في الوقت الذي يعاني فيه اليمن من أزمة إنسانية طاحنة وحرب مستمرة، يبدو أن الأولويات قد انقلبت رأساً على عقب بدلاً من التركيز على حل الأزمة الإنسانية وتحقيق السلام في البلاد، صرنا اليوم بحاجة ماسة إلى تعيين مبعوث أممي لتسوية الخلافات الشخصية بين رموز وقيادات الأطراف المتحاربة في اليمن.
من الصعب تصور أن هناك أولوية للخلافات الشخصية بين المشاط وأبو رأس في صنعاء وبين العيسي والبركاني وعثمان مجلي مع معين عبدالملك في عدن في ظل هذه الأوقات العصيبة ، إن اليمن يعاني من نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، والتركيز على خلافات شخصية بين بعض الأفراد يبدو بلا معنى ومضيعة للوقت والجهود.
وماذا عن موقف الأمم المتحدة من هذه المهزلة على ما يبدوا أنها فقدت البوصلة تمامًا ؟ وهل هذا هو الأمر الذي يستحق أن يكون محور العمل الدولي وتعيين مبعوث أممي جديد؟ ربما يجب أن نبدأ في التفكير بطرق لإحلال السلام وتحقيق المصالحة بين الأطراف المتحاربة، بدلاً من الاستهزاء بالموقف وتحويله إلى مسرحية ساخرة.
يبدو أن العالم قد فقد قدرته على التفكير بجدية وتركيز الجهود في الأمور التي تستحق الاهتمام العالمي ، إن الأزمة اليمنية تحتاج إلى عمل جاد ومستمر لتحقيق السلام وإعادة الاستقرار، وهذا لن يتحقق من خلال التركيز على الخلافات الشخصية البسيطة والتوترات المحدودة.
في ظل هذه الأوضاع، ربما يجب أن نبتعد عن السخرية والنقد اللاذع ونبدأ في التفكير بجدية في كيفية المساهمة في حل الأزمة الإنسانية في اليمن، إن الشعب اليمني يعاني ويحتاج إلى المساعدة، ولا يمكن أن نغض الطرف عن هذه الحقيقة المريرة.
لذا، دعونا نضع أولوياتنا في المكان الصحيح ونترك الخلافات الشخصية والتوترات السطحية جانبًا. إن الحل الحقيقي للأزمة اليمنية يكمن في السلام والتعاون والتضامن الشعبي المحلي ، علينا أن نتحدفي مواجهة هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة والحرب المستمرة في اليمن، يبدو أن العالم قد فقد الأرضية تحت أقدامه وانتقل إلى عالم من السخرية والمجازفة بالحقائق، لا يمكننا أن نتجاهل خطورة الوضع وأن نتحول إلى مشاهدين لمسرحية هزلية بين شخصيات سياسية.
هل يعني ذلك أنني أستهين بأهمية حل الخلافات الشخصية؟ بالطبع لا ، ولكن في ظل الأوضاع الراهنة في اليمن، يبدو أن هناك أولويات أكثر إلحاحًا يجب أن نركز عليها، إن التركيز على الخلافات الشخصية الضيقة والتوترات المحدودة يجعلنا نفقد الرؤية العامة ونتجاهل المعاناة الجماعية التي يعاني منها الشعب اليمني.
إن تعيين مبعوث أممي جديد لحل هذه الخلافات الشخصية يبدو كخطوة مضحكة في الواقع، وكأننا نتجاهل بشكل كامل الأزمة الإنسانية الكارثية التي تعصف باليمن، إن الجهود الدولية يجب أن تكون موجهة نحو إيجاد حلول جذرية للأزمة، وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
لن يتم حل الأزمة اليمنية بتعيين مبعوث أممي لحل الخلافات الشخصية، بل يتطلب الأمر تعاوناً دولياً قوياً وجهوداً جادة لإنهاء الحرب وتحقيق المصالحة الوطنية، يجب علينا أن نتذكر أن هذه الأزمة تؤثر على حياة الملايين من الأشخاص وتهدد وجودهم، وبالتالي يجب أن نركز على ما هو أكثر أهمية وأولوية.
لذا، دعونا نتحرك بعيدًا عن السخرية والتهكم ونبدأ في التعامل مع الأمور الجادة والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في اليمن ، إن الشعب اليمني يستحق أفضل من أن يكون موضع سخرية ونكتة في عرض ساخر، فلنتحرك معًا نحو بناء حلول حقيقية وإعادة الأمل إلى اليمن.