نجا قيادي بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام، من الإعدام في العاصمة المؤقتة عدن، بموافقة إحدى الدول الاوروبية على طلب لجوئه السياسي اليها، استجابة لمناشدات سياسية وحقوقية واسعة حذرت من عواقب تنفيذ قرار ترحيله من مصر إلى عدن على حياته.

أكدت هذا مصادر يمنية متطابقة في العاصمة المصرية القاهرة، أفادت بأن سلطات الامن المصرية نفذت الخميس قرار ترحيل عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، الدكتور عادل الشجاع من اراضيها، ولكن ليس إلى عدن، بل إلى العاصمة الاسبانية مدريد.

موضحة: إن السلطات المصرية رحلت الدكتور عادل الشجاع إلى العاصمة الإسبانية مدريد، على متن طائرة غادرت مطار القاهرة الدولي صباح اليوم الخميس. لكن دون جواز سفره اليمني الديبلوماسي الذي كان يحمله، وتضمنت اوامر الحكومة اليمنية بسحبه منه.

والاربعاء، أعلن رئيس الجالية اليمنية في مصر، إبراهيم الجهمي، إن الدكتور عادل الشجاع بقي بمطار القاهرة منذ الاربعاء وحتى الخميس، موضحا أنه كان من المقرر أن يسافر االاربعاء، لكن شركة الطيران اشترطت موافقة مسبقة من سلطات مطار مدريد بأسبانيا.

وأفاد الجهمي بأنه تم تأكيد حجز سفر الدكتور عادل الشجاع إلى أسبانيا، ووصلت الموافقة من سلطات مطار مدريد ولكن بعد فوات الرحلة الجوية لمدريد الاربعاء، ما اضطره للانتظار في المطار حتى التالي ليغادر على متن رحلة القاهرة-مدريد صباح اليوم الخميس.

جاء هذا بعد مناشدات واسعة اطلقها سياسيون وحقوقيون ومنظمات دولية مختصة بحماية الحقوق والحريات، للسلطات الاسبانية، حذرت من عواقب خطيرة لتنفيذ قرار ترحيل الدكتور عادل الشجاع إلى عدن تهدد سلامة حياته، أو كما قالت زوجته رحمة "تهدده بالإعدام".

وأطلقت زوجة الدكتور عادل الشجاع، الاثنين، نداء مصورا من قبالة مطار القاهرة الدولي، وبثته قناة "بلقيس" الفضائية، يتضمن مناشدة للسلطات المصرية وجميع السياسيين والحقوقيين، منع ترحيل زوجها الى عدن، وقالت: أن الاعدام ينتظر الدكتور في عدن إذا رُحل اليها".

استطاع الدكتور عادل الشجاع تأخير ترحيله الثلاثاء إلى عدن و"ايقاف الترحيل بعد ان قاوم ورفض الصعود وكابتن الطائرة رفض السماح له بالسفر دون حراسة امنية من الجانب المصري". وفقا لما كشفه المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للعدالة، المحامي عبدالرحمن برمان. 

وأكد المحامي برمان في تدوينة على حسابه بمنصة إكس، ضمن متابعته للقضية عن كثب "اقلاع الطائرة دون صعود الشجاع، الذي سيعود الى قسم العمرانية". موضحا أن "السفارة اليمنية في القاهرة، طالبت السلطات المصرية ايقاف ترحيله كون ذلك يشكل خطر على حياته".

في المقابل، تعالت اصوات السياسيين والحقوقيين ونقابة الصحفيين اليمنيين ومنظمات حقوقية، المتضامنة مع الدكتور عادل الشجاع، بما فيها جماعة الحوثي الانقلابية، التي اعلن القيادي البارز فيها محمد علي الحوثي ترحيب سلطات جماعته بعودة الشجاع الى صنعاء، حد زعمه.

يأتي هذا بعدما أكدت مصادر سياسية وإعلامية متطابقة، أن استهداف الدكتور عادل الشجاع في العاصمة المصرية القاهرة، جاء بموجب طلب من رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، على خلفية انتقادات الشجاع لفساد الحكومة ورئيسها، وانتهاكات التحالف لسيادة اليمن ووحدته.

كما أكد المؤتمر الشعبي العام، في الخارج، السبت الفائت، ولأول مرة، تعرض قيادي بارز في الحزب للاعتقال من سلطات الامن المصرية، عقب مداهمة شقته في العاصمة المصرية القاهرة، بطلب من الحكومة اليمنية، وكشف عن مصيره عقب احالته للنيابة العامة للتحقيق معه.

وأعلن مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الاربعاء، إن "إجراءات ترحيل الدكتور عادل الشجاع تمت بموجب القوانين المصرية دون اي تدخل من جانب حكومة بلادنا"، مشيرا إلى صدور توجيهات للحكومة بـ "وضع المعالجات المناسبة لقضية الدكتور الشجاع عبر القنوات الدبلوماسية".

وتعرض عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي، الدكتور عادل الشجاع، الاثنين الفائت (18 سبتمبر) لمداهمة شقته واعتقاله، على خلفية مواقفه وانتقاداته لفساد الحكومة والسياسات والممارسات التدميرية والمعادية لليمن والمفاقمة لمعاناة اليمنيين جراء الحرب المتواصلة، على مختلف الاصعدة.

من جانبها، أعلنت الناشطة السياسية والحقوقية اليمنية، الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل عبدالسلام كرمان، لأول مرة، تضامنها مع المؤتمر الشعبي العام، وبخاصة تيار احرار المؤتمر، المنادين للتحرر من الارتهان للوصاية والهيمنة الخارجية على اليمن وقواه السياسية وسلطاته الدستورية.

وعُرف الدكتور عادل الشجاع، بنشره سلسلة من الكتابات الناقدة والجريئة لفساد الحكومة ورئيسها، وسياسات التحالف ومليشياتهما المحلية في اليمن (الانتقالي الجنوبي وطارق عفاش) وسعيها إلى تدمير مقدراته وتقويض دولته وسيادته الوطنية وإسقاط الشرعية اليمنية وتقسيم اليمن ونهب ثرواته. 

كما تبنى الدكتور عادل الشجاع، تيارا تصحيحيا داخل المؤتمر الشعبي العام، يلتقي مع تيار ما سمي "احرار المؤتمر الشعبي وتصحيح المسار" بالعاصمة صنعاء، في رفض استمرار "ارتهان الحزب للاشخاص وأفراد أسرة علي صالح عفاش وللقوى الخارجية مقابل جني المكاسب الخاصة".

يشار إلى أن الدكتور عادل الشجاع، استاذ علوم الاجتماع في جامعة صنعاء، وعضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، وعُرف بكتاباته الناقدة لممارسات حزبه وجماعة الحوثي وفساد حكومة المناصفة برئاسة معين عبدالملك، وتجاوزات السعودية والامارات ومليشياتهما في اليمن.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية العربية والدولية عبر Google news