تعصف خلافات حادة بين قيادات الصف الأول للجماعة، في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإيرانية، اشعلتها مباحثات السلام مع الوفد السعوديين، والتغييرات التي يريد زعيم المليشيات تمريرها للتفرد بالسلطة.
وأوضحت مصادر مُطلعة في صنعاء، بأن صراعًا احتدم بين أجنحة الحوثي الرئيسية المُتمثلة بمحمد علي الحوثي، ومهدي المشاط، وأحمد حامد والقيادي الدموي أبو علي الحاكم، وصلت حد التهديد بالتصفية في حال تم تقوية طرف المشاط على حساب محمد علي الحوثي.
المصادر، أكدت تسبب الخلافات الأخيرة في اعاقة عملية الرد على مقترحات السعودية والوسطاء الدوليين والإقليميين، التي قُدمت لوفد المليشيات الذي زار الرياض مؤخرًا، ما تسبب في إعاقة جهود السلام وتنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق السعودية المرسومة للسلام في المنطقة التي تخدم مصالحها ومصالح إيران، على حدٍ سواء.
وطبقاً للمصادر، فقد أدت الخلافات إلى إعاقة مخطط الانقلاب الثاني الذي تسعى الجماعة لتنفيذه في مناطق سيطرتها للتفرد بالسلطة بعيدًا عن شركائها من التيارات السياسية الأخرى، وبعيدًا عن مصالح القوى الاجتماعية والقبلية التي تعمل في إطار الجماعة في التنكيل باليمنيين منذ سنوات.
ويتكون أقوى تلك التيارات الخلافية في أوساط المليشيات من محمد علي الحوثي عضو ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" للجماعة، ورئيس اللجان الثورية التي تتحكم بزمام الأمور في مناطق الحوثي على حساب الحكومة الغير معترف بها، والتي تخضع لسلطة رئيس ما يُسمى بالمجلس السياسي مهدي المشاط، ومدير مكتبه أحمد حامد، فيما يضم تيار محمد الحوثي القيادي البارز ابو علي الحاكم.
ووفقًا للمصادر، فإن تيار المشاط الذي يحاول حشد قوى سياسية معتدلة حوله، يظل الحلقة الأضعف في الصراع الذي يدخل في إطاره زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الذي يمهد لتولي نجله وأفراد أسرته، مفاصل الحكم بعد التفرد به.
وتتمحور الخلافات وفقًا للمصادر، حول تقاسم السلطة والثروة بين تلك الأجنحة، والتي لا تراعي أي مصالح أخرى، خاصة وأن مناطق الحوثي تعيش حالة اقتصادية متردية، إلى جانب ارتفاع حدة الفقر والمجاعة وانتشار الأمراض.
كما تشهد مناطق الحوثي ارتفاع كبير في حالة الرفض الشعبي للجماعة في ظل استمرار الانتهاكات وعمليات القمع والتنكيل التي تمارسها بحق الاأرياء من المدنيين، والتي كان آخرها عمليات الاختطاف والتعذيب لعشرات المدنيين ممن احتفلوا بثورة 26 سبتمبر، ورفعوا العَلم الجمهوري.
وأشارت المصادر إلى أن نقاشات تنفيذ انقلاب زعيم الحركة عبدالملك الحوثي على شركائه، فيما يُسمى "الانقلاب الثاني"، بالنسبة لتغيير الحكومة التي يرأسها عبدالعزيز بن حبتور، الذي يبدو انه بات خارج لعبة الحوثيين، خاصة وأن عملية تكريمه مؤخرًا من قبل المشاط دلّت على ذلك بشكل صريح، باتت مؤجلة نتيجة الخلافات المحتدمة بين أجنحة الجماعة.
ومنذ أكثر من أسبوعين، تلاشت الأنباء الجديدة عن المفاوضات، عقب عودة وفد حوثي من السعودية، حيث أجرى مشاورات مع السعوديين وُصفت بـ"الإيجابية".