حذر سفير اليمن لدى المملكة المتحدة، ياسين سعيد نعمان، الأحد 17 سبتمبر/أيلول، من ”التناقض الخطير” بين الخطاب الذي يحمل مشروع السلام، وبين استرضاء الحوثي والتنازلات التي سيكون معها السلام إن تم أشبه بـ“سد درنة الذي بني لحماية المدينة لكنه أغرقها في مياهه وطميه“.
جاء ذلك، في مقال له بعنوان ”كي لا يكون سلاماً.. أشبه بسد درنة الليبي“، نشره على ”فيسبوك“، بالتزامن مع تواجد وفد من جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا في العاصمة ععععز@@@ سس س. سسدددددددد سياسي الرياض لإجراء مفاوضات مع قيادة المملكة.
وأشار ”نعمان“ في مقاله الذي رصده ”يمن ديلي نيوز“، أنه ”بعد 7 ابريل 2022 أعيد رسم خارطة المواجهة مع الانقلاب الحوثي على قاعدة كل شيء من أجل السلام“، وفي ”كل شيء“، هذه ”تكمن تفاصيل كثيرة يخشى أن تكون قد تغيرت معها معادلة تحقيق السلام بإنهاء الانقلاب، إلى تحقيق السلام بشروط الانقلاب، إذا ما سارت هذا العملية في هذا المسار”.
ولفت أنه وبعد كل ما قُدم للحوثيين من “تنازلات”، فلا بد أن يكون السؤال ”لماذا حاربنا وقدّم اليمنيون والأشقاء كل تلك التضحيات الضخمة“.
وأردف “فتحت المطارات وأعطي الحوثي حق اصدار الجوازات وهو حق سيادي، وكان ذلك من أجل السلام، فتحت الموانئ وأقدم الحوثي على إلزام التجار باستخدام الموانئ التي تقع تحت سيطرته ومعاقبة كل من يستخدم ميناء عدن ، وصمت الجميع من أجل السلام”.
وتابع “استمر في نهب موارد البلاد رافضاً الاسهام بدفع رواتب الموظفين العموميين وفقاً لاتفاقات سابقة، وتم استرضاؤه بوضع بدائل أخرى رفضها جميعاً، ولا يزال البحث جارياً بما يرضيه، وذلك من أجل السلام”، مؤكدا أنه ”تم تجاهل رفض الحوثي تنفيذ التزاماته في الهدنة الأولى والثانية ورفضه الهدنة الثالثة، من أجل السلام“.
ومضى السفير ”نعمان“، قائلا ”صمتُ المبعوثين الأممين عن جرائم الحوثي ورفضه لكل مبادارت السلام في إحاطاتهم لمجلس الأمن، كان أيضاً من أجل السلام.. رفض التفاوض مع الحكومة الشرعية، مستفيداً وموظفاً قنوات التفاوض الأخرى التي أبقته حاضراً بقوة في المشهد ، من أجل السلام”.
واستطرد ”هدد بضرب موانئ تصدير النفط والسفن الناقلة للنفط، وقام بذلك بكل جرأة واستهتار، وصمت الجميع ازاء هذه الجرائم، من أجل السلام“.
وأشار إلى أن الحكومة الشرعية وفي حين اخذت تطلق مآذن السلم والسلام، وترتب حالها بايقاعات سلام “لا مفر منه”، كان الحوثي يهدد ويتوعد ويستعرض مليشياته واسلحته، ويهاجم في أكثر من جبهة، الأمر الذي نتج عنه حالة من الاسترخاء هنا، وحالة من التعبئة هناك”.
وأضاف ”وعبرت الحالتان عن موقفين متضادين: الأولى تبحث عن السلام بأدوات سياسية تم اختبارها في أكثر من تجربة وفشلت، والثانية: ترى أن التمسك بالحرب خياره الوحيد في حماية نفسه، وأن مجرد التفكير في السلام إنما يضعضع كيانه الذي لم يتشكل ولن يبقى الا بالحرب وأدواته”.
وأكد ”ياسين نعمان“، أنه ”لم يبحث أحد عن فرص السلام في ظل هذه المقاربات المتناقضة سوى أن هناك من وجد أن الطريق الى ذلك لن يتحقق سوى من خلال مواصلة الضغط على الشرعية باستخدام الأدوات السياسية، وتقديم التنازلات للحوثي للتخلي عن تمسكه بالحرب ، فكبر الحوثي وصغرت فرص السلام“.
ونوه إلى استقبال الحوثي للوفود في صنعاء في مشهد قال إنه ”أخذ يسوقه في مناطق سيطرته وعموم اليمن والعالم بأنه انتصر على “العدوان”، والحقيقة أن تلك الزيارات جاءت في غير أوانها تماماً مثلما هو حال الحديث عن سلام بلا محتوى حقيقي يعكس تضحيات اليمنيين والاشقاء في التحالف في مواجهة الانقلاب، ومَن وراءه، وأبعاده الخطيرة على المنطقة”.
وختم ”نعمان“ مقاله بالقول “التناقض الخطير بين الخطاب الذي يحمل مشروع السلام إعلامياً والمتمسك بالمرجعيات الثلاث، وبين ما يجري على أرض الواقع من استرضاء للحوثي على نحو لا يفهمه إلا بأنه اعتراف بانقلابه، من خلال سياسة الاسترضاء، والتنازلات التي تقدم له يومياً، وتجعله يتمسك بموقفه من أن السلام لن يكون سوى الاعتراف بانقلابه وأنه لن يقبل بذلك بديلا، عدا ربما بعض التعديلات التي لا تغير من المعادلة كثيراً، وهو ما يصبح معه السلام، فيما لو تم على هذا الاساس، أشبه بسد درنة الذي بني لحماية المدينة لكنه أغرقها في مياهه وطميه“.
ومساء الخميس، وصل إلى الرياض وفد من جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، وعقب وصوله أكدت المملكة، على دورها كـ”وسيط بين الأطراف اليمنية”، مشيرة إلى إنها “وجهت دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة، استمراراً لجهودها وجهود سلطنة عُمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية”.