في زيارة مفاجئة وصل ولي العهد السعودي الامير “محمد بن سلمان” إلى العاصمة العمانية مسقط، التقى خلالها السلطان “هيثم بن طارق” في قصر البركة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء العُمانية.
وذكرت تقارير صحفية سعودية، أن الأمير “بن سلمان” سيجري مباحثات ثنائية تشمل التطورات الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية، وبحث تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وهذه هي الزيارة الثانية للأمير “محمد بن سلمان” إلى سلطنة عمان منذ ديسمبر/كانون الثاني 2021، حيث تقود سلطنة عمان التي تحظى بثقة جماعة الحوثي المدعومة من إيران، دورا “وسيطا” لتقريب وجهات النظر في إطار جهود إيقاف الحرب في اليمن.
ووفق محللين سياسيين تحدثوا لـ”يمن ديلي نيوز” فإن الملف اليمني واحد من أهم الملفات التي سيبحثها الأمير محمد بن سلمان في ظل التحركات العمانية والدولية والاقليمية المكثفة لإيقاف الحرب في اليمن.
يقول رئيس مركز البلاد للدراسات “حسين الصوفي”، إن المملكة العربية السعودية انتهجت في الآونة الاخيرة استراتيجية مختلفة في التعامل مع كل ملفاتها، وذلك بفتح كل الابواب وبكل المستويات، وهذي السياسة السعودية أربكت خصوم المملكة.
وأضاف في حديث لـ”يمن ديلي نيوز”: “فيما يخص الملف اليمني كانت مليشيا الحوثي تسعرض قوتها وتهدد بحرب، وتفاجأت بتوقيع الاتفاق السعودي الايراني، وانطفأت لغة التصعيد التي تخدم إيران”.
وأردف: “كذلك الحال مؤخرا ارتفع الضجيج الحوثي حول المرتبات المشروطة والتي كانت تحمل نبرة عنجهية، لأن الوسيط عماني إيراني، لتأتي الزيارة من رأس الهرم في السياسة السعودية إلى عمان ضمن سياسات السعودية الجديدة مع ملفات المنطقة”.
وتوقع “الصوفي” أن تربك زيارة الأمير محمد بن سلمان الوساطات والاشتراطات التي كان يحملها الوسطاء في الملف اليمني وعلى رأسهم المبعوث الأممي إلى اليمن هانس لندركنغ وغيرهم.
وقال إن “النهج الجديد للمملكة العربية السعودية تجاه ملفات المنطقة وعلى رأسها الملف اليمني أفقد الحوثيين الكثير من الفرص من بينها المبادرة السعودية التي طرحها السفير “آل جابر” على الحوثيين أثناء زيارته لصنعاء في إبريل/ نيسان الماضي، فضلا انكشاف الحوثيين أمام سكان المحافظات الخاضعة لسيطرتهم”.
وتتضمن المبادرة السعودية التي أعلنت عنها السعودية في 2021، وقفإطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة.
كما تتضمن المبادرة بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية أممية ووفقا للمرجعيات الثلاث (قرار مجلس الأمن 2216- المبادرة الخليجية- ومخرجات الحوار الوطني).
من جانبه توقع الدكتور “ذياب الدباء” المدير التنفيذي في مركز البحر الاحمر للدراسات أن تؤثر زيارة ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” لعمان إيجابيا على الملف اليمني.
وقال “الدباء“ إن أي تقارب سعودي عماني “سيكون له انعكاسات إيجابية على الملف اليمني، وإجمالا الزيارة تصب في صالح القضية اليمنية، خاصة مع الموقف العماني الغامض في الأزمة اليمنية منذ سنوات”.
وذكر في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” أن زيارة “بن سلمان” لسلطنة عمان تأتي في إطار ترتيب البيت الخليجي، وخلق حالة من الوئام الذي يهيء لتفاهمات وتعاون في القضايا الاستراتيجية، مردفا: “الموقف لا يخلوا من استقطاب وخلق تحالفات، خاصة مع تصاعد التنافس الخفي بين الإمارات والسعودية”.
والشهر الماضي عقد وفد عماني سلسلة من المشاورات مع قيادة الحوثيين في صنعاء استمرت أربعة أيام تناولت سبل حل أزمة اليمن، خصوصا الملفات الإنسانية العالقة، ومن بينها الرواتب واستئناف تصدير النفط.
وقبيل زيارة ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” إلى عمان أجرى وزير الدفاع السعودي، الامير “خالد بن سلمان” الإثنين 11 سبتمبر/أيلول، اتصالا هاتفيا برئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليمني رشاد العليمي.
وخلال الاتصال الهاتفي، أكد “بن سلمان” التزام المملكة بدعم مجلس القيادة، والحكومة الشرعية، وبذل كل الجهود من اجل خير ومصلحة الشعب اليمني، وتخفيف معاناته الانسانية، واستعادة مؤسساته، وامنه واستقراره.
كما أكد وزير الدفاع السعودي، حرص المملكة الدائم على دعم كافة الجهود للتوصل إلى حلٍّ سياسي شامل في اليمن، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية (سبأ).
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن وأمين عام مجلس التعاون الخليجي وبعثة الاتحاد الأوروبي إلى اليمن، والمبعوث الأمريكي قد أجروا سلسلة لقاءات مكثفة مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة تركزت حول بحث جهود السلام في اليمن.
وتكثفت تبادل الزيارات الرفيعة بين المملكة العربية السعودية وسلطنة مؤخرا منذ وصول “هيثم بن طارق” إلى سدة الحكم في عمان خلفا للسلطان الراحل “قابوس بن سعيد” في 11 يناير/كانون 2020.
ومثلت المملكة العربية السعودية أول محطة زيارة خارجية للسلطان “هيثم بن طارق” عقب توليه الحكم في عمان، حيث أجرى في 11 يوليو/تموز 2021 زيارة للمملكة العربية السعودية استغرقت يومين أعقبها بأشهر زيارة ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” لسلطنة عمان في 6 ديسمبر/كانون الأول 2021.