عقد ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الامير محمد بن سلمان، لقاء مطولا وغير مسبوق، مع وفد جماعة الحوثي الانقلابية، بوساطة عمانية، حسب ما كشفته صحيفة عربية واسعة الانتشار، نقلا عن مصادر خاصة لها في العاصمة صنعاء.
وقالت صحيفة "الاخبار" اللبنانية، المقربة من جماعة الحوثي، نقلا عن مصادر في الجماعة، إن وفد الاخيرة المقيم في العاصمة العُمانية مسقط التقى بوليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، خلال زيارته لسلطنة عُمان، مطلع الشهر الجاري.
مشيرة إلى أن "ولي العهد السعودي التقى وفد الحوثيين في مسقط وعبَّر عن رغبته بإغلاق ملف الحرب في اليمن". وذكرت: "اللقاء استمر لأكثر من أربع ساعات وكان إيجابياً للغاية، وبناء عليه استُؤنفت المفاوضات المباشرة بين صنعاء والرياض".
ونقلت الصحيفة اللبنانية، عن "مصدر سياسي مطلع" في صنعاء، لم تسمه، تأكيده "موافقة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خلال لقاء جمعة بوفد صنعاء المفاوض خلال زيارته إلى سلطنة عمان، على معظم مطالب صنعاء". حسب تعبيره.
مستدركا: "إلا أنه أشار إلى وجود رغبة سعودية بالخروج من اليمن بدون التزامات أو معالجات تتحمّلها الرياض كقائدة للعدوان، مع القبول بمخارج أخرى لا تحمّلها المسؤولية المباشرة عن جرائم الحرب والتدمير التي ارتكبها تحالف العدوان في اليمن".
يتزامن هذا التسريب لكواليس اول زيارة رسمية علنية لوفد جماعة الحوثي إلى العاصمة السعودية الرياض، الاسبوع قبل الماضي، مع اعلان التحالف بقيادة السعودية، الثلاثاء تمسكه بالسلام مع الحوثيين رغم الهجوم على قوات بحرينية بجبهات الحدود.
والسبت الماضي، سربت جماعة الحوثي، نقاط الاتفاق التي توصلت إليها ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بينها والتحالف بقيادة السعودية، المختتمة اعمالها بوساطة سلطنة عُمان، في الرياض الثلاثاء (19سبتمبر)، وكذا نقاط الاختلاف العالقة دون اتفاق.
شهدت جولة المفاوضات المباشرة والعلنية بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، وهي الثانية عقب جولة صنعاء منتصف ابريل الماضي، لقاء وفد الحوثي مع الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي، باعث على الريبة بنظر مراقبين.
وأعلنت كل من السعودية وجماعة الحوثي رسميا، في بيانين منفصلين، عن "نقاشات جادة" خلال جولة المفاوضات المباشرة والعلنية الثانية بينهما، وتوصلها إلى "نتائج ايجابية بمشاركة سلطنة عُمان بشأن التوصل إلى خارطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن".
واتفق الجانبان السعودي والحوثي في إعلانهما قبل بدء جولة مفاوضاتهما بالرياض، أن الاخيرة ستركز على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي ومغادرة قوات التحالف اليمن وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات اتفاق سلام شامل.
جاء هذا، عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.