كشفت المملكة العربية السعودية، عن مستقبل احمد علي، نجل الرئيس الاسبق علي صالح عفاش وقائد جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) سابقا، ونائب رئيس المؤتمر الشعبي المعين من قيادة الحزب في صنعاء عقب مصرع والده بمواجهات مع شركائه في الانقلاب، جماعة الحوثي.
وسربت المملكة على لسان عدد من كبار سياسييها واعلامييها وناشطيها على منصات التواصل الاجتماعي، انباء عن عودة احمد علي عفاش إلى واجهة المشهد السياسي في اليمن، بوصفه شخصية تحظى بتوافق بين مختلف الاطراف السياسية اليمنية، بخلاف الواقع والاجماع السياسي على رفضه.
جاء بين ابرز من بدأوا هذه التسريبات، المغرد السعودي بندر آل عبدالله، عبر سلسلة تدوينات على حسابه بمنصة التدوين المصغر إكس (توتير سابقا)، تتحدث عن احمد علي عفاش، المقيم في الامارات منذ اطاحة به ثورة الشباب الشعبية السلمية (11 فبراير) وجرى عزله من منصبه العسكري.
وأعاد ناشطون بارزون في الجيش الالكتروني لأحمد علي من تغريدات آل عبدالله، قوله قبل نحو عام: "سيعود لقيادة اليمن وستنتهي مشاريع الاخوان والحوثي وسيعود اليمن السعيد بإذن لله سعيد وأمن". وصرح اكثر في تدوينة ثانية: "ماحد لها غير اهلها وانعم بالعميد أحمد وترقبوا البشارة قريب".
يتزامن هذا، مع بدء جولة مفاوضات وُصفت بالحاسمة، على صعيد ترتيب وضع اسرة الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في التسوية السياسية المرتقبة، تشهدها الامارات، عقب اقل من اسبوع على اختتام ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بين السعودية وجماعة الحوثي لانهاء الحرب واحلال السلام.
وتشهد العلاقة بين احمد علي وابن عمه طارق عفاش، خلافات متصاعدة، على أحقية تمثيل اسرة الرئيس الاسبق علي صالح عفاش في التسوية السياسية للحرب، المرتقب الاعلان عنها رسميا، في ختام مفاوضات السلام الجارية بين التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي.
أكد اتساع هذه الخلافات بين طارق وابن عمه احمد علي عفاش، حضور الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي (المُقال من مؤتمر صنعاء) سلطان البركاني، حفل زفاف نجل طارق، وعقده وعدد من قيادات المؤتمر الشعبي في الخارج، لقاءات مكثفة مع طارق، بشأن رفض تمثيل احمد علي للمؤتمر.
وأفادت مصادر سياسية ودبلوماسية، بأن "الامارات تسعى لطي الخلافات المتصاعدة بين طارق عفاش وابن عمه احمد علي عفاش، بشأن الممثل لأسرة علي صالح عفاش، في التسوية السياسية للحرب وخطة السلام في اليمن، المرتقب الاعلان عنها على ضوء مستجدات مفاوضات السلام".
موضحة أن "الخلافات تصاعدت عقب تدشين احمد علي، رسميا، نهاية اغسطس الفائت، حملة إعادة النظام السابق لوالده، بقيادة المؤتمر الشعبي العام، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيسه في الداخل ويسعى إلى حشد موافقة قيادات المؤتمر بالداخل والخارج، على تصعيده رئيسا للحزب.
وأشارت المصادر إلى أن "طارق عفاش، بات الممثل الفعلي لأسرة عفاش، عقب تصعيد التحالف له إلى عضوية مجلس القيادة الرئاسي عقب ازاحة الرئيس هادي، ويملك قوات عسكرية مدعومة من الامارات، لكن بالمقابل، أحمد علي يتزعم المؤتمر الشعبي جناح والده، ويحظى بتأييد قواعده".
في السياق، سبق أن عقد أفراد اسرة الرئيس الاسبق علي عفاش، المقيمين بسلطنة عمان والامارات والرياض والمخا، اجتماع موسعا وغير مسبوق عقب ازاحة الرئيس هادي وتشكيل مجلس القيادة، ضم الابناء وابناء الاعمام والاصهار وابناءهم، في قصر اقامة احمد علي عفاش، في ابوظبي.
وحسب المصادر السياسية، فإن "التحالف وبدفع اماراتي ماضٍ في توجهه الذي بدأه قبل عامين وشمل اسقاط الشرعية بإزاحة الرئيس هادي ونائبه، واستهداف الجيش الوطني وقياداته وسحب قواته من جنوب البلاد واستبدالها بقوات درع الوطن والعمالقة، ونشر قوات طارق بالمحافظات المحررة شمالا".
منوهة بأن "التحالف بقيادة السعودية والامارات يسعى الان إلى حسم الامر مع جماعة الحوثي، وتقديم تنازلات متنوعة في مقابل الموافقة على تسوية سياسية للحرب، تضمن ترتيب السلطة في البلاد، وفق شراكة بين المؤتمر الشعبي بقيادة احمد علي وطارق عفاش وجماعة الحوثي والانتقالي الجنوبي".
ولفتت إلى ان "الخطوة التالية المرتقبة من جانب التحالف عقب التوصل إلى اتفاق، ستكون رفع العقوبات الدولية المفروضة على الرئيس الاسبق علي عفاش ونجله احمد علي، والمتضمنة منع السفر وتجميد الارصدة البنكية (الاموال المنهوبة) وتقييد النشاط السياسي، لتتويج إعادة النظام السابق".
يأتي هذا بالتوازي مع سعي اجنحة عفاش في المؤتمر الشعبي بصنعاء ومصر وابوظبي والرياض وضغطها باتجاه رفع العقوبات الدولية عن احمد علي، والتي تشمل “حظر السفر، وتجميد الاصول المالية (الارصدة البنكية) ومزاولة النشاط السياسي، كشرط لتصعيده رئيسا للمؤتمر الشعبي، ورئيسا لليمن.
وبدت مقدمات هذا التوجه للتحالف، مؤخرا، من خلال تبنيه حملات اعلامية ودعائية واسعة، تسوق لطارق عفاش ومكتب قواته عبر ترتيب زيارات وتمويل وضع احجار اساس لمشاريع في تعز ومديريات الساحل الغربي المحررة، وتصويره "القائد الوطني ورجل الدولة المخلص والمنقذ" لليمن واليمنيين.
يشار إلى أن هذه التوجهات المبكرة للتحالف، أكدتها خطواته المتلاحقة، بدءا من تمويل انشاء وتسليح قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ولطارق عفاش، ومرورا باسقاط الشرعية ممثلة بهادي ونائبه، والانقلاب على ثورة الشباب والغاء الاحتفاء بذكراها، ووصولا إلى المصالحة السعودية مع الحوثيين.