لاحظ مراقبون ومحللون من ضمنهم المحلل السياسي خالد سلمان تغير الخطاب الاعلامي السعودي تجاه الجنوب بعد التحركات الأخيرة لصنع سلام في اليمن وهو ما جاء على لسان عدد من الصحفين المقربين من الديوان الملكي السعودي كشاعي المرزوقي والفيفي، وغيرهم
و لدى السعودية عدة عوامل تساهم في اهتمامها باليمن ودعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي خاصة وهو مايفسر تغير الخطاب الاعلامي:
1. الاعتبارات الجيوسياسية: يشترك اليمن في حدود طويلة مع المملكة العربية السعودية، مما يجعل الاستقرار في اليمن أمراً حاسماً للأمن القومي للمملكة العربية السعودية. ويشكل الصراع المستمر في اليمن، والذي بدأ في عام 2015، تهديدات أمنية، مثل الهجمات عبر الحدود واحتمال حصول الجماعات المتمردة على موطئ قدم بالقرب من حدود المملكة العربية السعودية.
2. الانقسام بين الشيعة والسُنّة: اتخذ الصراع في اليمن بعداً طائفياً، حيث ينتمي المتمردون الحوثيون (المتحالفون مع إيران) إلى المسلمين الشيعة، في حين أن المملكة العربية السعودية ذات أغلبية سنية. وتعتبر المملكة العربية السعودية المتمردين الحوثيين وكلاء لإيران وتخشى أن يؤدي ذلك إلى زيادة تمكين إيران في المنطقة، مما قد يهدد الحكومة السعودية التي يهيمن عليها السنة مما دفعها مؤخرا لتهدئة الخلافات معهم ومحاولة صنع سلام مرتقب ولكن مراقبون يتوقعون عدم حدوث ذلك.
3. النفوذ الإقليمي: المملكة العربية السعودية وإيران منافستان إقليميتان، وغالباً ما تتنافسان على النفوذ في الشرق الأوسط. ومن خلال دعم المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يعارض المتمردين الحوثيين ويسعى إلى تأكيد سيطرته على مناطق جنوب اليمن، تهدف المملكة العربية السعودية إلى موازنة النفوذ الإيراني مع حماية مصالحها الخاصة وحتى لو تحقق السلام فان السلام لا يعني انتهاء كافة الخلافات بين الاطراف المتنافسة حيث سيمسح السلام بأن يحاول كل طرف لبسط نفوذه اكثر.
4. المصالح الاقتصادية: يعد مضيق باب المندب، الواقع على الساحل الغربي لليمن، أحد أهم الممرات البحرية في العالم. وهي بمثابة بوابة حاسمة لشحنات النفط من شبه الجزيرة العربية إلى الأسواق الدولية، بما في ذلك أوروبا. وأثار الصراع المستمر مخاوف بشأن أمن واستقرار هذا الطريق البحري الاستراتيجي، فضلاً عن التعطيل المحتمل لصادرات النفط السعودية.
5. ديناميكيات التحالف: تقود المملكة العربية السعودية تدخلاً عسكرياً ضد المتمردين الحوثيين منذ عام 2015، حيث شكلت تحالفاً من الدول العربية لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. والمجلس الانتقالي الجنوبي جزء من هذا التحالف، ويعتبر دعم المملكة العربية السعودية للمجلس خطوة استراتيجية لتعزيز التماسك داخل التحالف والحفاظ على جبهة موحدة وتعزيز وضع المملكة في أي سلام قادم.
ومن المهم ملاحظة أن هذه العوامل ليست شاملة، وأن مصالح المملكة العربية السعودية ودوافعها في اليمن يمكن أن تكون معقدة ومتعددة الأوجه.