برأ عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد ألوية العمالقة الجنوبية عبدالرحمن المحرمي في حوار أجرته صحيفة عكاظ السعودية الجمعة 24 أغسطس/آب، برأ المجلس الانتقالي عن عرقلة عودة الحكومة، موجها انتقادات لسياسات الحكومة النقدية.
وتحدث في حوار نشرته صحيفة “عكاظ” السعودية الجمعة 24 أغسطس/آب عن جاهزية واستعداد مجلس القيادة الرئاسي لخوض معركة حاسمة مع الحوثيين في حال استمر “تعنتها”، مشيدا بالجهود السعودية في اليمن منذ العام 2011.
كما تحدث المحرمي في الحوار الأول له منذ تعيينه عضوا في مجلس القيادة الرئاسي عن علاقة وطيدة بين جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا والجماعات الارهابية في اليمن وعلى رأسها تنظيم القاعدة، كاشفا عن قيام الحوثيين بتزويد تنظيم القاعدة في أبين بطائرات مسيرة وتدريبهم عليها.
وقال إن “العناصر الارهابية بمحافظة أبين توجد في المناطق المحاذية لمحافظة البيضاء التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث يتم هناك يتم إيواء وتدريب عناصر تنظيم القاعدة.
وذكر أن الحوثيون يستخدمون عناصر القاعدة لزعزعة الأمن في المناطق الجنوبية منها عدن وأبين وشبوة، حيث سلمت “تنظيم القاعدة الإرهابي الطيران المسير ودربتهم على إطلاقه”.
واتهم “المحرمي” الحوثيين باستخدام الأسرى كورقة “ابتزاز سياسي بكل وضوح في أبشع صورة لانتهاك حقوق الإنسان”. كما اتهمهم باستخدام ملف الاقتصاد وعملية تجويع الشعب في مناطق سيطرتها، وعملت على جمع كل الموارد المالية لاستخدامها للمجهود الحربي وتحسين مستوى حياة قيادة الصف الأولى للجماعة، تاركةً المواطن للموت والمعاناة وفي المناطق المحررة.
وتابع: رغم الهدنة إلا أن الحوثيين أكملوا اعتداءاتهم على الاقتصاد، واستخدموا الطيران المسيّر لقصف المنشآت النفطية في ميناء النشيمة في شبوة وميناء الضبة في حضرموت؛ مما منع عملية التصدير لتحرم الشعب من أهم العائدات المالية التي كانت بالكاد تغطي الرواتب وبعض الخدمات الضرورية.
الخيار العسكري
وفي سياق جهود السلام، حذر قائد قوات العمالقة “الحوثيين” من استمرارهم في تهديد تصدير المشتقات النفطية، وقال إن ذلك سيخلق عقبات أمام السلام ومزيد من الصراع والفوضى.. مطالبا المجتمع الدولي للعب دور أكثر تأثيراً وفعالية للضغط على الحوثيين لإيقاف هذه التهديدات.
وأكد المحرمي أن مجلس القيادة الرئاسي مستعد للخيار العسكري والحسم.. كاشفا النقاب عن أن تدخلا أمميا أوقف تحرير مدينة الحديدة في العام 2018 بعد أن كان ميناؤها على مرمى حجر من مواقعهم “لولا تدخل الأمم المتحدة وموافقة الشرعية على توقيف العمليات العسكرية والانسحاب”.
وأكد دعم مجلس القيادة الرئاسي لجهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام، مطالبا الحوثيين أن “يكونوا جزءاً من الشعب بعيداً عن التعنت الذي لا يجيدون سواه غير آبهين بحياة الناس ومتخلين عن أي مسؤولية تجاه الشعب؛ الذي يعاني بسبب مغامراتهم وانقلابهم وإصرارهم على أحقيتهم دون غيرهم في الحكم والتملُّك والسيادة”. كما قال.
وقال إن عوامل فشل عودة الهدنة تعود من جديد “في الحوثية التي لا تجد نفسها إلا في الحروب والصراعات، وحسب التجارب، فإن لا أزمة ولا صراع استمر دون العودة إلى طاولة التفاوض والحوار والقبول بالآخر والإيمان بالشراكة الحقيقية والفاعلة دون تبعية أي طرف لآخر أو أحقية جماعة وتميزهم”.
وأردف “لا بدَّ من الجلوس بين الأطراف بمسؤولية وحرص لوضع مسار لإنهاء الحرب والانتقال بالبلد من الحروب إلى السلام والتنمية، ولنا في العديد من التجارب عبرة وعظة”.
وطالب المحرمي المجتمع الدولي والأمم المتحدة بممارسة ضغوط حقيقية وفاعلة على الحوثيين ليس فقط للدخول في هدنة، بل للدخول في مفاوضات الحل الشامل.
