العقوبات الخاصة باليمن في مجلس الامن الدولي؛ تتهم عمار صالح عفاش، بالتورط في التخطيط والاشراف على اغتيالات ومحاولة اغتيال قيادات عسكرية وامنية وسياسية وقبلية في تعز ومارب والجوف وعدن والمحافظات المحررة جنوبي البلاد.