في الصراعات عادة تتم عملية : إضعاف العدو إقتصادياً ، حرمانه من الخيارات المتعددة ، إجباره على الإنكشاف أمام قواعده ،من خلال تسفيه مطالبه ،وعدم تحقيق أياً منها، إلا في صراع اليمن حيث : تعزز السعودية من قوة الحوثي بمنحه المبادأة يطلب من موقع القوة فيُستجاب ، ترفع سقف مصداقيته بين حواضنه ، تظهره بالصادق الأمين إن قال صدق ، وإن وعد أوفى ،وهو ما يتسق مع هرطقاته المذهبية الدينية : مطار صنعاء طرح تعدد وجهات السفر ،وشرعنة جوازه الإنقلابي وحقق ذلك ، الحديدة تدفق غير مشروط لكل الشيء وأنجز ذلك ، الرواتب من خارج مصادر جباياته، بالخلاف مع أحد بنود إتفاق ستوكهولم ، وكان له أكثر من ذلك، الغاز النفط المنافذ البرية البنك المركزي العملة ، وغير ذلك الكثير مما وضعها في مطوية مطالبه، حقق فيها إستجابة غير منقوصة، ما رفعه في نظر أتباعه إلى مصاف الموحى له من الإله. لماذا لا تتم عملية إضعاف الحوثي ،لإجباره على الإنخراط في مسار التسوية؟ ببساطة لأنه في تراتبية الخصومة وإعادة توصيفها ،لم يعد خصماً لرأس التحالف ، ليس عدواً بل شريك له كامل حقوق الشراكة وحليف مرتقب. إذن من هو العدو؟ يكفي أن نقول أن رقعة الصراع على موعد مع لعبة تغيير التحالفات، وإعادة التموضع وتغيير زاوية النظر فمن يهدد مصالح وأمن الجوار هو الحليف، وليس من وقف دفاعاً عنها في أحلك الظروف ، الحليف القادم هو من يمتلك اللاءات في وجه المملكة ، لا من لا يجيد سوى نعم . حقاً وفق تشرشل في السياسة لا عداوات مطلقة ولا صداقات مطلقة ، هناك لغة مصالح، والحوثي يتقن قراءة هذه اللغة واللعب على مثل هكذا مخاوف . بجملة واحدة: في هذه النقلات المتسارعة ،على الإنتقالي أن يستعد للأسوأ.
كتبه/ خالد سلمان