فاجأت المملكة العربية السعودية الجميع، بمناهضتها اي تظاهرات في صنعاء ومناطق سلطات جماعة الحوثي، وتوجيه وسائل اعلامها تتقدمها قناتنا "العربية" و"الحدث" السعوديتين على التحريض ضد تظاهرات رفع اعلام الجمهورية في صنعاء واب والحديدة، على لسان مسؤولين بالحكومة.
وتتوالى اصداء وتداعيات مناهضة الإعلام السعودي على لسان مسؤولين بالحكومة، أي خروج ضد سلطات جماعة الحوثي، عقب التقارب المتسارع بين التحالف بقيادة السعودية والجماعة، وتلاحق جولات المفاوضات المباشرة والعلنية بينهما، واخرها المختتمة بالرياض قبل اسبوعين.
جاء بين هذه التداعيات، تصريح للإعلامي والاديب جميل مفرح، قال فيه: "على فكرة.. ما فعلته وتفعله قناة الحدث بخصوص موضوع الشباب والأعلام وردة فعل سلطة صنعاء، هو في حد ذاته تحريض مبطن على الشباب من جهة، وتحذير لهم من تكرار القيام بأي عمل مشابه..!!".
مضيفا: إن قناة "العربية تعدو في اتجاهين متضادين وتصطاد في المياه القذرة..!!". وهو ما اتفق معه المئات من السياسيين والناشطين اليمنيين، في صفوف الشرعية، متهمين مسؤولين في الحكومة اليمنية، بالعمل ضد المواطنين وتعريض حياتهم للخطر بتصريحات تحريضية ضدهم.
وتتابع موجة الاستياء والاستنكار لتصريحات وكيل وزارة الادارة المحلية في الحكومة اليمنية المعترف بها، عبداللطيف الفجير، تحدث فيها إن "الحكومة على تواصل مع ابنائها في العاصمة صنعاء وإب والحديدة الذين خرجوا بمظاهرات احتفائية بثورة 26 سبتمبر".
في هذا علق جميل مفرح، الناشط في حزب المؤتمر الشعبي، جناح علي عفاش: "قال إن استخبارات التحالف تتواصل مع الشباب في صنعاء وهي من تدير تحركاتهم..!! وكلام أهبل وسخيف يعمل على تحريض سلطات صنعاء على من حملوا الأعلام ليلة 26 سبتمبر..!!".
واتفقت موجة الانتقادات والاستنكار من جانب السياسيين والناشطين اليمنيين في اعتبار تصريحات الفجير بأنها "خطيرة وخارجة عن سياق المسؤولية". مشيرين إلى أنها "تدعم اتهامات جماعة الحوثي للمتظاهرين بأنهم مرتبطون بتنفيذ مخطط من التحالف والشرعية".
بالمقابل، أكد الناشط السياسي سليمان النواب على منصة "فيس بوك" إن "عبداللطيف الفجير وكيل وزارة الإدارة المحلية يعرض حياة الناس في صنعاء للخطر ويستحق المحاكمة". وقال: إن من خرج في صنعاء هم أحرار أبطال ولا تواصل بينهم وبين شرعية الهفل" حسب وصفه.
كذلك الصحفية سامية الأغبري، تساءلت: "عبداللطيف الفجير مع من يشتغل؟". وقالت: "قولوا لتافهي الشرعية يلفلفوا حقهم العاهات بلاش استهبال". مضيفة: "تشتوا تعملوا فيها أبطال على حساب الناس وأمنهم وسلامتهم، يا الفجير الحوثي مبسوط منك، أنتم اتفه وأعجز وافشل كائنات".
ووصفت الناشطة الاشتراكية سامية الاغبري، وكيل وزارة الادارة المحلية عبداللطيف الفجير بأنه "شاقي الحوثي"، وأن تصريحاته كانت متعمدة منه أو من القناة السعودية لخدمة الحوثي وتبرير معاقبته المتظاهرين، وقالت: "فبلاش التحريض على الشباب في مناطق سيطرة الحوثي".
