يمضي عبدالملك الحوثي في سياسته التي يقدمها للناس على جرعات ، في عملية تغيير شكل الحكم والنظام السياسي في مناطق سيطرته، تحت مسمى مضلل يحمل عنوان التغييرات الجذرية في ما مضمون هذه التغييرات إضفاء الطابع المذهبي لما تبقى من هياكل لم يبسط عليها كلياً بعد، وهي بالمناسبة آخذة بالتضاؤل.
الكفاءة بمفهوم قائد المليشيات الحوثية لا تعني التخصص ولا الخبرة المتراكمة، بل التوافق بين المعين والمسيرة الإيمانية كما وصفها في خطابه بمناسبة الميلاد النبوي، وهو وصف يخفي وراءه رفع وتيرة أدلجة الحكومة ومذهبتها ، وإعادة رسم هياكل حكم تُدار من فرد واحد يسكن مغارة متنقلة في مران.
هناك عملية مماثلة غبية على النحو الذي يحكم نظام إيران، وبالتالي لا لا أحد يستبعد طبيعة الخطوات التالية للحوثي، على صعيد خلق هيئات تشبه تلك الموجودة في طهران كهيئة تشخيص وحماية النظام، ومرشد للثورة وحرس ثوري يحمل مسمى يختلف قليلاً، ولكنه يتفق معه في المضمون كقوات حماية الثورة.
عبدالملك الحوثي كجزء أصيل في مكونه العقيدي، لا يقول صراحة إلى أين يريد أن يأخذ اليمن، معتمداً على التقية السياسية، ولكن مجمل النقلات التي يبشر بها تقود اليمن إلى نظام مذهبي، يكرس مفهوم السيد القائد المنزه والشعب الأبله القطيع.