: أحيت جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، الخميس 21 سبتمبر/أيلول، الذكرى التاسعة لاجتياحها للعاصمة صنعاء وسيطرتها على مؤسسات الدولة، باستعراض عسكري بميدان السبعين جنوب العاصمة.
يقول الحوثيون إن العرض العسكري هو ”الأضخم“ منذ انقلابهم وسيطرتهم على العاصمة صنعاء في 2014، حيث استعرضوا لأول مرة طائرة حربية كما استعرضوا أسلحة قالوا إنها ”تصنيع محلي“، ووحدات عسكرية وأمنية مختلفة.
في المقابل، يقول مراسل “يمن ديلي نيوز”، إن الاحتفال بـ 21 سبتمبر اقتصر على ميدان السبعين، حيث لامظاهر تشي بابتهاج سكان العاصمة بهذه المناسبة، وسط أصوات على وسائل النقل العامة تطالب بالمرتبات وليس بالاستعراضات.
ويدرك الحوثيون عدم الرضى الشعبي عنهم – كما يقول مراسل “يمن ديلي نيوز” – ويدركون أن ثورة 26 سبتمبر هي المناسبة التي يحن لها سكان العاصمة، لذا لايفرضون طقوس ثورتهم، ويجهزون لإحياء “المولد النبوي” باعتبار الرسول الكريم محل إجماع اليمنيين بمختلف ولاءاتهم.
ورغم آلة القمع الحادة التي يستخدمها الحوثيون في صنعاء، إلا أن أصواتا من وسط العاصمة بعضها كان يقف إلى جانب الحوثيين وبعضها مازال معهم، نقلت صورة أخرى مغايرة لما تريد الجماعة قوله عن ذكرى انقلابها بعد مرور 9 سنوات من سيطرتهم على صنعاء.
حديث عن ”نكبة وكارثة“ حلت بالشعب اليمني، و”تمزيق للوطن ووضع مزري“ عاشه اليمنيون بسبب 21 سبتمبر، وحنين لثورة 26 سبتمبر 1962 أكثر من أي وقت مضى.
وهذه هي المرة الأولى التي تصدح فيها الأصوات في صنعاء بالرفض لانقلاب الحوثيين، وإن كانت تلك الأصوات المعروفة والمشهورة، مازالت على صفحات التواصل الاجتماعي، مع أن هناك عشرات الصفحات بأسماء “مستعارة” انحازت للحديث ضد 21 سبتمبر 2014.
“يمن ديلي نيوز” يستعرض أبرز التناولات على منصات التواصل الإجتماعي، والبداية مع البرلماني في مجلس النواب التابع للحوثيين في صنعاء “أحمد سيف حاشد” الذي وصف 21 سبتمبر/ أيلول 2014م بأنه “كارثة تاريخية، وردة حضارية، وأم النكبات”.
وقال النائب “حاشد” المتواجد في العاصمة صنعاء، إن ذلك التاريخ “ترك لنا يمن محتل ممزق هش متخلف مرتهن”، لافتًا إلى أن اليمن ومنذ ذلك الحين بات “بلا سيادة ولا استقلال ولا وحدة ولا مواطنة ولا إنسان”.
وأردف: “نتائج تلك النكبة، جبايات متوحشة وعنصرية مقيتة، استباحة عنصرية بحق شعبنا في الوظيفة العامة، وكهنوت مصادم للعصر والعلم والمعرفة والمستقبل، وبات معه اليمنيون يعيشون اليوم مخافات ثلاث جهل وفقر ومرض”.
ويضيف البرلماني اليمني “هذه هي الحقيقة المرة التي نعيشها كل يوم، ومن يقول غير ذلك فهو إما مستفيد أو واهم أو كاذب أو مدلس أو مغرر به”.
وفي منشور تحت وسم #دمت_ياسبتمبر_التحرير_يافجر_النضال، قال القاضي عبدالوهاب قطران المتواجد في صنعاء: “زحفت قبل فجر اليوم، فئران المجاري من قصيب الصرف الصحي إلى سطح منزلي، وقامت بإنزال العلم الوطني، ولفته كما تلف ربطة القات، ونكسته، وأنزلته من أعلى قمة بالسطح لباب السطح”.
وتابع: “صحينا من النوم وهو ملفوف كما يلف الطفل المولود بالمقمطة، ورمي على معقم باب السطح من الخارج لتوصل لنا رسالة”.
وتوعد “قطران”، وهو من أبرز مناصري الجماعة عقب اجتياح صنعاء، بـ”تعقب تلك الفئران الصاعدة من شبكة المجاري ورش لها مبيدات، لقطع أياديها عن التطاول على العلم الوطني علم الجمهورية اليمنية”، في إشارة منه إلى الحوثيين.
وأردف “لن تخيفنا خفافيش الظلام، سنصدع بالحق، وما يقطع الرأس إلا من يركبه، ونحن أحياء فقط لأننا لسنا قادرين على الموت، نحن بعهدهم أشبه بأهل القبور، لا قيمة لحياتنا، جوعونا، صادروا كل شيء، مرتباتنا، لقمة عيشنا، حرياتنا، حقوقنا الآدمية.. الموت بات رحمة”.
أما الشيخ “فيصل آمين أبو راس” سفير اليمن الأسبق في لبنان وشقيق رئيس المؤتمر الشعبي العام بصنعاء، فاكتفى بتدوينة على منصة “إكس”، قال فيها: “صبرا 26 سبتمبر، صبرا يا وطن الشرفاء”.
الإعلامي، محمد خالد عنتر المتواجد في صنعاء، قال: “مهما حدثت من متغيرات في اليمن ومهما لفت الدنيا ودارت، لازم ما نفقدش شعورنا بقيمة 26 سبتمبر خالص، لأنها الأصل في كل شي، وهي شوكة الميزان دائماً وأبدا”.
وأضاف “عنتر” في تدوينة له على “فيسبوك”: “لازم نجلس مؤمنين بـ26 سبتمبر إلى آخر نفس فينا، أي والله”، مختتماً منشوره بتعبيرات تشير إلى “الجمهورية أو الموت”.
الصحفي الموالي لجماعة الحوثي، مجدي عقبة، فقال إن ثورة 26 سبتمبر “نجحت بتحقيق المواطنة والوحدة الوطنية وفشلت ببناء جيش وطني قوي لتأتي ثورة 21 سبتمبر، وتحقق هذا الهدف لكنها ويا للأسف تكاد أن تفرط بالوحدة الوطنية والمواطنة المتساوية، وكأنه كثير علينا أن نعيش في ظل وحدة وطنية ومواطنة متساوية بحماية جيش وطني قوي”.
وفي المقابل نشر نشطاء جماعة الحوثي بشكل مكثف صورا وتغريدات واسعة، ولوحظ بشكل لافت اقتصار المشاركة في تلك الحملة على قيادات الجماعة وناشطيها الاعلاميين، وتراجع واضح جدا للنشطاء الذين كان الحوثيون يستعينون بهم في حملاتهم الالكترونية.
وشكل اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء، وانقلابهم على الحكومة المعترف بها، منعطفا جديدا أدخل البلاد في حرب ضروس، شكلت واقعا مختلف للمشهد اليمني سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وخلفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقا لتقارير أممية.
وسبق اجتياح “الحوثيين” للعاصمة صنعاء مظاهرات وتحشيد عسكري على تخومها، تحت مبرر إسقاط ”الجرعة“، بعد إقدام الحكومة حينها على رفع 500 ريال في سعر الجالون البنزين عبوة 20 لتر، حيث استغل الحوثيون السخط الشعبي للانقلاب على الحكومة، وطردها من العاصمة.