كشفت وكالة استخباراتية في لندن عن “رضوخ” جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا لمطالب المملكة العربية السعودية بإنشاء “منطقة عازلة” على طول الحدود، بعد رفض حوثي لأكثر من عامين، وبانتظار إعلان السعودية موافقتها على شروطهم.
ونقلت وكالة “شيبا أنتليجنس” (وكالة معلومات استخباراتية من المصادر المفتوحة) عن مصادر في جماعة الحوثي أن الجماعة وافقت على المطالب السعودية بإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح على طول الحدود اليمنية السعودية، ويبلغ عمق المنطقة العازلة عشرين كيلومترا.
وذكرت أن الحوثيين طلبوا مبلغاً مالياً كبيراً من الرياض مقابل تمرير هذا الاتفاق، حيث أبدى الحوثيون استعدادهم لمنع ومكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات والقات من اليمن إلى السعودية وعدم إيواء مطلوبين أو فتح معسكرات لمعارضي النظام في السعودية كما حدث خلال فترة الحرب.
وتعهدت الجماعة – وفقا للوكالة الاستخباراتية – بتسليم خرائط الألغام في المناطق الحدودية، خاصة في المنطقة العازلة، كما أبدى الحوثيون قبولهم بالاجراءات السعودية العسكرية والأمنية في المنطقة العازلة لتأمين حدودها بما في ذلك استخدام الطائرات العسكرية في حال وجود تهديد جدي داخل المنطقة العازلة، مثل تهريب الأسلحة والمخدرات.
وفي تشرين الثاني 2020، نقلت وكالة “رويترز”، عن ثلاثة مصادر مطلعة قولها، إن السعودية أبلغت جماعة الحوثي في محادثات رفيعة المستوى بأنها ستوقع على اقتراح للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد إذا وافقت الجماعة، على إقامة منطقة عازلة على طول حدود المملكة، حيث تريد الرياض من قوات الحوثي مغادرة ممر على طول الحدود السعودية لمنع التوغلات ونيران المدفعية.
ومساء الخميس الماضي، وصل إلى الرياض وفد من جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، وعقب وصوله أكدت المملكة، على دورها كـ”وسيط بين الأطراف اليمنية”، مشيرة إلى إنها “وجهت دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة، استمراراً لجهودها وجهود سلطنة عُمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية”.