المحرمي

عاجل : مصرع المحرمي بظروف غامضة (تفاصيل)

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

وردت للتو انباء مفاجئة أكدتها بيانات النعي وبرقيات التعازي المتتابعة على مختلف المستويات الرسمية والعسكرية والشعبية، داخل اليمن وخارجة، في مصرع المحرمي وإصابة عدد من مرافقيه بحادث وقع في ظروف ما تزال غامضة.

 

وحسب بيانات النعي وبرقيات التعازي لعضو رئيس مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس "المجلس الانتقالي" العميد عبدالرحمن المحرمي (أبو زرعة) فقد توفي ابن عمه الضابط أحمد صادق زين عقيل المحرمي، في "حادث مروري مؤسف".

 

موضحة أن المحرمي، القيادي بمدفعية "العمالقة الجنوبية" في شبوة "تعرض للحادث المروري وهو عائد مع مرافقيه إلى أبين في اجازة"، وتحديدا في "مديرية المحفد بمحافظة أبين"، ما أدى إلى "وفاته وإصابة عدد من مرافقيه اصابات خطرة".

 

وأشارت إلى أن ابن عم القائد العام لألوية "العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة)، فارق الحياة جراء الحادث المروري المؤسف "بعد أشهر على تخرجه من دورة عسكرية من معهد القيادة والأركان في عدن".

 

تتزامن وفاة احد اقرب المقربين للشيخ السلفي عبدالرحمن المحرمي، مع موجة انتقادات واسعة بين اوساط السلفيين للظهور اللافت والحميمي للمحرمي مع السفير الامريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، بحفل زفاف نجل طارق عفاش في الإمارات.

 

 

وتتابع انتقادات حادة بين اوساط مشايخ وناشطين سلفيين للظهور الحميمي اللافت لقائد الوية العمالقة الجنوبية عبدالرحمن المحرمي، مع السفير الامريكي لدى اليمن في حفل زفاف عفاش طارق عفاش، المقام في العاصمة الاماراتية ابوظبي.

 

 

كما تسبب ظهور ولقاء المحرمي مع السفير الامريكي في احتجاجات وانسحابات تعصف بصفوف قوات "درع الوطن" جراء ما اعتبره منتسبوها "خيانة لله والدين والوطن"، وارغامهم على مد ايديهم إلى "اعداء الله والرسول والصحابة والمؤمنين".

 

 

ترافق اللقاء مع بدء الولايات المتحدة الامريكية تدريب جيش يمني من السلفيين على أراضٍ سعودية حدودية، وتحديدا في معسكر بمنطقة شرورة في نجران، تمهيدا لنشره في المحافظات الشرقية للبلاد (شبوة، حضرموت، المهرة)، في تحرك فاجأ المراقبين.

 

 

وأكدت مصادر عسكرية ومحلية متطابقة، بدء اجراءات اسقاط محافظة حضرموت وتسليمها سلما دون قتال، وتسليمها لقوات "درع الوطن" المشكلة من السلفيين في جنوب البلاد مطلع 2021م، بتمويل سعوديا وتدريب امريكي، واحلالها محل قوات الجيش الوطني.

 

 

كما ترافق اللقاء مع بدء الولايات المتحدة الامريكية، ما وصف بـ "قيادة إعادة رسم الخارطة السياسية والعسكرية في اليمن"، عبر تحركات عسكرية ميدانية ولقاءات مكثفة، للسفير الامريكي ومسؤولين امنيين وعسكريين امريكيين مع مختلف قيادات الدولة.

 

 

من جانبهم، كشف سياسيون وعسكريون يمنيون عن مؤشرات مريبة لما سموه "بدء تنفيذ خطة عرقنة اليمن" بإدارة وإشراف امريكي، تعمم في اليمن نموذج السياسية الامريكية العسكرية والامنية والسياسية المنفذة في العراق، في اعقاب غزوه عام 2003م.

 

 

وعلق الناشط السياسي توفيق احمد، بأن اللقاء "لم يكن مصادفة أو عفويا أو سهواً أو خطاً، وإنما هو كيد محكم، وتدبير خبيث ماكر، يأتي ضمن خطة كاملة لبدء وتكرار تطبيق نموذج العراق ابان احتلاله، والاعداد لحرب اهلية مذهبية في اليمن".

 

 

أعاد لقاء المحرمي والسفير الامريكي، الى الواجهة، العلاقة الوثيقة والقديمة بين الولايات المتحدة الامريكية وأجهزة استخبارتها مع عدد كبير من جماعات الحركة الاسلامية، وبصورة اكبر منذ نهاية عقد السبعينيات، وتجييشها لحشد المقاتلين العرب إلى افغانستان لمواجهة تمدد الاتحاد السوفيتي حينها في الزحف على منابع الثروة في المنطقة.

 

ومرت الحركة السلفية في اليمن، حسب الباحثين، ومنهم آدم بارون، بثلاثة مراحل او اجيال: الاول "جيل الاباء والمؤسسين الذين يعبر عنهم بمقبل الوادعي حتى وفاته في عام 2001، فقد وقع الجيل الذي أتى بعدهم في خلافات لا تنتهي أدت إلى تشظي الحركة السلفية في قضايا مرتبطة بالتسييس". مع تأسيس حزب الرشاد عام 2011م.

 

مضيفا: إن "الجيل الثاني قد تم تهميشه جزئيًا بسبب عدم استعداده للانخراط بشكل واضح في القتال. فقد أمضى يحيى الحجوري بعد أن طرده الحوثيون قسراً من دماج في عام 2014 بعض الوقت في المملكة العربية السعودية لكنه لم يؤيد بالكامل الاستراتيجية العسكرية للتحالف، .. وبالمثل، استراتيجية محمد الإمام للمصالحة مع الحوثيين".

 

وتابع: "الموجة الثالثة يجسدها رجال ذوو مؤهلات مكتسبة في ساحة المعركة وهم أقل اهتمامًا بالنقاء الأيديولوجي والديني ويتقبلون بشكل واضح أن يتم استخدامهم كأداة من قبل القوى الإقليمية". في اشارة إلى التشكيلات المسلحة بقيادة عدد من خرجي معهد دماج في صعدة، امثال عبدالرحمن المحرمي (ابوزرعة) وحمدي شكري الصبيحي".

 

ذاكرا بين قيادات سلفية لتشكيلات عسكرية اخرى أزدهرت بدعم اماراتي "أبو العباس في تعز أو بسام المحضار في الجنوب". وعلق على مقاتلي "العمالقة الجنوبية" وما شاكلها بقوله: "أشعر أن المقاتلين أكثر تنوعًا مما نعتقد عادةً حيث يحتشدون حول قضايا حماية الأرض أو من أجل الرواتب بصورة أكثر تواتراً من احتشادهم لأجل أيديولوجية". 

 

 

يشار إلى أن الامارات عمدت إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" وكتائب أبي العباس في تعز، وبالمثل فعلت السعودية لمواجهة النفوذ الاماراتي، وعمدت مؤخرا، مع بداية العام 2021 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب.