وصلت الجماعة إلى الحكم كشريك في اتفاق السلم والشراكة، ولم يكن هذا إلا مرحلة من المراحل على طريق وصولها إلى الحكم، والإستفراد به، ثم ذهبت إلى تحقيق ذلك في انقلابها الأول في ٢١ سبتمبر و إقصاء شركاءها، ولكن بنتيجة خمس اليمن، بدلا من اليمن كله.
فيما وازى ذلك تنفيذ مشروعا دوليا آخر أكبر، لدول كبرى، ودول إقليمية ووظيفية، يحقق أطماعها على حساب وحدة اليمن وثروته ومصالحه العليا، ومستقبله.
استسلمت العديد من الحوامل المحلية للعدوان، على رأسها حزب الإصلاح، بل هرولت إليه دون أن تبقي لها منه مسافة أو حساب، وتحولت إلى أدوات منفذة لمشروع الخارج، بعد أن كانت قد أدخلت اليمن من قبل تحت الوصاية الدولية، أو تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وفي المقابل وجدنا الجماعة قد أسهمت بدور لا يستهان به، إن لم يكن كبير وفاعل، في تنفيذ المشروع الدولي والإقليمي، وصارت عنوانا وغطاء في تحقيق ذلك المشروع على حساب مشروعها الخاص، بعد حرب أستمرت سبع سنوات طوال، وأكثر منه باتت الجماعة حجر الزاوية في تنفيذ هذا المشروع وشرعنته، والذي جاء جاء على حساب وحدة اليمن ومصالحه العليا.
فشلت الجماعة في الوصول إلى حكم اليمن، واكتفت بما خصها المشروع الكبير الذي استهدف اليمن، واكتفت بحكم خمس اليمن، وعمدت لتنفيذ مشروعها الخاص خلال الحرب وبعد الحرب وإلى اليوم، لتكون هي المتسبب الأول والمشارك الفاعل في تقسيم اليمن واستهداف مستقبله وثروته.