26 سبتمبر

“26 سبتمبر” في عيد ميلادها الـ61.. من لم يرفع العلم الجمهوري شاركه على “واتس آب” وذلك أضعف الحب

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

منذُ أربعة أيام والمحافظات اليمنية سواء الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها، أو تلك الخاضعة لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا تتأهب لإحياء ليلة ويوم 26 من سبتمبر/أيلول احتفاء بالعيد الوطني 61 لسقوط النظام الإمامي في اليمن وقيام الجمهورية.

ففي المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية، خاصةً في مأرب وتعز، غصت مدنها بالعديد من الفعاليات الجماهيرية الرسمية والشعبية، لم يتمكن الإعلام من تغطية الكثير منها، فضلاً عن الاحتفاء الفردي الذي تنوع بين رفع الأعلام على السيارات والمنازل والمحلات، والنشر الواسع على التواصل الاجتماعي.

والأمر كذلك في المحافظات الخاضعة لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا، حيث شددت على منع رفع مظاهر الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر، ورغم ذلك نقلت عدسات الناشطين عشرات المظاهر الاحتفائية بالثورة تنوعت بين رفع الأعلام وإيقاد شعلة الثورة في معظم المناطق اليمنية.

ومن لم يسعفه الاحتفاء علنًا بثورة 26 سبتمبر لسبب قهري كالخوف من قمع الحوثيين، أو لأنه لم يتمكن من المشاركة أو شراء العلم الوطني، قام بتبادل التهاني مع أصدقائه في “الواتس آب”، أو تزيين حالته على الواتس بالعلم الجمهوري، وذلك أضعف الإيمان.

ففي محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، تزينت أسطح وشرفات منازلها بـ”الأعلام الجمهورية”، في وقتٍ لا يكاد تصادف فيه أحدًا مارًا في شوارعها المزينة بالأعلام هي الأخرى، إلا وهو يتحدث وبفخر عن عظمة الثورة السبتمبرية ويترنم بأغانيها الوطنية الخالدة الباعثة للحماس.

ولم تقتصر مظاهر الاحتفاء على محافظة مأرب، فحسب، بل شملت كل المحافظات اليمنية من تعز، إلى ريمة، المحويت، إب، صنعاء، حضرموت، عمران، حجة، عدن، لحج، الحديدة، وحتى صعدة، فالكل في هذه المحافظات وغيرها من المحافظات الأخرى.

فرحة واحتفاء شعبي غير مسبوق كل بطريقته، وهو الأمر الذي يؤكد أن ثورة 26 سبتمبر ولدت لتبقى، وستظل روحاً في الأجساد، ونبضاً في القلوب، وعبقاً متجدداً في حياة اليمنيين، كما يقول نشطاء في التواصل الاجتماعي تعليقا على حالة الاحتفاء الشعبي الواسع بالمناسبة.

“مواقع التواصل الاجتماعي”، هي الأخرى من “تويتر”، إلى “فيسبوك، واتساب، وتليجرام”، تحولت إلى ساحة احتفاء لليمنيين بثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة، فهنا باتت تتزاحم عبارات التهاني بالثورة، وهنا الحالات المعبرة عن الاحتفاء بالثورة الخالدة على آلاف “البروفايلات”.

فما بين مُهنئ بعيد الثورة السبتمبرية الخالدة وما بين متحدث عن عظمتها وناقد لأعدائها، تعددت الآلاف من العبارات على مواقع التواصل الاجتماعي لليمنيين.

لم يتوقف الاحتفاء بعيد ثورة الـ26 من سبتمبر على نشر الحالات والتهاني فحسب، بل قام الكثيرون بتصميم بروفايلات وواجهات وإطارات خاصة بثورة الـ26 من سبتمبر لطرحها على الصور الشخصية في المواقع احتفاءً بالثورة.

