وجهت جماعة الحوثي، خطابا عاجلا ومباشرا للمملكة العربية السعودية، هو الاول منذ اختتام ثاني جولة مفاوضات مباشرة بين الجانبين بوساطة عُمانية، في العاصمة السعودية الرياض، الاسبوع قبل الماضي.
جاء هذا في تصريح نشره نائب وزير الخارجية في حكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي، والمشارك ضمن وفد الحوثي الى الرياض، القيادي البارز حسين العزي، على حسابه الرسمي بمنصة إكس.
وقال القيادي الحوثي العزي: "على صنعاء والرياض مواصلة المضي قدما نحو السلام والإنخراط العملي في تنفيذ إجراءات بناء الثقة وعدم الإصغاء للأطراف المعيقة والمعرقلة من المندفعين والمنتفعين".
مضيفا في تسمية "الاطراف المعيقة والمعرقلة" : "وفي مقدمتهم المجتمع الدولي الذي يتوجب عليه تعديل سياساته بما ينسجم مع هذه الرغبة المشتركة لعاصمتي القرار في إنهاء الحرب وصنع السلام".
وعلق مراقبون على هذا التصريحات، بأنها "تظهر تفاهما يتجاوز الايجابية" التي اعلنها الجانبين عقب جولة المفاوضات الاخيرة. منوهين بـ "التوتر الناجم عن مهاجمة قوات بحرينية في جبهات الحدود".
في السياق، كانت صحيفة "الاخبار" اللبنانية، المقربة من جماعة الحوثي، نقلت عن "مصدر عسكري" في صنعاء نفيه أن «تكون صنعاء قد استخدمت الطيران المسيّر في أي هجوم خلال الأيام الماضية».
مضيفا: إن "عمليات صنعاء يُعلن عنها قبل تنفيذها أو بعد التنفيذ من دون تردد". وأردف قائلا: "إن «محاولات التحالف والبحرين إلصاق العملية بقوات صنعاء تخدم الأطراف الضالعة في الهجوم». وتابع قائلا: إن «حشد الإدانات للحادثة على نطاق دولي يؤكد أن الهدف من ورائها تعكير أجواء السلام الإيجابية التي جرت أخيراً مع السعودية، وتفجير الأوضاع عسكرياً». في اشارة إلى الامارات.
سعوديا، أعلن تحالف العدوان أن ما حدث كان نتيجة إغارة "بعض المحسوبين على جماعة الحوثي" من دون تحديد إن كانوا مسلّحين قبليين أو عسكريين. مؤكدا تمسك التحالف بالجهود الساعية للسلام.
تزامن هذا الاعلان السعودي، مع تسريب جماعة الحوثي، تفاصيل لقاء مطول جمع وفدها المفاوض مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لدى زيارته العاصمة العُمانية مسقط، تقرر على ضوئه سفر الوفد الحوثي إلى الرياض.
والسبت الماضي، سربت جماعة الحوثي، نقاط الاتفاق بثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بينها والتحالف بقيادة السعودية، المختتمة اعمالها بوساطة سلطنة عُمان، في الرياض الثلاثاء (19سبتمبر)، وكذا نقاط الاختلاف العالقة دون اتفاق.
شهدت جولة المفاوضات المباشرة الثانية بين السعودية وجماعة الحوثي، عقب جولة صنعاء منتصف ابريل الماضي، لقاء وفد الحوثي مع الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي، باعث على الريبة بنظر مراقبين.
وأعلنت كل من السعودية وجماعة الحوثي رسميا، عن "نقاشات جادة" خلال جولة مفاوضاتهما المباشرة الثانية، وتوصلها إلى "نتائج ايجابية بمشاركة سلطنة عُمان بشأن التوصل إلى خارطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن".
واتفق الجانبان السعودي والحوثي قبل بدء جولة مفاوضاتهما بالرياض، أن الاخيرة ستركز على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي ومغادرة قوات التحالف اليمن وإعادة بناء الثقة تمهيدا لمفاوضات اتفاق سلام شامل.
جاء هذا، عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب