صدر اعلان رسمي عن المملكة العربية السعودية بشأن انهاء الحرب في اليمن وخارطة السلام في البلاد، على ضوء نتائج جولة المفاوضات المباشرة والعلنية الثانية مع جماعة الحوثي الانقلابية، ولقاء وزير الخارجية السعودي مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في نيويورك.
جاء هذا في تصريح أدلى به وزير خارجية المملكة العربية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان، السبت، بشأن السلام في اليمن، على ضوء المستجدات المتسارعة بمسار احلال السلام في اليمن، ولقائه مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، في نيويورك.
وقال الوزير السعودي فيصل فرحان، في كلمة المملكة أمام الدورة الـ 78 لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن بلاده تدعم الجهود الأممية لإيجاد حل للأزمة اليمنية، وحريصة على "أمن اليمن والدفع بحل سياسي للأزمة" ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق.
الاعلان السعودي جاء عقب استعراض وزير الخارجية السعودي مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بمقر اقامة الاخير في نيويورك، الخميس الفائت، "مستجدات الاوضاع اليمنية، والجهود الاقليمية والدولية لتجديد الهدنة والبناء عليها لاطلاق عملية سياسية شاملة".
والاربعاء، أصدرت الخارجية السعودية، بيانا بشأن ثاني جولة مفاوضات مباشرة بين المملكة وجماعة الحوثي في الرياض، ورحبت بما سمته "النتائج الإيجابية للنقاشات الجادة مع وفد صنعاء بمشاركة سلطنة عُمان بشأن التوصل إلى خارطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن".
تزامن البيان السعودي، مع إصدار الخارجية العمانية، الخميس، أول بيان رسمي، منذ بدء وساطتها بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، بشأن مخرجات ونتائج ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بين الجانبين اختتمت اعمالها الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض.
من جانبها، سربت جماعة الحوثي الانقلابية لصحيفة عربية، ذائعة الصيت، الجمعة، نقاط الاتفاق التي توصلت إليها ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بينها والتحالف بقيادة السعودية، بوساطة سلطنة عُمان، وكذا نقاط الافتراق أو التي ماتزال عالقة دون اتفاق وتجري مناقشتها.
وشهدت جولة المفاوضات المباشرة والعلنية الثانية بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، بعد الجولة الاولى في العاصمة صنعاء منتصف ابريل الماضي، لقاء وفد جماعة الحوثي مع الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي واسع باعث على الريبة بنظر مراقبين.
واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في وقت سابق، بإعلانهما قبل بدء جولة المفاوضات أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات تضم جميع الاطراف اليمنية لإقرار اتفاق سلام شامل في البلاد.
يأتي هذا، عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
وكانت كل من المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، أعلنتا رسميا، منتصف ابريل الماضي، نتائج أولى جولات المباحثات المباشرة بينهما في العاصمة صنعاء بحضور وفد الوساطة العمانية، وأكدتا الاتفاق على عدد من الملفات، وموعد حسم ما تبقى من ملفات عالقة، تمهيدا لتوقيع اتفاق خطة سلام شامل في اليمن.
كما ترافق هذا الاعلان المتزامن، مع إعلان وزارة الدفاع السعودية، رسميا، مشاركة المملكة في الحرب الدائرة في اليمن طوال الثمان السنين الماضية، وأنها طرف في الحرب لا مجرد وسيط للسلام في اليمن، استجابة لشرط جماعة الحوثي للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع المملكة، لانهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.