الاصلاح

لأول مرة .. شاهد "الاصلاح" يواجه عاصفة داخلية (صور)

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

تجتاح اوساط كوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، موجة استياء وغضب غير مسبوقة من توجهات قيادة الحزب نحو المشاركة في إعادة النظام السابق لعلي عفاش إلى واجهة المشهد السياسي والسلطة، عبر التحالف مع افراد اسرته وحزبه، بدعوى مواجهة انقلاب جماعة الحوثي وتمرد "الانتقالي الجنوبي".

وضجت منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي باستياء لافت من منتسبي حزب الاصلاح وناشطيه وعدد من قيادات الصف الثاني والثالث للحزب، حيال دعوة رئيس الهيئة العليا لحزب الاصلاح الاستاذ محمد عبدالله اليدومي إلى تحالف سياسي عريض يشمل المكتب السياسي لقوات طارق عفاش و"الانتقالي الجنوبي".

ذهب الالاف من منتسبي حزب الاصلاح إلى تأييد ما طرحته القيادية في الحزب والحائزة جائزة نوبل للسلام، الناشطة السياسية والحقوقية، توكل كرمان، بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح وخطاب رئيسه واعضاء هيئته العليا بشأن التحالف مع المؤتمر الشعبي وافراد اسرة عفاش.

وقالت توكل كرمان في تدوينة على حائطها بمنصة "فيس بوك": "تهنئة خاصة لشباب الاصلاح في ذكرى تأسيس حزبهم الكبير ، تنتظركم مهمة جسيمة وعظيمة وهي الاطاحة بشيوخ حزبكم المعمرين الذين يتعاملون مع الحزب وكأنه ملكية خاصة ، انقاذ حزبكم يبدأ بانتزاع القيادة منهم ، وبعدها سيكون انقاذ الوطن".

مضيفة: "الاصلاح لاشيء بدون شبابه، وكل عام وأنتم بخير". وردت على عتاب وانتقاد عدد من منتسبي الحزب وحزب المؤتمر الشعبي العام جناح علي عفاش، بينهم سلطان مغلس وتعليقه: "مصطلح الانتزاع وهذه المفردات العدوانية ، دمرت اليمن ولا زالت". بقولها: "سلطان مغلس الحقوق تنتزع ولا توهب تذكر هذا".

واتفقت تعليقات منتسبي حزب الاصلاح على أن "دماء شباب الثورة الشعبية السلمية لا يمكن ان تصير ماء او تذهب هباء". مؤكدين أن "قيادة الاصلاح يجب ان تستعيد استقلال قرارها ومواقفها" في اشارة إلى التنازلات التي تقدمها للتحالف بقيادة السعودية والامارات ومليشيات الاخيرة ممثلة بقوات طارق عفاش و"الانتقالي".

مشيرين إلى أن "الموقف المبدئي للحزب من جماعة الحوثي الانقلابية لا يمكن ان يبرر استمرار التنازلات على حساب مصالح اليمن واليمنيين". ومنتقدين ما سموه "مهادنة قيادة الاصلاح ومجاراتها الحسابات الدولية والتدخلات والاملاءات الخارجية" التي تمادت حد "اسقاط الشرعية والسعي لإعادة النظام العائلي الفاسد لعلي عفاش".

وأعلنت قيادة حزبي الاصلاح والمؤتمر الشعبي، اتفاقهما على استئناف تحالفهما السياسي، في ما اعتبره مراقبون للشأن اليمني "إقامة الحجة على المجلس الانتقالي الجنوبي ومنحه فرصة اخيرة تسبق ردعه"، بدعوته إلى تحالف سياسي معها لتحقيق اهداف "انهاء الانقلاب الحوثي وبناء يمن اتحادي يحافظ على وحدة البلاد وسيادتها".

أكد هذا خطابان اطلقهما كل من رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، الاستاذ محمد عبدالله اليدومي، والنائب الاول لرئيس المؤتمر الشعبي العام، الدكتور احمد عبيد بن دغر؛ اتفقا في تأكيد استئناف الحزبين العريضين تحالفهما الذي كان توقف عام 1997م، ضد الانقلاب الحوثي وتمرد "الانتقالي الجنوبي" على الشرعية.

وقال اليدومي في كلمة متلفزة: إن الدعوة لتوسيع قاعدة الشراكة عبر تحالف سياسي عريض يشمل المجلس الانتقالي، والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وكافة المكونات والقوى المنضوية في الشرعية، للمضي صفاً واحداً لإنهاء الانقلاب الحوثي وبناء الدولة الاتحادية وترسيخ النظام الجمهوري والحفاظ على وحدة وسيادة البلاد".

مضيفا في كلمته الاثنين الفائت: "ندعو للكفّ عن أوهام قدرة أي طرف على إلغاء أوإقصاء أي مكون وطني كون ذلك سيضاعف المشكلات ويؤسس لمزيد من الفوضى التي تضر بالمشروع الجامع، وأمن واستقرار اليمن ومحيطه الخليجي والعربي والأمن القومي والدولي لصالح مشاريع الهيمنة الإيرانية وبقية جماعات التطرف والإرهاب".

واعتبر مراقبون كلمة رئيس تجمع الاصلاح، بمثابة "اقامة الحجة على الانتقالي الجنوبي ومليشياته". مشيرين إلى أن "تناغم خطاب حزبي الاصلاح والمؤتمر الشعبي يجسد قوة الشرعية ومقدرتها على التصدي للانتقالي الجنوبي ومليشياته وتمردها المعيق للاستقرار الاداري والاقتصادي والخدمي والامني ومشاريعها الانفصالية".

يشار إلى أن "الانتقالي الجنوبي" يصر على اعاقة الشرعية بتمرده المسلح واستيلائه على مؤسسات الدولة وإيراداتها في المناطق المحررة جنوبي البلاد، وسعيه بدعم اماراتي عسكري وسياسي ومالي واعلامي إلى فرض انفصال جنوب البلاد، بدولة يحكمها وتكرس لخدمة اجندة اطماع الامارات في فرض هيمنتها على المنطقة.