كشف مصدر عسكري مطلع في مأرب، لـ”الشارع” تفاصيل حول اللحظات التي سبقت عملية القصف الصاروخي الحوثي الذي استهدف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، قائد العمليات المشتركة، اللواء صغير بن عزيز، مساء أمس، في مكتبه داخل معسكر “صحن الجن”، في محافظة مأرب.
وقال المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن مليشيا الحوثي أطلقت صاروخاً باليستياً على مكتب “بن عزيز” في مقر غرفة العمليات المشتركة الواقع في معسكر “صحن الجن”؛ بناءً على معلومات استخباراتية أكدت للمليشيا أن رئيس الأركان في مكتبه.
وأوضح المصدر أن “بن عزيز” نجا بأعجوبة من القصف؛ “فبعد دقائق بسيطة من مغادرته لمكتبه تم القصف”، في العاشرة من مساء أمس، وأدى إلى مقتل سبعة عسكريين؛ بينهم نجل رئيس هيئة الأركان العامة (النقيب فهد صغير بن عزيز)، وابن شقيقته (الملازم عبدالقوي علي بن عزيز)، إضافة إلى مرافقيه: الملازم صخر أمين صادق كزمة، والملازم عمر العري، وعتيق العيدي، وصدام العيدي، وبشير القدمي. وأدى الهجوم الصاروخي، أيضاً، إلى سقوط عدداً من الجرحى.
وقال المصدر: “مساء أمس، عقدت قيادة الجيش اجتماعاً لها في معسكر صحن الجن، ترأس الاجتماع وزير الدفاع، الفريق محمد المقدشي، وحضره رئيس الأركان، اللواء صغير بن عزيز، وعدد من كبار قادة الجيش. وبعد الاجتماع توجه بن عزيز إلى مكتبه في مقر العمليات المشتركة، الواقع في ذات المعسكر، فيما غادر وزير الدفاع وبقية القادة.. لكن الوزير عندما وصل إلى بوابة العمليات المشتركة توقف وأرسل أحد مرافقيه كي يَحضِر إليه رئيس هيئة الأركان. اعتذر بن عزيز وطلب من الجندي إبلاغ الوزير أن لديه عمل يجب إنجازه، وأنه سينتهي من ذلك ثم سيلحق بالوزير إلى القصر الجمهوري في مأرب”.
وأضاف: “وزير الدفاع أمر مرافقه أن يعود إلى رئيس الأركان ويبلغه إنه ضروري يجاوب الوزير للأهمية.. وما إن غادر بن عزيز مكتبه، وبعد دقائق من ذلك وقع الصاروخ الباليستي على مكتبه مباشرة.. وتقول المعلومات أن بن عزيز صرف مكافأة لمرافق الوزير”.
وتابع المصدر: “من الواضح أن القصف الصاروخي الحوثي كان يستهدف قتل بن عزيز مباشرة، وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها قصف مكتبه بشكل مباشر عبر صاروخ باليستي تطلقه مليشيا الحوثي. وبالتأكيد أن المليشيا مخترقة للجيش في مأرب، وتم إبلاغها بالوقت الذي كان فيه بن عزيز في مكتبه، ولا يُستبعد أن قيادات في مأرب منزعجة من أداء بن عزيز تقف خلف تسريب إحداثيات حركته لمليشيا الحوثي كي تتخلص منه عبرها”.
وفي أول تعليق معلن له على ما جرى، قال “بن عزيز”، في “تغريدة” على حسابه الرسمي في “تويتر”: “كلما أوغلوا في الدم والتدمير.. زدنا قوة وصلابة وزادت قناعتي بقرب نهاية الكهنوت الحوثي وإيران”.
وأمس، أكد اللواء صغير بن عزيز، “على المضي في درب الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن في ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، وسيظل الجيش الوطني على العهد الحامي والحارس للثوابت الوطنية مهما كانت التضحيات”.
ووضع اللواء صغير بن عزيز، أمس، “إكليل من الزهور على ضريح الشهيد علي عبدالمغني، أحد أبرز قيادات الـ ٢٦ من سبتمبر المجيدة”، وزار “مقبرة الشهداء الأبرار في محافظة مأرب، وذلك بمناسبة احتفالات بلادنا بالعيد الوطني الـ ٣٠ للوحدة اليمنية المباركة التي تحققت في الثاني والعشرين من مايو ١٩٩٠م وبحلول عيد الفطر المبارك”.
وقالت وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) إن “بن عزيز” أكد، أثناء ذلك، “على المضي في درب الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن في ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، وسيظل الجيش الوطني على العهد الحامي والحارس للثوابت الوطنية مهما كانت التضحيات”.
وأفادت أن “بن عزيز” “ترحَّم على أرواح الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم وارتقت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها وهم يرابطون بثبات في ميادين العزة والشرف، من أجل الثورة والجمهورية والوحدة”.
وقال رئيس هيئة الأركان: “نتذكر شهداؤنا الأبطال بكل فخر واعتزاز وما وصل إليه المواطن اليمني، هو بفضل تضحيات هؤلاء الثوار الأبطال، ونوصي الأجيال من بعدنا أن يتخذوا منهم القدوة والمثل في النضال والفداء دفاعاً عن الوطن والحرية والكرامة”.
وعند زيارته إلى “مقبرة الشهداء”، أكد “بن عزيز” أن “الدماء الطاهرة التي تجود بها اليمن اليوم من أبنائها البواسل، أفراد قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية”، الذين يقاتلون “لإعادة الاعتبار لثورتي ٢٦ سبتمبر و١٤ أكتوبر وتحقيق أهدافها الخالدة والانتصار اليمني على الظلم والكهنوت ومختلف المشاريع الطائفية والعنصرية والجهوية”.
ووجه رئيس هيئة الأركان العامة، خلال الزيارة، ببناء ضريح لشهداء الجيش الوطني بالإضافة إلى سور لمقبرة الشهداء بمأرب ومرفقات للقائمين عليها”.