وأكد المحرمي أنه إدراك بأن جماعة الحوثي “غير جادة في البحث عن خيارات السلام، مع أننا في الشرعية نعلن، دائماً، أننا جاهزون للسلام لأننا نود إنقاذ حياة المواطن وتحسين مستوى الخدمات الضرورية التي أصبحت للأسف شبه معدومة”.
وأكد “المحرمي” أن محطة كهرباء “الرئيس هادي” التي أشرف عليها فريق المشاريع الخدمية التابع له في عدن ستدخل إلى الخدمة قريباً بقدرتها الكاملة 260 ميجا، في حين يجري الاشراف على محطة الطاقة الشمسية التي يجري تركيبها في عدن ومشاريع أخرى.
وأشاد اللواء المحرمي بالقدرات السياسية لولي العهد السعودي الأمير محمد سلمان وقال إنه لمس في حديثه لدى لقائهم به عقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي “قدرة سياسية متفرِّدة بالموازنة بين دور المملكة الدائم كحليف موثوق ودورها الراهن كوسيط أمين للوصول إلى سلام مع الحوثيين”.
وأثنى “المحرمي” على الجهود السعودية في اليمن منذ العام 2011 وحتى اليوم، وبدور وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان وسفير السعودية في اليمن محمد آل جابر، معتبرا زيارة السفير آل جابر إلى صنعاء شجاعة إنسانية وسياسية تُحسب له والقيادة السعودية.
قوات العمالقة الجنوبية
وفي حين أكد المحرمي أن سبب إضافة كلمة “الجنوبية” إلى قوات العمالقة سببه أن جميع منتسبيها من المحافظات الجنوبية، قال: أن تكون قوات العمالقة جنوبية لا يعني أنها معادية لإخواننا في الشمال، بل على العكس قوات العمالقة قاتلت بكل شرف وبسالة وحررت عدداً من مديريات المحافظات الشمالية في الحديدة وتعز ومأرب واستشهد العديد من رجالنا هناك.
وتابع: “نحن الآن نواجه الخطر والتعنُّت الحوثي كجسد واحد في الجنوب والشمال، وكل هذا نقدمه اشتياقاً لمستقبل أفضل ينعم فيه الجميع بالحرية والعدالة تحت قوة القانون”.
وردا على سؤال حول ارتباط قوات العمالقة بوزارة الدفاع أجاب المحرمي بـ “نعم” هناك تنسيق عملياتي بيننا وبين وزارة الدفاع. دون مزيد من التفاصيل.
ونوه إلى أن قبوله بمنصب عضو مجلس القيادة دافعه المسؤولية الوطنية والأخلاقية بأمل أن يكون “عاملاً إيجابياً في تخفيف المعاناة عن المواطن وتحسين معيشته وترسيخ القانون وإتاحة الفرصة لكل مستحق أن ينال حقوقه ورفع المظالم”.
وتحدث المحرمي عن بعض الجهود والاصلاحات التي تحققت منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، إلا أنه أعرب عن شعور بالألم “عندما تتصادم طموحاتهم بعراقيل روتينية أنتجتها سياسة المحاصصة في الوظائف والتعيينات وتعرقل سرعة المرور إلى تحقيق وتحسين معيشة المواطن”.
كما تحدث المحرمي عن خلل في الأداء الحكومي في التعامل مع السياسات النقدية والعجز عن تثبيت سعر الريال اليمني، معربا عن تقديره للدعم الذي قدمته وتقدمه السعودية والإمارات ووقوفهما مع الشعب اليمني.
المجلس الانتقالي الجنوبي
ودافع المحرمي عن المجلس الانتقالي الجنوبي ونفى تكون قيادات الانتقالي هي من تقف حجر عثرة أمام عودة كامل كوادر الحكومة للداخل، وقال إن كل قيادات الانتقالي عامل مساعد لعودة المؤسسات الحكومية وكل موظفيها ولم تحدث إطلاقاً عملية منع أي شخصية من العودة من الخارج.
واستدرك : “لكن هناك بعض الإشكالات في عدم جدية بعض الوزراء في أداء مهماتهم بالشكل الصحيح في المناطق المحررة، وهنا أؤكد، مجدداً، بأن عدن آمنة ومستقرة ولا يوجد ما يعكر صفو وجود القيادات الحكومية”.
وحول القضية الجنوبية قال المحرمي إن ذلك الأمر يحددها الشعب “ولا نريد أن نرتكب أخطاء من سبقونا الذين غامروا بمصير الشعب وتحمل المواطن عواقب الأخطاء الماضية”.
وتابع: “بالنسبة للجنوب هناك إطار خاص لحل قضية الجنوب في حوار الحل النهائي في اليمن وتم الاتفاق على ذلك في مشاورات الرياض”.