أقدمت مليشيا الحوثي الإيرانية، على اعتقال أكثر من ألف شاب في صنعاء المحتلة، في صفوف المشاركين في إحياء ذكرى العيد الوطني الـ61 من ثورة الـ26 سبتمبر المجيدة، وسقوط نظام حكم الإمامة في شمال اليمن، إذ شهدت العاصمة اعتداء مسلحي الجماعة على المشاركين وتهديد بالمزيد من الاعتقالات.
وقال المحامي عبد المجيد صبره، الذي يتولى قيادة فريق من المحامين المدافعين عن المعتقلين لدى الحوثيين منذ سنوات، أن هناك ألف محتجز تقريباً في أقسام الشرطة في العاصمة المحتلة صنعاء، بينهم 20 محتجزاً في قسم شرطة جمال جميل في مديرية التحرير.
وأوضح صبره، أنه وزملاء له ذهبوا لمتابعة وضع المعتقلين، وحين استفسروا عن سبب عدم الإفراج عن المحتجزين كونه سبق أن قُطِع وعد بالإفراج عنهم، رد عليه الحوثيون بأنهم محبوسون على ذمة البحث الجنائي في العاصمة صنعاء، وأن تلفونات المحتجزين لدى البحث وما زالت لديهم وأنه يتوقع الإفراج عنهم عقب احتفال الحوثيين بالمولد النبوي.
ونقل المحامي عبد المجيد صبره، عن مدير قسم الشرطة القول أن هناك تقريباً ألف محتجز في أقسام شرطة العاصمة على ذمة البحث الجنائي بسبب رفعهم العلم الوطني، وأنه برر هذه الحملة بمشاركة هؤلاء في «عمل فوضى»، وأنهم مدفوعون من قِبل أطراف أخرى.
وذكر صبره، أنه التقى بعض المعتقلين وأفادوا بأن سبب احتجازهم هو رفعهم العلم الجمهوري، وأنه تم التعرض لهم دون أن تحدث من قِبلهم أي فوضى كما زعم مسؤولو قسم الشرطة الحوثيون، كما أفادوا بأنه تم أخذ هواتفهم من قِبل البحث الجنائي الحوثي بعد أن أُلزموا بإلغاء كلمات المرور، وأن هواتفهم لا تزال عند عناصر الجماعة.
وفي سياق متصل، ذكر ناشطون أن الآلاف نزلوا إلى شوارع صنعاء وإب احتفالاً بذكرى ثورة «26 سبتمبر» التي أطاحت نظام حكم الإمامة في عام 1962، وأن عناصر الحوثيين هاجموا المحتفلين بالعصي وأعقاب البنادق؛ ما تسبّب في إصابات عدة.
وبحسب المصادر، رد المحتفلون بقذف المسلحين الحوثيين بالحجارة واستمروا في الاحتفال، حيث أغلق الحضور الكبير للمشاركين شارع حدة الحيوي في قلب صنعاء، وسجلت الفتيات حضوراً لافتاً في هذه الاحتفالات التي لم يسبق أن شهدتها المدينة منذ تسعة أعوام.
وفي السياق نفسه، أفادت مصادر حقوقية في صنعاء بمساومة تقوم بها المليشيات الخوثية مع السجناء مقابل إطلاق سراحهم ونيل حريتهم، موضحة أن لجان الحوثي التي زارت السجون والمعتقلات عقدت محاضرات "جهادية" روجت لأفكار الميليشيات المستوحاة من النهج الإيراني.
وأشارت المصادر إلى أن بين الاشتراطات التي قدمت للسجناء خصوصا المعتقلين خلال حملات أمنية ونقاط تفتيشية تابعة للمليشيات في عدة محافظات خاضعة لسيطرتهم؛ الولاء والطاعة والمشاركة في جبهات القتال لفترة زمنية وأيضا إسناد ودعم أية حملات يجري تنفيذها في مناطق سكنهم وغيرها من الاشتراطات التي وقع عليها الذين شملهم الإفراج المشروط.
وذكر سكان في صنعاء، أن المسلحين الحوثيين فوجئوا بالحشود الكبيرة التي نزلت إلى شوارع المدينتين عقب ليلة من قمع من حاولوا الاحتفال بالمناسبة، حيث توافد الآلاف إلى شوارع مدينة إب، يرفعون الأعلام الوطنية ويرددون الأناشيد الحماسية.
وطاف المحتفلون شوارع مدينة إب - بحسب المصادر - منذ ما بعد الزوال وحتى منتصف الليل، إلا أن المسلحين الحوثيين هاجموا بعض التجمعات، حيث أظهرت مقاطع مصورة وزّعها الناشطون اعتداء المسلحين الحوثيين على المشاركين في الاحتفال بأعقاب البنادق والضرب بالآلات الحادة حتى سالت الدماء.
في السياق نفسه، شهدت مدينة الحديدة الساحلية (غرب) خروج العشرات من الشبان إلى شوارع المدينة رافعين الأعلام على السيارات والدراجات النارية، ورفعت مكبرات الصوت الأناشيد الوطنية، ووصفت هذه المظاهرات بأنها كسرت حاجز الخوف، وأكدت رفض اليمنيين مساعي الحوثيين لإعادتهم إلى عهود العنصرية والخرافة.
واتهم المشاركون الحوثيين باتباع نهج التجويع والإفقار الممنهج للسكان في مناطق سيطرتهم، في حين يعيش قادة الجماعة في ثراء غير مسبوق، حيث يتباهون بالقصور والمباني الفاخرة.