تعيش جماعة عبدالملك الحوثي التابعة لإيران، مرحلة خطيرة على المستوى الداخلي تهدد بزوالها خصوصا مع تنامي الغضب الشعبي ضد ممارساتها العنصرية ونهبها لمرتبات الموظفين وحقوق المواطنين وإيرادات الدولة للعام التاسع على التوالي.
وباتت الجماعة أمام أمر حتمي للتلخص من مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للانقلاب، والدفع بشخصية أخرى، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، أو على الأقل وقفه عن التنامي والوصول إلى مرحلة الثورة الشعبية والمسلحة وإعادة أمجاد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.
الثعلب البديل
وفي هذا الصدد، يتساءل الصحفي اليمني، عدنان الجبرني، عن الشخصية البديلة لمهدي المشاط ويقول: "هل يلجأ عبدالملك لإعادة يوسف الفيشي "الثعلب" إلى الواجهة لمحاولة امتصاص الإحتقان الداخلي والشعبي؟".
ويرى الجبرني، "أن بقاء المشّاط ليس سوى أسرع الطرق لإضعاف الجماعة! ومعظم شخصياتها أصبحت محروقة حتى داخلياً، بسبب الفساد وصراعات نفوذ وهو ما يصعّب محاولة الحوثي للإلتفاف على غضب الناس وسخطهم".
سبب التسمية
ويضيف الصحفي الجبرني، في منشور رصده "المشهد اليمني" أن "الفيشي، أحد أقرب المساعدين للحوثي، ويجيد ادّعاء المرونة رغم أنه من أشد المتطرفين، ويدفع به في القضايا الحساسة، وما إن يتجاوز، حتى يعيده إلى صعدة".
ويشير غلى أن ذلك حدث "في تشكيل اللجنة الثورية 2014 والمجلس السياسي، وهو عراب الاتفاق مع "صالح"، (الرئيس الراحل، قبل أن يغتاله الحوثيون في ديسمبر 2017)، ثم عندما كان يتصل به الأخير يقول: قد سحبوا الملف مني".
ويتوقع الجبرني، أن يتم الدفع بالفيشي "مؤقتاً كالعادة" كأحد الخيارات المرجحة، أو الدفع بشخصية "عسكرية" تحظى بقبول، وتفكيك المؤتمر بسلخ "جناح وطني" (مؤتمريو الحوثي مثل حازب والزنم والقيسي..) وأخيراً الرضوخ جزئيا بشأن صرف المرتبات".
ويقدّر الصحفي اليمني، أن جماعة عبدالملك الحوثي التابعة لإيران، بدأت مرحلة الأفول والتداعي وستستمر، مؤكدًا أن ما تعيشه في المرحلة الراهنة "ليست مجرد أزمة عابرة".
الناكث المتوحش
ويُعد يوسف الفيشي أحد أخطر قيادات الانقلاب ومهندس الصفقات الحوثية مع الخصوم وناكث الوعود والعهود والاتفاقات التي يبرمها مع الآخرين لتمكين مليشياته من الانتقال من مربع إلى آخر.
وتلقى الفيشي تدريبات عسكرية في طهران وجنوب لبنان على أيدي الحرس الثوري وحزب الله حيث غادر عام 2003 وعاد بعد ذلك يحمل تكتيك الجانب الإيراني في الحوارات وتجاوز قيود الاتفاقات والتوحش في الوصول للغاية مهما كان جرم الوسيلة.
قدّم الفيشي نفسه كشخصية معتدلة سياسيا ومحاور قبلي يقدمه زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي لإنجاز الصفقات مع القوى السياسية والقبائل ، والتي كانت إحداها الانقلاب على حزب المؤتمر الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وتصفية الأخير.
الجدير بالذكر، أن الفيشي، المكنى "أبو مالك" هو من أشد المتطرفين في الجماعة السلالية، وسبق وأن قال في مقطع فيديو سابق وتصريح رصده "المشهد اليمني" قبل أشهر، "لا ديمقراطية ولا حزبية ولا جمهورية، فقط القائد المقدس والشعب التابع".