كشف دبلوماسيون عن حصول عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، على جنسية جديدة بجانب الجنسية اليمنية والجنسية الاماراتية، ضمن ما سموه "تدشين اعادة تفعيل جنسيات المولودين بما كان يسمى "مستعمرة عدن" إبان الاحتلال البريطاني لعدن وجنوب اليمن (1839-1967م).
وأفادت مصادر سياسية ودبلوماسية، بأن لقائي الزُبيدي مع كل من نائب رئيس الوزراء البريطاني ووزير الخارجية الاماراتي، على هامش زيارته الولايات المتحدة الامريكية للمشاركة في اجتماع الدورة الـ 78 للجمعية العمومية للامم المتحدة "تطرق لملف منح الجنسيتين البريطانية والاماراتية للجنوبيين من قيادات المجلس الانتقالي".
موضحة أن "الامارات كانت منحت الزُبيدي وعددا من قيادات الصف الاول في المجلس الانتقالي، الجنسية الاماراتية، وحق التملك للعقارات والاستثمارات، وخصصت لهم رواتب شهرية، وفيللا خاصة لعائلاتهم المقيمة في ابوظبي كرهائن لضمان ولاء، لكن الجديد هو اتجاه بريطانيا للمسلك نفسه، لتأمين مصالحها بالجنوب".
ولفتت المصادر السياسية والدبلوماسية، إلى أن "بريطانيا، اقرت منح عيدروس قاسم عبدالعزيز الزُبيدي واعضاء برئاسة المجلس الانتقالي، الجنسية البريطانية، باعتبار الزُبيدي لم يكن من مواليد عدن ابان الاحتلال البريطاني وبالتالي ليس لديه المخلقة (شهادة الميلاد) ولا جواز السفر البريطاني، كباقي مواليد عدن قبل 1960م".
منوهة إلى أن "بريطانيا بحثت مع الزُبيدي في وقت سابق، اعادة تفعيل جوازات السفر البريطانية لابناء عدن الحائزين عليها قبل عام 1960 ومنحها لأبنائهم وأحفادهم، ضمن توجهات ادراج عدن ضمن ما يسمى عوالم الكومنولث، التي تضم عددا من الدول المتحررة شكليا عن الاحتلال البريطاني قبل ستينيات القرن الماضي".
وذكرت المصادر السياسية والدبلوماسية، نفسها، أن هذا التوجه البريطاني "يأتي ضمن ترتيبات اعادة النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري لبريطانيا في ميناء ومدينة عدن خاصة وجنوب اليمن عامة، وتبعا تفعيل اتفاقية وصاية المملكة المتحدة البريطانية على ما عُرف باسم الجنوب العربي، قبل اندلاع ثورة 14 اكتوبر 1963م".
سبق أن زار الزُبيدي العاصمة البريطانية لندن في العام 2019م، وأعلن في تصريح مصور عمَّا سماه "عمق العلاقات التاريخية بين بريطانيا والجنوب"، معتبرا حقبة الاحتلال البريطاني لعدن وجنوب اليمن "سنوات التعاون" مسقطا الكفاح المسلح لجنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني حتى نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م.
ويفتقد عيدروس الزُّبَيْدي المولود بقرية زُبَيْد محافظة الضالع عام 1967م، أي دور وطني في النضال ضد الاحتلال البريطاني، إذ تخرج من كلية القوات الجوية بعدن عام 1988م. قبل أن يُعين بوزارة الداخلية نهاية 1989م ثم اركان كتيبة حماية السفارات والمنشآت بصنعاء، ويلتحق بالقوات الخاصة حتى حرب صيف 1994م.
وفي 2017م تبنت الامارات الزُبيدي وإنشاء "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، وفرض هيمنتها على الملاحة الدولية والمنطقة.
يواصل "المجلس الانتقالي" الانفصالي التابع للامارات، ضمن سعيه للسيطرة على جنوب البلاد وفرض انفصاله بقوة سلاح مليشياته المتمردة؛ انتهاج سياسة الاقصاء والقمع لكل من يختلف معه أو ينتقده، وتطبيق النهج الشمولي للحزب الاشتراكي اليمني، ابان توليه حكم جنوب البلاد، وإعمال شعاره "لا صوت يعلو على صوت الحزب".
يشار إلى أن استمرار تمرد "المجلس الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة، واستحواذه على قدر كبير من الايرادات العامة للدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، تسبب في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات العامة والمشتقات النفطية.