بدوره حمَّل الناشط صالح سعيد الحقب وكيل وزارة الادارة المحلية الفجير مسؤولية سلامة المتظاهرين المحتجزين من سلطات جماعة الحوثي، وخاطبه عبر حائطه بمنصة "فيس بوك" قائلا: "سلمتهم للحوثي لأجل يقمعهم ويقول مدفوعين ومن هذا القبيل".
وتابع الحقب مستنكرا: "حتى والشرعية لم تقدم شيء ولا ينتظر منها سوى البيع، يزيد واحد يقتل الناس وتضحياتهم". وأردف: "لو في حكومة إنك مقال وتحال للتحقيق، أنت تتكلم بإسم دولة وصفة رسمية وليست رأي ولا وجهة نظر بل كلام محسوب".
من جهته، كشف الناشط الاعلامي والحقوقي موسى النمراني عن ابعاد خطيرة لتصريحات الفجير، وقال: "يدعي بعض التافهين من مسئولي الحكومة الشرعية أن لهم علاقة بتنظيم الاحتفالات الشعبية في صنعاء، عشية السادس والعشرين من سبتمبر".
مضيفا: إن هذا الادعاء لا يخلو من حالتين، "الحالة الأولى: أنه صحيح، فإذا كان كذلك، وصح أن الناس خرجوا بالتنسيق معهم، فهذا يعني أنهم خونة، وأنهم يكشفون علاقاتهم السرية بكل سهولة بدون ضرورة ولا فائدة". في اتهام مباشر للحكومة بالخيانة.
وتابع: "الحالة الثانية: أنه ادعاء غير صحيح، وهذا يعني أنهم -كما عهدناهم دائما وأبدا- كذابين، أفاقين، لصوص إنجازات ومتسلقين على جهود غيرهم، ووجدوا فرصة مجانية لادعاء بطولة ليسوا أهلا لها، ولا يهمهم ما إذا كان هذا الادعاء يمكن أن يسبب موت أبرياء، ماداموا من خارج عائلاتهم".
كما وجه الناشط السياسي والاعلامي همدان العليي، نداء عاجلا لجميع السياسيين والاعلاميين، خارج مناطق سيطرة جماعة الحوثي طالبهم فيه "أن لا يتدخلوا في أي تحرك شعبي ضد الحوثيين الناس في الداخل يستطيعون تحديد ما هو مناسب لهم".
مضيفا: "مهمتكم هو نقل معاناتهم للعالم وحسب.. قدموا النصح الصادق وعليهم اختيار الطريق والطريقة المناسبة. ولو قرروا التعايش مع الظلم والعنصرية فهم أدرى بأمرهم". وأردف: "واختتم: "اتركوا الناس في الداخل وشأنهم انقلوا فقط معاناتهم للعالم.. هذه مهمتكم".
واحتجزت سلطات جماعة الحوثي متظاهرين بتهمة "تعمد زعزعة الامن والاستقرار واستفزاز رجال الامن للاشتباك معهم". واعتبرت أن "الخروج لرفع علم الجمهورية ذريعة لأنه مرفوع بجميع مؤسسات الدولة واحتفالاتها الرسمية". زاعمة أن "حالات ازالة العلم تصرفات فردية جرى معاقبة مقترفيها في حينه".
كما خرج زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، بخطاب متلفز، ليل الثلاثاء الفائت 26 سبتمبر، أفصح فيه رسميا، ولأول مرة عن موقفه وجماعته من الجمهورية والنظام الجمهوري واستمراره في اليمن، زاعما أنها لم تعد محل انقسام او خلاف، وأن "لا توجد لدينا أي مشكلة مع الجمهورية" حسب قوله.
يشار إلى أن ذكرى ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر 1963م، تحلان هذا العام في وقت تصاعدت حدة التحركات لتنفيذ مخططات تستهدف وحدة اليمن وسيادته، يديرها التحالف بقيادة السعودية والامارات، وتتولى تنفيذها مليشياتهما المحلية، ممثلة بقوات طارق عفاش ومليشيات "المجلس الانتقالي".