كشف مشاركون في حفل زفاف عفاش طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، والمقام في العاصمة الاماراتية ابوظبي، عن تفاصيل مثيرة شهدها الحفل، تصدرها ما سموه "لقاء حميم بين السفير الامريكي لدى اليمن وقائد الوية العمالقة الجنوبية عبدالرحمن المحرمي".
وأتفق عدد ممن حضروا حفل الزفاف، في أن ظهور الشيخ السلفي عبدالرحمن المحرمي، المكنى ابو زرعة" بجوار السفير الامريكي لدى اليمن "كان جزءا من تفاصيل مثيرة، تمثلت في ملازمتهما لبعضهما منذ بداية الحفل وحتى نهايته، وانفرادهما لتبادل الحديث طوال نحو 4 ساعات متواصلة، وسط اجواء من تبادل الابتسامات والتفاهمات".
مشيرين إلى أن "لقاء المحرمي والسفير الامريكي تحول لافت ويشي بترتيبات كبيرة وتحولات قد تكون مفاجئة". ولفتوا إلى أن بين هذه التحولات "استئناف العلاقة الامريكية بالتيارات السلفية وبخاصة الجهادية أو الجهيمنية، المتشددة حد التطرف الديني، والتي تشكل على اساس افكارها برعاية امريكية، وما يزال تنظيم القاعدة ثم تنظيم داعش".
وبالمقابل بدا اللقاء مثيرا لحفيظة كثير من الناشطين المنتمين لتيار الجماعة السلفية، التي ترتكز على ركن ركين وأصل اصيل في عقيدة اهل السنة والجماعة، وهو الولاء لله ورسوله وصحابته والمؤمنين، والبراء من أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وفي مقدمهم المخالفين لله ورسوله وصحابته وبالطبع الكافرين والمشركين بالله.
توصف "السلفية"، منذ أن برز مصطلحها وتحددت اطره العقائدية والمرجعية والمنهجية، بأنها "منهج وليست جماعة، وتيار وليست حزبا"، يضم داخله اتجاهات عدة بين السلفية "العلمية والحركية والجهادية والمدخلية، وغيرها"، لكنها تتفق في سمات مظهرية ومنهجية واضحة يتميز بها "التيار السلفي" عن غيره من التيارات الإسلامية الأخرى.
ويقسم الباحث والكاتب المصري راجي سلطاني، التيار السلفي في الواقع المعاصر إلى اربعة فروع رئيسة، اولها سلفية الصادقين والنبلاء (معتزلو السياسية والقتال)، وسلفية العاجزين والجبناء (المحرمين الخروج عن الوالي)، والقاصرين والجهلاء (المتشددون بالرأي والمكفرين لمخالفيهم)، وسلفية الخائنين والعملاء (المتمسحين بالدين للظفر بالدنيا).
وأعاد لقاء المحرمي والسفير الامريكي، الى الواجهة، العلاقة الوثيقة والقديمة بين الولايات المتحدة الامريكية وأجهزة استخبارتها مع عدد كبير من جماعات الحركة الاسلامية، وبصورة اكبر منذ نهاية عقد السبعينيات، وتجييشها لحشد المقاتلين العرب إلى افغانستان لمواجهة تمدد الاتحاد السوفيتي حينها في الزحف على منابع الثروة في المنطقة.
مرت الحركة السلفية في اليمن، حسب الباحثين، ومنهم آدم بارون، بثلاثة مراحل او اجيال: الاول "جيل الاباء والمؤسسين الذين يعبر عنهم بمقبل الوادعي حتى وفاته في عام 2001، فقد وقع الجيل الذي أتى بعدهم في خلافات لا تنتهي أدت إلى تشظي الحركة السلفية في قضايا مرتبطة بالتسييس". مع تأسيس حزب الرشاد عام 2011م.
مضيفا: إن "الجيل الثاني قد تم تهميشه جزئيًا بسبب عدم استعداده للانخراط بشكل واضح في القتال. فقد أمضى يحيى الحجوري بعد أن طرده الحوثيون قسراً من دماج في عام 2014 بعض الوقت في المملكة العربية السعودية لكنه لم يؤيد بالكامل الاستراتيجية العسكرية للتحالف، .. وبالمثل، استراتيجية محمد الإمام للمصالحة مع الحوثيين".
وتابع: "الموجة الثالثة يجسدها رجال ذوو مؤهلات مكتسبة في ساحة المعركة وهم أقل اهتمامًا بالنقاء الأيديولوجي والديني ويتقبلون بشكل واضح أن يتم استخدامهم كأداة من قبل القوى الإقليمية". في اشارة إلى التشكيلات المسلحة بقيادة عدد من خرجي معهد دماج في صعدة، امثال عبدالرحمن المحرمي (ابوزرعة) وحمدي شكري الصبيحي".
ذاكرا بين قيادات سلفية لتشكيلات عسكرية اخرى أزدهرت بدعم اماراتي "أبو العباس في تعز أو بسام المحضار في الجنوب". وعلق على مقاتلي "العمالقة الجنوبية" وما شاكلها بقوله: "أشعر أن المقاتلين أكثر تنوعًا مما نعتقد عادةً حيث يحتشدون حول قضايا حماية الأرض أو من أجل الرواتب بصورة أكثر تواتراً من احتشادهم لأجل أيديولوجية".
يشار إلى أن الامارات عمدت إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" وكتائب أبي العباس في تعز، وبالمثل فعلت السعودية لمواجهة النفوذ الاماراتي، وعمدت مؤخرا، مع بداية العام 2021 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب.