كشف خالد بن سلمان، هدف زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى سلطنة عمان وعلاقتها بالصفقة التي توصلت إليها السعودية وجماعة الحوثي لايقاف الحرب المتواصلة منذ 9 سنوات .
وقال السياسي والاعلامي الجنوبي البارز المقيم في لندن، خالد بن سلمان، في تغريدة على منصة "إكس": "بعيداً عن بروتوكولية التغطية الإعلامية بطابعها التقليدي لزيارة ولي عهد السعودية لسلطنة عمان يوم أمس الإثنين، فإن الزيارة في توقيتها تحمل الكثير من الإستثنائية ولاسيما بشأن الحل في اليمن".
مضيفاً: "الزيارة سبقتها عدة مؤشرات تعزز مثل هكذا إستنتاج، منها زيارة الوفد الامريكي برئاسة مبعوث بايدن (ليندر كينج) للرياض، وزيارة المبعوث الأممي للمملكة، وأخيراً إتصال وزير الدفاع السعودي المسؤول عن اليمن الأمير خالد بن سلمان الرجل الثاني، برئيس مجلس القيادة ووضعه في صورة جديد التطورات بشأن مسار التسوية من باب العلم بالشيء، وإنعقاد مجلس الأمن في جلسة إستماع خاصة باليمن".
وتابع: "هناك صفقة مضامينها لم تتضح بعد، وبربط كل الحلقات يمكن الإستنتاج أن تسوية ما مفصلية تم التوافق عليها تدفع الأمور من حال المراوحة القلقة إلى ديناميكية غير مسبوقة، تحلحل القضايا العالقة، وتجيب عن سؤال الخطوة التالية، وهي إجابة لا تبعث على التفاؤل لجهة الحل المتوازن، بإستبداله بإجراء صفقات ثنائية مغطاة إقليمياً وإمريكياً مع الحوثي، تمنحه كل التنازلات تحت بند مضلل اسمه القضايا الإنسانية، وهي رشى سياسية إقتصادية بإمتياز مقابل الإلتحاق بمسار الحل السياسي التفاوضي".
مردفاً: "هذه التسوية التي تعد فصولها خلف الأبواب السميكة المغلقة تختزل اللاعبين المحليين، بل وتلغيهم كلياً، وتحيل التفاوض لطرفين أصيلين وفق تفاهمات بكين ببنودها السرية مع إيران، هما الحوثي كسلطة امر واقع، والسعودية كطرف مزدوج شريك في الحرب ووسيط للحل في آن معاً".
مستطرداً: "في ما تحتفظ بالطرف اليمني الشرعي للحظات الأخيرة، كضرورة شكلية للتوقيع على صفقة التسوية بصيغتها النهائية، في إحتفالية أممية يتم من خلالها تسويق أكذوبة الحل اليمني اليمني، لصراع كل مافيه لا صلة له باليمن اسباباً ونتائج، حيث الأطراف أدوات لسياسة تُرسم في عواصم القرار وتصب نتائجها لصالح إعادة إقتسام نفوذ ورسم خرائط جديدة لليمن، دون إستثناء مصالح روسيا والصين".
معتبراً أنه "ستذهب ضحية شعارات سنوات تسع بعناوينها: مقاومة الإنقلاب، وإسقاط الحوثي وإستعادة صنعاء ووقف المد الإيراني، وسيكون على رأس ضحايا التسوية القضية الجنوبية بإلغاء طابعها السياسي، وإدراجها حد التذويب ضمن حزمة معالجات، تتشابه مع قضايا وتفاصيل صغيرة تغطي كل اليمن، ولا تأخذ صفة التميز أثناء المفاوضات، بصياغة إطار خاص لها ووفد مناصف بإسمها في معية الحكومة".
السياسي والاعلامي الجنوبي أكد أن "لزيارة بن سلمان ولقدوم الوفد الحوثي إلى الرياض بدعوة رسمية، وللتوافقات المتعددة الأطراف مابعدها".
مختتماً بالقول: "تسوية بمنتصر واحد وضحايا كُثر، مالم يتم قلب الطاولة في وجه الجميع: جنوباً بإكمال السيطرة على ماتبقى من جغرافيا وهي ذات صلة بمعقل المصالح الدولية حيث منطقة الثروات، وشمالاً بتصعيد مقاومة الحوثي ورسم خارطة تحالفات جديدة مافوق مناطقية، بتطمينات مسبقة بشأن حق تقرير مصير الجنوب، تحالفات تخلق قوة دفعها الداخلي وتفرض معطيات وقوى سياسية جديدة على الأرض".
يأتي هذا بعد أن سربت مصادر سياسية معلومات حصرية عن لقاء مرتقب لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بجماعة الحوثي في العاصمة العُمانية مسقط لوضع اللمسات الاخيرة على الصفقة بين الجانبين لإنهاء الحرب في اليمن .
وأحرج الوفد العماني الزائر لصنعاء الشهر الماضي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ووضعه في موقف لا يحسد عليه، حسب مراقبين للشأن اليمني، رصدوا ما اعتبروه "اجراء محرجا" من جانب الوفد.
وسبق أن كشف سياسيون ومراقبون للشأن اليمني، عن حمل وفد من سلطنة عُمان الذي وصل صنعاء، الشهر الماضي، "طبخة" اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي لايقاف الحرب في اليمن على حساب الجنوب وأبنائه.
يذكر ان الرياض تشهد مشاورات مستمرة بين اعضاء مجلس القيادة الرئاسي وذلك عقب انعقاد مباحثات بصنعاء بين وفد سعودي بمعية وفد الوساطة العمانية وجماعة الحوثي، بشأن صيغة نهائية لاتفاق "خطة سلامة شاملة في اليمن" كانت السعودية توصلت اليه في مفاوضاتها مع الحوثيين بوساطة عُمانية، وسلمته في ابريل لمجلس القيادة الرئاسي لإبداء ملاحظاته، وحملتها للحوثيين في صنعاء.