ومن بين مظاهر الاحتفاء التي رصدها “يمن ديلي نيوز”، صورة ثورية معبرة لبسطة لبيع الخضروات والفواكه، وقام مالكها بكتابة، ورسم كلمة “26 سبتمبر” بـ”العنب والتفاح” تعبيرًا عن حبه لهذه الثورة وكيف أنها تسكن قلوب اليمنيين، وتعبر عن أن اليمنيون يدافعون عن ثورتهم بكل ما يملكون.

وحتى من أهلكتهم الحرب وتداعياتها ولم يملكون اليوم ثمن “العلم الجمهوري” أبو إلا الاحتفاء بذكرى ميلاد هذه الثورة الخالدة وبطريقتهم، وهو ما رصده “يمن ديلي نيوز” لأسرة صنعت “علمًا جمهوريًا” على سطح منزلها من أكياس بلاستيكية، وكأنها تقول “جمهورية ومن قرح يقرح”.

ونشر الآلاف من مرتادي التواصل الاجتماعي على صفحاتهم وحساباتهم بكافة أنواعها أطفالهم وهو يتزينون بالأعلام الوطنية، والألبسة التي خُيطت بشكل بالعلم الوطني، احتفاءً بهذه المناسبة، حيث يهدف الآباء إلى غرس مبادىء وقيم الثورة في نفوس الأبناء.

وفي الدردشات الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي برسائل فردية أو جماعية، وكذا من خلال إرسال رسائل جوال نصية (SMS)، تبادل اليمنيون “التهاني في يوم الجمعة”، نظرًا لمكانتها الدينية بين بقية الأيام، بنصوص مكتوبة أو قوالب وتصميمات جاهزة، ولكنهم منذُ أيام مع اقتراب موعد ذكرى ثورة 26 سبتمبر بدأوا رسائل التهنئة بالجمعة، ليضمنوها تهنئة بذكرى الثورة.

ومع ذلك، فقد تفنن آلاف المواطنين الذي يقطنون في مناطق سيطرة جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا، في ابتكار وسائل جديدة للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر في ظل منع الجماعة الاحتفاء بهذه المناسبة، من خلال إيقاد البعض منهم شعل مصغرة في منزله، في رمزية لـ”شعلة الثورة” ومن ثم تصويرها، ونشرها في حساباته الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى التمسك بالثورة، والارتباط بمبادئها، والانحياز للنظام الجمهوري الذي نتج عنها.

يأتي هذا الاحتفاء الشعبي المتنوع بثورة “26 سبتمبر”، خلافًا للعقود السابقة، حيث بات يظهر اليمنيون اليوم احتفاءً واسعًا بالعيد السنوي للثورة السبتمبرية، التي تحتل المكان الأسمى في وجدان الشعب.

وشهدت السنوات الأخيرة من الحرب تصاعدًا مطردًا في الاهتمام الشعبي بذكرى ثورة 26 سبتمبر، وتزايدت مظاهر الاحتفاء الشعبي بهذه الذكرى عامًا بعد آخر، وغالبًا ما يتم ذلك عبر مبادرات فردية وجماعية لا تخلو من الابتكار والإبداع، حاملة الكثير من الرسائل السياسية شديدة الأهمية. وفق دراسة لمركز المخا للدراسات الاستراتيجية بعنوان “المقاومة بالاحتفاء: دلالات الاحتفاء الشعبي الواسع بذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر”.

وبحسب دراسة المركز فإن مظاهر الاحتفاء الشعبي بذكرى ثورة 26 سبتمبر، تنوعت مؤخرًا “من أنشطة ومشاركات الأفراد في الفضاء الإلكتروني الذي بات يمثل الوعاء الأكبر الذي يعبر فيه اليمنيون عن اتجاهاتهم ومواقفهم؛ أو من خلال مبادرات فردية واحتفالات جماهيرية في عدد واسع من المناطق داخل اليمن وخارجها؛ كل ذلك إلى جانب الاحتفالات والفعاليات الرسمية”.