اكد مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، إن الهدنة أعطت فرصة للدخول في مناقشات لم يكن بوسعه إجراءها من قبل.
وأضاف أن الهدنة أتاحت إمكانية تقديم حلول معينة وتنفيذها كإعادة فتح منافذ دخول إلى اليمن وهو ما كان في صالح معظم اليمنيين. لكن في نهاية المطاف، كانت الهدنة بمثابة فرصة، ووسيلة..
لكن غروندبرغ عاد ليؤكد أن الهدنة في حد ذاتها ليست كافية. "إنها ليست الهدف النهائي، بل هي وسيلة للوصول إلى الغاية ومدخل لتسوية النزاع. فالهدنة في حد ذاتها لن تحقق ما يحتاجه اليمن بكامله. إذا لم نبن على الهدنة فإن كل القضايا التي لا تزال بحاجة إلى تسوية للوصول إلى تسوية طويلة الأمد للنزاع ستبقى أيضًا هشة وعصية على الحل".
وأشار إلى أن الهدنة كانت نقطة تحول في النزاع. "أعطتنا الهدنة فرصة لتحقيق انفراجات في مختلف القضايا الخلافية التي تعذر إحراز التقدم بشأنها لفترة طويلة للغاية".
وقال المبعوث الأممي انه ومكتبه يعمل مع اليمنيين للدفع من أجل هدف واحد، وهو استئناف عملية سياسية يمكن أن تؤدي إلى تسوية مستدامة للنزاع.
وأكد أنه يواجه هو وجميع اليمنيين تحديا وهو "ضمان اتخاذ الخطوات اللازمة للانتقال من الوضع الحالي، من الهدنة، إلى خطوات حقيقية نحو تسوية سياسية وكذلك تنفيذ وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني. وهذا العمل مستمر في هذه المرحلة".
وأشار إلى أن قنوات الاتصال مع الأطراف اليمنية مفتوحة وبناءّة. و"المناقشات التي نجريها تركز على الحلول. وهذا يجعلني، هذا يعني أنني مازلت متفائلًا بأنه يمكن التوصل إلى تسوية".
ورغم ابداء غروندبرغ تفاؤله بالوصول إلى تسوية سياسية، وصف مستوى الثقة بين الأطراف بعد ثماني سنوات من الحرب لا يزال موردًا نادرًا في اليمن. وأضاف "لا يمكن أن نرى عودة الثقة للظهور بطريقة سحرية بعد النزاع الذي شهدناه. لذا، إحدى القضايا هنا هي أننا نعمل تدريجيًا على الاهتمام بهذا الأمر واستعادة قدر معين من الثقة بطريقة تدريجية وحريصة".
وقال "ما نحتاج إليه هو التزام واضح من جميع الأطراف بشأن الحاجة إلى الدخول في مفاوضات سياسية بشأن تسوية أطول أجلاً للنزاع. ولكي يحدث ذلك، أعتقد أن نتحاور أولاً مع الأطراف على الأساس الحالي وهو محاولة الحصول على التزام الأطراف بالعناصر الثلاثة التي نريد العمل معهم عليها: التأكد أن لدينا التزامًا بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد وتنفيذ وقف إطلاق النار هذا، والانخراط أيضًا في القضايا المتعلقة بالاقتصاد، والأهم من ذلك، التأكد من أن نشهد استئنافًا للعملية السياسية".
وعن الاتهامات التي توجه له بالانحياز للحوثيين، قال غروندبرغ إنه يواجه اتهامات أيضا بالانحياز للشرعية، وهو أمر طبيعي له كوسيط، لكنه أكد انه "من حيث المبدأ، فإن انحيازي الوحيد يظل لمبادئ ومعايير القانون الدولي، وكذلك للمطالب والتطلعات المشروعة للشعب اليمني".
وعن ملف حصار تعز، قال غروندبرغ انه أجرى محادثات في وقت سابق مع عدد من اليمنيين في محافظات أخرى، وليس فقط في تعز، حول الحاجة إلى فتح الطرق هناك أيضًا من أجل تسهيل حركة الناس.
واوضح " حقيقة أننا لم نتوصل إلى حل وتسوية في نهاية تلك المفاوضات، وأن تلك المفاوضات لم تحقق الانفراجة التي أردنا رؤيتها هو بطبيعة الحال أمر مخيب للآمال بالنسبة لي".